اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الندوة الدولية حول التصوف(الرمزية والتأويل في فكر ابن عربي)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

الندوة الدولية حول التصوف
(الرمزية والتأويل في فكر ابن عربي)

هو موضوع الندوة التي نظمتها وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، والمعهد الإسباني (ثربانتس). وقد افتتح الندوة السيد وزير الثقافة، وأشار إلى (أهميتها نظراً للمكانة التي يتبوؤها ابن عربي في مسيرة الحضارة الإنسانية، والقيم العليا التي دعا إليها، وخاصة في ظلال العولمة الراهنة التي تقوم على ثقافة متقدمة واكتشافات مذهلة في الوقت الذي تئن فيه حياة البشر على النطاق العالمي تحت وطأة الخواء الروحي. وبالتالي باتت البشرية في أمسِّ الحاجة إلى القيم العليا التي دعا إليها ابن عربي من الألفة والمحبة والتآخي).
كما ألقى مدير المعهد الفرنسي ومدير معهد ثربانتس كلمتين تحدثا فيهما عن مكانة ابن عربي الذي ولد في مرسية بالأندلس عام 1165م وتوفي بدمشق عام 1240. وقد جاوز عدد مؤلفاته الـ 400 مؤلف دعا فيها إلى التوحيد بالمعنيين الديني والإنساني ووحدة الحب.
وقد شارك في الندوة أكثر من ثلاثين باحثاً معروفاً من البلدان العربية ومن كندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وتركيا.
وقد تناول المشاركون على مدى ثلاثة أيام بعض مؤلفات ابن عربي، كالفتوحات المكية، وترجمان الأشواق، التأويل في كتاب العبادلة لابن عربي، والحقيقة، والمجاز في رؤى ابن عربي. التأويل بين ابن رشد وابن عربي، وغيرها.
إن استحضار ابن عربي له دلالة في هذه اللحظة من التاريخ، فهو صوفي الحرية، صوفي الحب، معادٍ للتعصّب، وترك الحق للبشر أن يؤمنوا بما يريدون.
إن فهم ابن عربي ضمن مرحلته التاريخية أو في سياقه التاريخي في علم المعرفة ضرورة هامة من أجل أن نطلق أحكاماً علينا أن نفهمها في سياقاتها المختلفة.
فالمعتقدات في فهم ابن عربي، والهيكلية التي اعتمدت في فهم الأبعاد الروحية إحدى المشاكل التي تواجهنا في فكر ابن عربي الذي يُصنّف بأنه صوفي في مختلف الدراسات، ولكن رؤيته وأفكاره ذهبت إلى ما وراء الأفكار الصوفية، فقد ركز على الربط بين الممارسة الفعلية ودور العالم العارف الذي يوصل العلوم والمعارف إلى تلاميذه وأتباعه.
البروفيسور جيمس موريس من بريطانيا وموضوعه (الإيمان والعمل الصالح والبعد السياسي) عند ابن عربي، يرى أن طرح ابن عربي هنا أكثر شمولية في كتاباته، فبعض الأفكار نفهم منها الأبعاد السياسية لابن عربي، منها العالمية والكونية وطريقة الربط بين الناحية الكونية والتأويل في دراسة الأديان (فتوحات مكية) هناك حرية في تأويل التطبيقات وإحدى القضايا التي نجدها هنا هي موضوع إعطاء النفس مقداراً من الحرية في التأويل وما هو حلال وحرام، وبناء جسر في سياق عالمي تم تقديمه وما هو مقيد بعيداً عن الحرية.
أي التزامات المؤوّل والتأكيد من ابن عربي على حرية التساؤل والأسئلة والابتكار والإبداع، وللشخص مطلق الحرية في التساؤل والإجابة عنها دون أي قمع أو أية محاولة لمنع الإجابات.
يطرح ابن عربي مبدأين: (مبدأ العدد ومبدأ العقل) في تجلياتهما الأظهر، وهما يقرباننا من شرح ابن عربي للعلم الظاهري. هذا الموضوع تناوله البروفيسور أنطونيو باشيكو من إسبانيا (العدد والعقل عند ابن عربي): يقول المحاضر: إن العقل عند ابن عربي هو أول مخلوقات الله أي أن أول خلق الله كان العقل. وهذا مبدأ الحقيقة المحمدية (العقول مرمّزة بالنور الأبيض). العقل ثم الذكاء هو انعكاس مباشر للفهم الإنساني. علاقة بين زحل والعقل. فالعقل يتضمن كل الأشياء التي يمكن فهمها. إن ابن عربي لا يفرّق بين العقل والقلب، بل يميز بين الفكر والعقل، فالفكر هو أداة للعقل.
العدد عند ابن عربي لا يفهم على نحو عادي. فالأعداد تقدم معاني وحروفاً، فمن حيث الأعداد لا يوجد صفر عند ابن عربي. الواحد هو البداية. يربط ابن عربي مشكلة العدد بمشكلة الوجود، وعدم وجود الصفر هو انعدام الوجود ومن حيث استعمال الحروف يعبّر عن الكثرة ولكن بشكل جمالي وليس العدد الذهني بل الصورة الجمالية. عقيدته الكون الكثير في مجالاته.
وأشار د. بكري علاء الدين من سورية، وهو يمثل مركز كرما التابع لمعهد اللغات الشرقية في باريس، إلى أن أهمية ابن عربي تكمن في أنه يستثير الحوار، فهو يستثير الفكرة وعكس الفكرة، وهذا شيء إيجابي لأننا نعيش في عصر ينفتح على الاختلاف ويسمح فيه، وبالتالي فموضوع ابن عربي عالمي وله نظرية فلسفية تعرّض لها الكثير من المؤلفين وشرحها. كما أن مؤلفاته تناولت مواضيع هامة مثل الحب، والمحبة الإلهية والفقه، والإنسان الكامل عند ابن عربي).
د. رئيفة أبو راس مشاركة في الندوة من جامعة حلب، تناولت نظرية ابن عربي في المحبة مشيرة إلى الترابط بين المعرفة والوجود، الأمر الذي لا يمكن أن يتم إلا بالمحبة.
د. حسن حنفي من مصر قال: إن ابن عربي يركز على الحرف الذي نراه بالعين والذي نكتبه باليد لا الذي نقرؤه بالسطر، أو الذي لا نفهمه بالمعنى. أراد ابن عربي أن يذهب من الحرف الشيء من اللغة إلى الوجود، فالحرف بحدّ ذاته تعبير إشاري عن الوجود كله والذي يستطيع أن يفهم الحروف يستطيع أن يفهم الوجود. والخلق يتم عن طريق الحروف، فالله خلق العالم بالحرف. ويضيف حنفي أن ابن عربي رأى أن الحرف هو بؤرة الكون، هو البذرة التي خرج منها الكون كله، وهو الوحدة الأولى في اللغة. والحرف عنده أيضاً هو الحدّ، ومن يعرف معاني الحروف يستطيع أن يعرف الإيمان. ويكشف ابن عربي أربعة عوالم في عالم الحرف هي: عالم الألوهية، وعالم الأخلاق، وعالم الذات، وعالم الطبيعة.
د. سعاد حكيم من الجامعة اللبنانية، تناولت في محاضرتها بإيجاز الخطوط الأساسية في كتاب العبادلة. وحسب رأيها أن كل نص لابن عربي هو بمثابة كاس يرتشف منه المطّلع عليه مذاق الماء نفسه الجاري في النهر، فابن عربي صاحب رؤية حية متدفقة تتصف بالوحدة والتجانس، والتداخل والتكامل والتماسك، وتعبر عن ذاتها بحيوية عالية في كل قول، بحيث يصبح كل نص يكتبه هو جزئي في ذاتي من تجربته تدخل القارئ قسراً إلى الكل المتشابك.

الحب في تجربة ابن عربي
ومن شعر الغزل لابن عربي تم الحديث عن أحد قصائده في القرنين الرابع والخامس للهجرة: (دين الهوى) دين الصبابة ـ الحب العبادة مفهوم الدين بهذا التعبير في الطبقات الصوفية القرن الخامس، و(هواكِ ديني) تناولها ابن عربي وأعطاها بعداً جديداً. والقصيدة هي العاشرة من (ترجمان الأشواق) المؤلف قبل 600 للهجرة بعد أن تأثر بالفتاة (نظام) الجميلة التي أحبها ولم تكن المرأة الوحيدة التي ألهمته.
وتحدثت شيرين دقوري من جامعة دمشق عن موضوع الأنوثة في تجربة ابن عربي التي شكلت محوراً أساسياً. فقد عبرت لغته عن جدلية العلاقة، وقدم ابن عربي صورة جمالية مقدسة للأنثى في كتاباته.
د. نذير العظمة من سورية أكد (أن جوهر الصوفية إعطاء الذات حرية الاتصال مع الخالق، ليس بوساطة أحد. وتساءل ما هو دور الوسيط؟ وأشار أن ما يجب أن نفهمه هو من أجل أن نطلق أحكاماً علينا أن نفهمها في سياقاتها المختلفة.
أما التأويل عند السلّمي والعلاقة بين ابن عربي واعتقادات السلّمي فقد تناولها جان جاك تيبون من فرنسا، إن السلّمي كان متكتماً جداً بعكس ابن عربي. وقد ساهم السلّمي في كتابات قواعد الطرق، تصنيف الأولياء، وذلك يندرج ضمن وضع عقائدي، صور قيم المجتمع الإسلامي، وعلاقة المعلم بأتباعه، تأثر السلّمي بالمالاماتية، وتشكل المالاماتية قمة الولاية التي لا يمكن تجاوزها. ويتصف أتباعها بالتخفي وخفي هوياتهم.
أما التأويل بين ابن رشد وابن عربي فقد تحدث عنه المفكر نصر حامد أبو زيد من مصر فقال: إن ابن عربي حرص دائماً على استحضار ابن رشد، فكلاهما نشأ في بيئة الأندلس التي كانت مترعة بالتراثات بكل أنواعها. التراث اليوناني الأرسطي، والتراث الإسلامي، والتراث الصوفي. وكان في قرطبة وإشبيلية فرق للصوفية، فابن طفيل الذي ألف رواية حي بن يقظان هو أستاذ ابن رشد. ونحن لا يمكن أن ننظر إلى البيئة الأندلسية دون أن نرى شواهد ونصوصاً من ابن رشد، فتحليل ابن عربي للآفاق: التوتر بين لا ونعم. التوتر الخارج عن اليقين الذي يؤدي إلى التجربة الدينية غايتها الوصول إلى الثواب وتجنب العقبات الصوفية ومعانقة المطلق.
ابن عربي كان يميز بين أنماط المعرفة وابن رشد أيضاً يميز الأدلة والبراهين ويتساءل أبو زيد هل تخلص العارف تخلصاً تاماً من البرهان؟ فأنا أجد كثيراً من نصوص ابن عربي تنتمي إلى مجال البرهان، وهناك نصوص لابن رشد تضع بعضاً من الشرعية لعرفان المتصوّفة، يقول ابن رشد: (إن هذه الآيات التي تثبت وجود العالم، عالم الخيال، هي صور الله في عالم الخيال).
ابن رشد وحركة الكواكب: الكون قائم على الحب والعشق: (أما التناقض فلا وجود له في القرآن لا عند ابن رشد ولا عند ابن عربي، إن التناقض قائم في الفكر البشري، قائم على العقل.
وعند ابن رشد التناقض قائم في التوظيف الخاطئ للعقل، التناقض قائم في الفكر البشري الذي لا يرى من الحقيقة، سوى بعد واحد من الأبعاد، ويكمل د. أبو زيد: ابن رشد لم يكن فيلسوفاً فقط بل قاضياً وطبيباً وفقهيا.ً ولعل ما اتفق عليه ابن رشد وابن عربي هو حرمان العامة من المعرفة مسألة الحراك الاجتماعي العنف الرمزي، مقتل الحلاّج. وينهي أبو زيد حديثه بالقول: (في عصر العولمة أصبحت المعرفة أكثر ديمقراطية، ولم تكن موجودة عند ابن رشد وابن عربي.
وفي نهاية الندوة تحدث الأستاذ محمود السيد وزير الثقافة قائلاً: إن الآراء التي طرحت يمكن أن نستخلص منها بعض الدروس في فلسفة التصوف، يمكن أن نأخذ التمثيل والاستيعاب، واحترام الرأي والرأي الآخر، والتعددية في الآراء، واحترام رأي الإنسان، إنسانية الإنسان، وحدة الوجود، تحترم الكائنات كافة. البشر والحيوانات والشجر والحجر، وكل مظاهر الطبيعة والبيئة والعالم، وأضاف:
من ابن عربي نستنتج سيرورة المحبة، (أنا بالحب تعرفت على نفسي). تعلّق العاشق بالمعشوق. وأشار إلى التعصب وخطره وأنه جهل. وأهمية الانفتاح على الآخر والدعوة إلى التفكير، والقرارات المتعددة. وقال إن هناك مستويات متعددة ـ الاتّسام بالتواضع مستشهداً بقول إينشتاين: (لا أدري مدى معرفتي بالأشياء ولكن أرى أن محيط الحقيقة يمتد أمامي واسعاً) وأن الصوفية ليست الانطواء والعزلة بل السعي المستمر للوصول إلى الحقيقة، وختم مقالته بمقولة ابن عربي: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).
لم يقل ليحكم بعضكم بعضاً. آلية المعرفة لا توصلنا إلى الحكم.

المصدر: موقع مجلة النور
http://www.an-nour.com/205/opinion/opinion-01.htm

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى