في السجن
مالت الشمس نحو الفغروب وتزاورت وراء بيوت القرية الصغيرة تبعث اشعتها الذهبية الممزوجة بلون احمر اخذ يتزايد ومضت ساعة غربت فيها الشمسوسطعت النجوم تملاء الافق وهداء فيها الضجيج وعمر الكون سكون عميق ومرت ساعة اخرى وفاطمة تنتظر زوجها العامل في المينة القريبة لياءتي كعادته كل يوم مساءا ومرت ساعة ثالثة وفاطمة تنتظر عودته لقد تاخر عن موعد ه لماذا تاخر كل هذه المدة من الذي اخره ماعسى سيكون وراء تتاخيره ماذا اعاقه عن المجيء الى الدار بقيت تنتظر وتنتظر وقد خيم الظلامعلى المدينة والقرية واغرقهما بامواجة المدجنة الموحشة التي زادت قلبها وجيبا سمعت نباح كلاب بعيدة يمزق ذلك السكون الهادىء فنصتت لتتحقق منه فبعث الامل في قلبها ان زوجها قادم كانت تتجول فيباحة دارها وتجول في بصرها الزائغ في الدار ونواحيه ثم تهرع الى الشارع لتنظرفيه ما مد بصرها فلم تجد احدا وقرب ناح الكلاب وزاد لقد اشتعلت في قلبها النيرا ن نار الاتتظار ونار الوحدة في اللليل وازداد وجيبا وضراما وتنفست بصعوبة
كان صالح يعمل في المدينة المجاورة وهمه الوحيد اعالة زوجته وارجاع الكهرباء الى داره كانت في قريته مولدة قطعوا عنه الكهرباء لانه لايستطيع تسديد اجورها وواعده خيرا ان هو دفع الاجور المترتبة عليه
وتقدم نباح الكلاب كثيرا وقطعت الاصوات هذه هذا السكون ومزقته وحولته الى ضجيج ثم اخذ كلب فاطمة ينبح وهي ساندة ظهرها الى الحائط ترى ماذا وطرقت الباب بقوة وعنف ودق قلبها كذلك انا اتى وسارت لتفتح الباب وفتحتها ماذا وجدت فاذا بها امام رجال البوليس فذعرت وارتجف جسدها وحاولت الانهزام الى داخل البيت محاولة غلق الباب بوجوههم لكنها لم تفلح حيث اقتحموا الدار ودخلوا الى ساحتها الوسطية وبادرها احدهم مشيرا بعصاه
- اين المنشورات و الاوراق التي يخفيها زوجك
- وتلعثمت بدهشة كبيرة ثم جمعت قولهل وتوسلت اليهم ان يتركوا لها دارها اذ لاتوجد مثل هذه الامور عندها اوعند زوجها الا انهم لم يعبهوا بكلامهلا وطفقوا يفتشون الغرف الثلاث واحدة تلوا الاخرى فلم يجوا شيئا ولملا يئسوا تقدم احدهم اليها
- - اين المنشورات التي يخفيها زوجك
- واجابت بالنفي فما كان منه الا ان انهال عهليها ضربا مبرحا وتدفق الدم من جسدها والدموع من عيتيها كان زوجهاعضوا في منظمة وطنية تعمل في سبيل تحرير الوطن وطرد الاستعمار الاجنبي منه كان مناضلا شريفا انخرط في صفوف الاحرار من بلاده ليكون نبراسا لغيره لذا كان مطاردا من السلطة الحاكمة
- تركوا رجال ابوليس فاطمة في دارها باكية مضرجة بدمها وخرجوا يائسين لعدم عثورهم الى شيء ولكنها جمعت قواها وصاحت
- اين زوحي الان
- التفت اليها احدهم متهكما وقال
- في السجن
مالت الشمس نحو الفغروب وتزاورت وراء بيوت القرية الصغيرة تبعث اشعتها الذهبية الممزوجة بلون احمر اخذ يتزايد ومضت ساعة غربت فيها الشمسوسطعت النجوم تملاء الافق وهداء فيها الضجيج وعمر الكون سكون عميق ومرت ساعة اخرى وفاطمة تنتظر زوجها العامل في المينة القريبة لياءتي كعادته كل يوم مساءا ومرت ساعة ثالثة وفاطمة تنتظر عودته لقد تاخر عن موعد ه لماذا تاخر كل هذه المدة من الذي اخره ماعسى سيكون وراء تتاخيره ماذا اعاقه عن المجيء الى الدار بقيت تنتظر وتنتظر وقد خيم الظلامعلى المدينة والقرية واغرقهما بامواجة المدجنة الموحشة التي زادت قلبها وجيبا سمعت نباح كلاب بعيدة يمزق ذلك السكون الهادىء فنصتت لتتحقق منه فبعث الامل في قلبها ان زوجها قادم كانت تتجول فيباحة دارها وتجول في بصرها الزائغ في الدار ونواحيه ثم تهرع الى الشارع لتنظرفيه ما مد بصرها فلم تجد احدا وقرب ناح الكلاب وزاد لقد اشتعلت في قلبها النيرا ن نار الاتتظار ونار الوحدة في اللليل وازداد وجيبا وضراما وتنفست بصعوبة
كان صالح يعمل في المدينة المجاورة وهمه الوحيد اعالة زوجته وارجاع الكهرباء الى داره كانت في قريته مولدة قطعوا عنه الكهرباء لانه لايستطيع تسديد اجورها وواعده خيرا ان هو دفع الاجور المترتبة عليه
وتقدم نباح الكلاب كثيرا وقطعت الاصوات هذه هذا السكون ومزقته وحولته الى ضجيج ثم اخذ كلب فاطمة ينبح وهي ساندة ظهرها الى الحائط ترى ماذا وطرقت الباب بقوة وعنف ودق قلبها كذلك انا اتى وسارت لتفتح الباب وفتحتها ماذا وجدت فاذا بها امام رجال البوليس فذعرت وارتجف جسدها وحاولت الانهزام الى داخل البيت محاولة غلق الباب بوجوههم لكنها لم تفلح حيث اقتحموا الدار ودخلوا الى ساحتها الوسطية وبادرها احدهم مشيرا بعصاه
- اين المنشورات و الاوراق التي يخفيها زوجك
- وتلعثمت بدهشة كبيرة ثم جمعت قولهل وتوسلت اليهم ان يتركوا لها دارها اذ لاتوجد مثل هذه الامور عندها اوعند زوجها الا انهم لم يعبهوا بكلامهلا وطفقوا يفتشون الغرف الثلاث واحدة تلوا الاخرى فلم يجوا شيئا ولملا يئسوا تقدم احدهم اليها
- - اين المنشورات التي يخفيها زوجك
- واجابت بالنفي فما كان منه الا ان انهال عهليها ضربا مبرحا وتدفق الدم من جسدها والدموع من عيتيها كان زوجهاعضوا في منظمة وطنية تعمل في سبيل تحرير الوطن وطرد الاستعمار الاجنبي منه كان مناضلا شريفا انخرط في صفوف الاحرار من بلاده ليكون نبراسا لغيره لذا كان مطاردا من السلطة الحاكمة
- تركوا رجال ابوليس فاطمة في دارها باكية مضرجة بدمها وخرجوا يائسين لعدم عثورهم الى شيء ولكنها جمعت قواها وصاحت
- اين زوحي الان
- التفت اليها احدهم متهكما وقال
- في السجن