اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تفسير سورة المعارج بقلم - فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin





سورة المعارج

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (Cool وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الارْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلا تِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لاَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ
هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيم ٍ (38) كَلا إِنَّا خَلَقْنَاهُم ْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الاجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)).)
سورة المعارج كاملة

الحمد لله :
سال احد كفار مكة عن العذاب في يوم القيامة وهو النضر بن الحارث هذا الكافر يخاطب الله تعالى كما اورده المفسرون عن ابن عباس رحمهم الله انه قال ( اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم ) وهذا الدعا دعاء استهزاء وانكار لامر الله تعالى متحديا قدرته وعظمته وهذا هو العذاب الذي اخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بانه واقع بالكافرين حتما فبين الله تعالى في هذه الايات الشريفة ان هذا العذاب قد هيئ للكفار ولا يقيهم منه احد وهذا العذاب اذا نزل لاشك في وقوعه فهو واقع بهم حتما وان مشيئة الله تعالى وحكمته اقتضت تعذيبهم لا محالة لعصيانهم وكفرهم وسيلقون هذا العذاب الاليم في يوم القيامة وهو اليوم العظيم الذي جعل فيه الحساب والثواب لكل الخلائق وكل منهم بما كسب رهين .
اذن هو عذاب من الله تعالى ذي المعارج اي خالقها وهي صفة من صفات الله تعالى والمعارج المصاعد او كل ما يرتقى فيه الى الاعلى اذ ترفع الملائكة وعلى راسهم جبريل عليه السلام وهو ( الروح) اليه تعالى امر الخلائق وما تكسبه من اعمال الى عرشه سبحانه وتعالى في يوم مقداره خمسين الف سنة من السنوات الظاهر ة المعدودة والمراد به مقدار ما يقوم الناس فيه لرب العالمين وهي المدة المقدرة لحسم امور الخلائق ثوابا وعقابا في يوم القيامة وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه قال عندما سئل عن هذا اليوم ( والذي نفسي بيده انه ليخف على المؤمن حتى يكون اهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ) فالمؤمنون يرونه قريبا والكافرون يرونه بعيدا .
ثم يقول الله تعالى فاصبر ياحبيبي يا محمد وتدرع بالصرالجميل وفي هذا اليوم اي في يوم القيامة ستكون السماء كالمهل وهو خليط من الماء والرصاص او النحاس او الفضة المذاب اي ماءا كدرا ثقيلا وقيل خليط الزيت وقيل غير ذلك وتكون الجبال كالعهن وهو الصوف المنفوش او المصبوغ وقيل هو الغبار المتصاعد في الجو . وقيل تبدل فيه الارض والسموات فتكون السماء مغبرة بحمرة كلون الزيت العكر والجبال تصير هباءا منثورا اشبه بالصوف المنفوش او المصبوغ بحيث ينكرالكافرون بعضهم فيه بعضا فحينئذ تضطرب الامور ويشتغل الخلائق كل بنفسه ويهتم بامره فلا يهتم صديق بصديقه ولا قريب بقريبه .
وفي هذا الوقت العصيب يعرف كل الخلائق انهم سيحاسبون بما قدمت ايديهم في الحياة الدنيا فالكفار كل منهم يود لو قدم اقرب الناس اليه واحبهم الى قلبه كأن تكون زوجته او ابنه او قريبه او عشيرته بل كل مافي الارض جميعا فداءا لنفسه من عذاب هذا اليوم العظيم لعله ينجيه من العذاب لكن دون جدوى فانه سيكون عليهم لظى من التلظي في النار اي نارا ملتهبة محرقة يحترق بها ومن شدتها انها تنزع الشوى وهي جلدة الراس وهذه النار تحرق الموجود فيها والهارب منها وقيل انها تنادي لتحرق من ادبر عن الحق وتولى عنه اي اعرض عنه .
فالانسان خلقه الله تعالى ويعلم ما توسوس به نفسه وما جبلت عليهم نفوسهم فالكثير منهم شديد التضجر قليل الوفاء فاذا الم به مكروه مثل مرض او فقر او خوف استولى عليه القنوط واليأس واذا اتسع عليه رزقه وصح جسده وتحسنت اموره فكان ذا منصب او جاه او مكانة تنكر للناس وتكبر عليهم وربما منعهم من الاستفادة من ماله والانتفاع فيه وهذا ما يسبب العداوة والبغضاء بين الناس .
واستثنى الله تعالى من هؤلاء المؤمنين الذين من علامات ايمانهم اقامة الصلاة في اوقاتها لحرصهم عليها والذين يؤدون زكاة اموالهم ويتصدقون منها فهذه الاموال انعم الله تعالى عليهم بها فبها حق للسائل والمحروم وارى ان المحروم هو الذي حرمته الشريعة من الميراث كالحفيد الذي توفى والده قبل جده فحجب الوالد بالجد فلا يورث فهو محروم من الميراث فلو لم يمت ابوه قبل جده لورث اباه . وقيل المحروم هو المتعفف اي المحتاج لكنه لا يسأل الناس فيعطوه و لا احد يفطن له فيعطيه وكذلك انهم يؤمنو ن بيوم الدين اي يوم القيامة فهؤلاء يخافون الله تعالى ويخشون عذابه لان عذا ب الله لاينبغي لاحد ان يأمنه ومن صفاتهم ايضا انهم متعففون يقتصرون على ما احل الله تعالى لهم من ازواجهم او ما ملكت ايمانهم وكذلك انهم على اماناتهم وعهدهم في امور دينهم ودنياهم وما الشريعة وعقائدها وعباداتها والعود والمواثيق والمعاملات الا امانات لله تعالى ائتمن الناس عليها .
والذين يؤدون الشهادة على وجهها الصحيح فلا يشهدون إلا بما يعلمونه من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان ولا يحابو ن فيها قريبا ولا صديقا ونحوه ويكون القصد بها وجه الله تعالى . والذين هم على صلاتهم يحافظون اي يقيمونها في اوقاتها واداء اركانها المكتوبة منها والمسنونة بمداومتهم عليها بأكمل الوجوه .
فالموصوفون بهذه الصفات الثماني هم اصحاب الجنة . فيوم القيامة قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.
ثم يبين الله تعالى للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول تعالى، مبينا اغترار الكافرين فما بال هؤلاء الكافرين المعاندين حوله متزاحمين ناكسي رؤوسهم جماعات متوزعة او متفرقة و كل واحد منهم بما لديه فرح مسرور .فباي سبب أطمعهم، وهم لم يقدموا سوى الكفر والجحود برب العالمين فليس الأمر بأمانيهم ولا إدراك ما يشتهون بقوتهم وتكبرهم وتجبرهم فالله تعالى خلقهم مما يعلمون وهو المني من الرجل والبويضة من الانثى فهم اذن من ماء دافق نتن قذر يخرج من بين الصلب والترائب فهم ضعفاء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
ثم يقسم الله تعالى بمالك الملك ومسير الكواكبالشمس والقمر والكواكب لما فيها من الآيات الباهرات على البعث والنشور وقدرته على تبديل أمثالهم وهم بأعيانهم . ان الله تعالى وحده قادر على هلاكهم وخلق غيرهم فلا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وما أحد يسبقه اويفوته اويعجزه شيئ إذا أراد سبحانه أن يعيده تارة اخرى . فإذا تقرر يوم القيامة يوم البعث والجزاء واستمروا على تكذيبهم وعدم انقيادهم لآيات الله تعالى فذرهم يخوضوا بالأقوال الباطلة والعقائد الفاسدة ويلعبوا بدينهم ويأكلوا ويشربوا ويتمتعوا حتي يلاقوا مصيرهم الاسود بما أعد لهم فيه من النكال والوبال ما هو عاقبة خوضهم ولعبهم .
ثم يذكر الله تعالى حال الخلق حين يلاقون يومهم الذي يوعدون اي في يوم القيامة فهم يخرجون من القبور مجيبين لدعوة الداعي مهطعين رؤوسهم كأنهم إلى نصب او تماثيل كانوا يعبدونها يسارعون . فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي والالتواء لنداء المنادي بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين و قد لحقتهم الذلة والمسكنة والقلق ملك قلوبهم واستولى على أفئدتهم فخشعت أبصارهم وسكنت الحركات منهم وانقطعت الأصوات . فهذا هو اليوم الذي كانوا يوعدون. انه يوم القيامة .
والله تعالى اعلم

***********************



https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى