من المقبرة
عاد من حقله يحمل كيسا مليء الى نصفه بمحصول اللوبياء الخضراء التي خرج عند الظهيرة لاجل جمعها كي يبيعها حيث كانت الشمس تبعث اشعتها الفضية البيضاء فتلثم كل شجر وحجر وانسان محتضنة الجميع بين احضانها وموزعة بعدالة نورها
سمع عندما اقترب من قريته عويل نسوة تنبعث من القرية وتسمر ليعرف مصير هذا العويل من اين ينطلق وقف يستجلي الامر من سماعه انه عويل نساء كثير ان بشير سوء وخفق قلبه وتنفس بصعوبه وخارت قواه وخانته رجلاه في السير فتباطاء فيه وئيدا قلبه ينبؤه بوفاة زوجته فقد تركها تصارع الموت وغادر بيته ذاهبا الى حقله ليجمع بعض غلته التي سيبيعها غدا صباحا ليشتر ي لااولاده طعاما مضت عدة شهور وزوجته مريضة وقد اخذ منها المرض كل ماءخذ فهي مصابة بمرض عضال خبيث لايمكن معالجته الا بصعوية وجهود مضنية وبمبالغ كثيرة لايقد رعليه فالذي عنده لايكاد يسد رمقه واولاده لذا تركها والموت يتصارعان ليرى لمن الغلبة
تقدم من داره وكلما تقدم سمع العويل زيداد صوته ووصل الى زقاقه الصغير الذي يقع في مؤخرته بيته القديم فاذا الامر حقيقة فقد راى الناس قرب بيته مجتمعين فانحطت قواه الاانه حمل الكيس ورماه جانبا في ركن احدى حجر بيته وقرب من زوجته المسجاة على الارض جثة هامدة
جلس قرب راس زوجته المحتسبة وهي جثة هامدة ملقاة على الارض ملفلفة - في شف قديم- مطرزبه نقوش جميلة ليبكيها ودون ان يشعر سحبته يد الى الخلف والتفت ليرى من سحبه فراه جاره
غسلت النسوة المتوفية حسب العادة وتم تكفينها بعد تفصيل قطعة القماش الابيض التي هي الوحيدة التي تدخل مع الميت الى قبر ه ثم رعت ووضعت في النعش او التابوت ثم تقرب الرجال معه ليحملوها الى المقبرة والحزن يقطع قلبه
مالت الشمس نحو الغروب واصفر لونها فارسلت اشعتها الضعيفة المعلنة عن مقدم الغروب والتي فيه ستذرف الشمس دمعتها الاخيرة ثم تختفي في ظلمات الليل يخفيها بين طياته ويحجب نورها وحملت الجنازة الى الطريق العام حيث تنتظر النعش احدى الدواب هناك لتحمل الفقيدة الى المقبرة وهذه هي جنازة الفقير تحملها الدواب ولا يسير في جنازته الا القليل من الناس اه فلو كانت هذه الجنازة لزوجة احد الاغنياء لترى محمولة على سيارة فارهة ويتبعا قطيع من السيارات ولكن متى يستوي الغني والفقير
وازوت الشمس وراء الافق باكية حزينة ودارت رحى الحرب بين ظلام الليل المتجدد وشيخ النهار العجوز فانتصر الليل وانزوى الشفق الذي كان مختلطا بالغيوم المتقطعة التي اصطبغت بلون الدم حمراء قانية مزركشة بخيوط الظلام السوداء وبدت اشجار النخيل المحيطة بالمقبرة من كل جهاتها وكاءنها اشباحا عندما انتهوا من حفر القبر وعمل اللحد تلك الحفرة التي ستنام المسكينة فيها نومتها الابدية وتلك نهاية كل البشر وتناقلت الايدي الجثة لتضعها في مكانها الاخير
لقد ازداد عدد الموتى هذه الليلة واحدا فقد جاء اليهم ضيف جديد فقير بائس بل كلهم بائسون
في هذا الموقع فقط يتساوى الجميع تنفرج كل الفوارق الطبقية بالموت وبداءت المساحي تهيل عليها التراب ثم تراجع الجميع يلفهم الليل وتحت ضوءا لقمر
عاد من حقله يحمل كيسا مليء الى نصفه بمحصول اللوبياء الخضراء التي خرج عند الظهيرة لاجل جمعها كي يبيعها حيث كانت الشمس تبعث اشعتها الفضية البيضاء فتلثم كل شجر وحجر وانسان محتضنة الجميع بين احضانها وموزعة بعدالة نورها
سمع عندما اقترب من قريته عويل نسوة تنبعث من القرية وتسمر ليعرف مصير هذا العويل من اين ينطلق وقف يستجلي الامر من سماعه انه عويل نساء كثير ان بشير سوء وخفق قلبه وتنفس بصعوبه وخارت قواه وخانته رجلاه في السير فتباطاء فيه وئيدا قلبه ينبؤه بوفاة زوجته فقد تركها تصارع الموت وغادر بيته ذاهبا الى حقله ليجمع بعض غلته التي سيبيعها غدا صباحا ليشتر ي لااولاده طعاما مضت عدة شهور وزوجته مريضة وقد اخذ منها المرض كل ماءخذ فهي مصابة بمرض عضال خبيث لايمكن معالجته الا بصعوية وجهود مضنية وبمبالغ كثيرة لايقد رعليه فالذي عنده لايكاد يسد رمقه واولاده لذا تركها والموت يتصارعان ليرى لمن الغلبة
تقدم من داره وكلما تقدم سمع العويل زيداد صوته ووصل الى زقاقه الصغير الذي يقع في مؤخرته بيته القديم فاذا الامر حقيقة فقد راى الناس قرب بيته مجتمعين فانحطت قواه الاانه حمل الكيس ورماه جانبا في ركن احدى حجر بيته وقرب من زوجته المسجاة على الارض جثة هامدة
جلس قرب راس زوجته المحتسبة وهي جثة هامدة ملقاة على الارض ملفلفة - في شف قديم- مطرزبه نقوش جميلة ليبكيها ودون ان يشعر سحبته يد الى الخلف والتفت ليرى من سحبه فراه جاره
غسلت النسوة المتوفية حسب العادة وتم تكفينها بعد تفصيل قطعة القماش الابيض التي هي الوحيدة التي تدخل مع الميت الى قبر ه ثم رعت ووضعت في النعش او التابوت ثم تقرب الرجال معه ليحملوها الى المقبرة والحزن يقطع قلبه
مالت الشمس نحو الغروب واصفر لونها فارسلت اشعتها الضعيفة المعلنة عن مقدم الغروب والتي فيه ستذرف الشمس دمعتها الاخيرة ثم تختفي في ظلمات الليل يخفيها بين طياته ويحجب نورها وحملت الجنازة الى الطريق العام حيث تنتظر النعش احدى الدواب هناك لتحمل الفقيدة الى المقبرة وهذه هي جنازة الفقير تحملها الدواب ولا يسير في جنازته الا القليل من الناس اه فلو كانت هذه الجنازة لزوجة احد الاغنياء لترى محمولة على سيارة فارهة ويتبعا قطيع من السيارات ولكن متى يستوي الغني والفقير
وازوت الشمس وراء الافق باكية حزينة ودارت رحى الحرب بين ظلام الليل المتجدد وشيخ النهار العجوز فانتصر الليل وانزوى الشفق الذي كان مختلطا بالغيوم المتقطعة التي اصطبغت بلون الدم حمراء قانية مزركشة بخيوط الظلام السوداء وبدت اشجار النخيل المحيطة بالمقبرة من كل جهاتها وكاءنها اشباحا عندما انتهوا من حفر القبر وعمل اللحد تلك الحفرة التي ستنام المسكينة فيها نومتها الابدية وتلك نهاية كل البشر وتناقلت الايدي الجثة لتضعها في مكانها الاخير
لقد ازداد عدد الموتى هذه الليلة واحدا فقد جاء اليهم ضيف جديد فقير بائس بل كلهم بائسون
في هذا الموقع فقط يتساوى الجميع تنفرج كل الفوارق الطبقية بالموت وبداءت المساحي تهيل عليها التراب ثم تراجع الجميع يلفهم الليل وتحت ضوءا لقمر