اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

العزوف عن القراءة بقلم - فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




العزوف عن القراءة


بسم الله الرحمن الرحيم


قيل ( العلم نور والجهل ظلام ) في هذا القول الماثور تشد يد على طلب العلم في القراءة والتعلم وتكمن اهمية القراءة في إثراء النفس البشرية بحبها للقراءة والتعلم من كونها تسبح في عالم جميل رائع يستحق المغامرة لأكتشافه والخوض في ثناياه والسمو فيه إلى أعلى درجات الثقافة والمعرفة .

وتهدف هذه العملية الى تمكينه من بلوغه اعلى الدرجات في سبيل بلوغ غاياته واهميتها وطموح هذه النفوس في تكوين الشخصية الانسانية لهذا الانسان او ذاك والارتقاء بمحصلته للوصول الى اعلى درجات الرقي النفسي والثقافي والاجتماعي والفني مما يوطد الثقة بالحياة ويشدها شدا وثيقا الى النفس ومراميها .

وهذه القاعدة وجدت مع الانسان وتطورت بتطوره ونمت معه منذ بدء تطوره ومن خلال السعي اليها من قبله .

فاساس العلم والتعلم هي القراءة ولو رجعنا الى الوراء لوجدنا ان القراءة عرفت منذ اقدم العصور ومنذ ان وجد الحرف وكان اساس القراءة وجود الكتاب لذا اهتمت الامم والاديان بنشر الكتاب وايجاد المكتبات وتهيأتها للقارئين وتحفيزهم لارتيادها لطلب العلم واختلفت معالم هذه المكتبات وانواعها واشكالها وتخصصاتها بمرور الزمن وكلما تقدمت الامم ا زداد ت اهميتها .

فالقراءة هي اللبنة الاولى في بناء الشخصية وتفتق الاذهان والادمغة في العلم وقتل الفراغ وتحويل الفراغ الى نفع كبير فوجود الكتاب مع المرء يفتح عليه سبل التعلم وزيادة المعرفة عنده ( هل يستوي الذين يعلمون والذين الا يعلمون ) حتى لو كان هذا الكتاب ترفيهيا . وتهيأت انواع الكتب واختلفت اشكالها للقارئ حتى وجدت المجلدات العلمية والثقافية والادبية ووجد الكتاب الصغير الحجم الممكن حمله في الجيب بجوار الكتب الكبير ة التي يصعب حملها اي في كل مجال وفي متناول اليد وكلما اتسعت افاق التفكير والعقلية دلت على كثرة القراءة اتساع افاقها لدي المرء لذا وجدت المكتبات الخاصة واصبحت من الامورالمهمة في البيت و دليل سعة الاطلاع و الفهم لدى اصحابها ثم تحولت الى امور كمالية في كل بيت فاهتم الناس بجمع الكتب والموسوعات التي تزين خزائن هذه المكتبات

وفي الوقت الحاضر تغيرت الامور واختلفت فاصبحت الاجهزة الحديثة مثل الراديو والتلفاز و ثم الحاسبات والانترنيت البديل الافضل لهذه المكتبات وغيرها من مصادر القراءة و التعلم ودخلت في اغلب البيوت وتكاد تنتشر او توجد في كل جيب .

الا اننا نجد عزوفا واسعا عن القراءة في هذه الايام وقد اتسعت هذه الفجوة منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي ومن اسباب هذا العزوف فيما اراه هو طغيان وسائل الإعلام الحديثة من إذاعة وتلفزيون ثم وجود الإنترنت والحاسوب والموبايل وكلها وسيلة سهلة للحصول علي المعلومات بضغطة زر واحدة دون اللجوء إلي القراءة. حيث أصبحت هذه الأجهزة تقدم افضل المعلومات جاهزة دون أدنى مجهود .وعليه تم الإستعاضة عن القراءة بالمشاهدة الحسية والبصرية اي تحولت القراءة الكمتابية الى قراءة انترنيتية اوهاتفية سماعا وابصارا ومكنت الانسان من الحصول على كل المعلومات المطلوبة دون تعب و هذه الحالة اشعرت بعضهم بان لا حاجة للقراءة في الكتاب ما دامت كل المعلومات تحت تصرف المرء وفي اية لحظة شاء او يريد وهذه ساقت القارئ الى الكسل النفسي والعملي فاصيب باحباط في حياته السياسية والاقتصادية والحياتية التي يعاني منها . وهذه الحالة جعلت الكتاب الذي هو منارالمعرفة وضؤها المشع يضمحل نوره ويخفت ويصبح موقعه ادنى مما كان عليه . مما حدى بالمطابع العزوف عن عملها الاصلي واغلاق البعض الاخر ابوابها ا وتحويلها الى عمل اخر وارتفاع سعر الكتاب كثيرا بحيث اصبح الموطن وخاصة المثقف المولع بالقراءة يجد صعوبة مالية او اقتصادية ازاء الحصول على الكتاب وقد انسحبت هذه الحالة قبل ذلك الى طبع الكتاب ايضا حيث لحقه الغلاء في ارتفاع اسعارالطبع . وظهرت المكتبات الالكترونية حديثا والتي افادت بعض الكتاب كثيرا في نشر مؤلفاتهم على صفحات الانترنيت ا و في المكتبات الالكترونية على سبيل المثال . وتحول الكتاب او بقي تحفة في المكتبة فشملت غلافه الزروقة والتفنن فيه
.
ان الحاجة للقراءة هي ليست الحاجة للكتاب فاقتناء الكتاب لا يعني – في هذا الوقت - قراءته لذا فالقراءة غيرالكتاب وتستمر الحاجة الى القراءة اكثر من الحاجة اليه ففي مجال التقنيات الحديثة و متابعة تطورها وما تقدمه للانسان من امور تهمه تجعل البعض يحب القراءة ويعشقها في اي موضوع يهمه سواء كان هذا الموضوع ذو فائدة او متعة نفسية اوتعلم او اطلاع او اي حالة اخرى . لذا تغيرت حالة القراءة – كما اراها- من قراءة في كتاب الى قراءة اخرى على صفحات النت
اما نوعية القراءة فهذه ما تحددها نفسية القارئ وحاجته اليها لذا ارى ان المجتمع اصبح اكثر التصاقا من ذي قبل بالقراءة ولكي تكون هذه القراءة مثمرة نافعة و تشد القارئ الى المنحى او الموضوع الذي نريد وجب ايجاد السبل الكفيلة بتهيئة وتهيئة الاجواء لنفسية القارئ الى نوعية معينة من القراءة وحسب الاهواء والرغبات النفسية والحاجة اليها مع عنصر التشويق لقراءتها على صفحات النت من خلال البيت او المدرسة او المقاهي النتية المنتشرة او موقع العمل .

لكني ارى ان صفحات النت غير كافية لبناء شخصية مرموقة عالمية من خلال قراءتها فقط فما ينشر على النت فيه الغث والسمين وقد وجد الغث اكثر. لذا تبقى الحاجة الى الكتاب الرصين حالة ملحة للبناء الشخصي القويم وهذه الحالة تجعلنا بحاجة الى ايجاد الكتاب بجوار النت للرجوع اليه وقت الحاجة لغرض القراءة .


فالح نصيف الحجية
العراق- ديالى - بلدروز


******************************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى