اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الاندلس

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الاندلس Empty الاندلس الإثنين أبريل 20, 2009 4:40 pm

شباب نت



م/ الاندلس
بعد النهضة الحضارية والثقافية التي بلغتها الأندلس خلال حكم الأميرين عبد الرحمن بن الحكم الأوسط وابنه الأمير محمد (206 –237) إذا بالبلاد تتعرض لانتكاسة شديدة تفاقمت في الربع الأخير من القرن الثالث الهجري على عهد الأمير عبد الله بن محمد ( 275–300/ 888-912)، إذ انتشرت الاضطرابات والثورات، وضعفت السلطة المركزية واجتاحت البلاد فتن كثيرة أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل هدد الإمارة الأموية كلها بالانهيار .
على أن ولاية عبد الرحمن بن محمد حفيد الأمير عبد الله في مستهل القرن الرابع كانت مؤذنة بعهد جديد. فقد استطاع هذا الأمير الشاب أن يقضي

على الثورات والفتن، ويعيد للدولة هيبتها، وينشر جوًّا من السلام والأمن، فعادت الرعية إلى مباشرة أنشطتها المعتادة، وانتظمت حياتها الاقتصادية، وكان لذلك أثره في الحياة الثقافية والفكرية. ولم تمض على ولاية عبد الرحمن الإمارة ست عشرة سنة حتى رأى نفسه جديرًا بأن يطالب بإمرة المؤمنين، أي بأن يصبح الزعيم الروحي والسياسي لعالم الإسلام كله، وذلك في مواجهة الخلافة العباسية في بغداد، وكانت قد تدهورت ولم يعد للخليفة من السلطة إلا ظاهرها الشكلي، وفي مواجهة الخلافة الشيعية في الشمال الأفريقي، وكانت قد أعلنت في القيروان في سنة 296/909، وهي خلافة كان أهـل السنة مـن المسلمين
ـــــــــــــــــــــــــ
(*) ألقي هذا البحث في الجلسة السادسة من مؤتمر المجمع في الدورة السادسة والستين بتاريخ 3 من المحرم سنة 1421هـ الموافق 8 من أبريل ( نيسان ) سنة 2000م.

يعدونها بدعة ضالة خارجة على الإسلام الصحيح.
كان إعلان عبد الرحمن بن محمد نفسه خليفة وأميرًا للمؤمنين متخذًا لقب " الناصر لدين الله" في سنة 316/929 تحولاً خطيرًا في حياة الأندلس الإسلامية، وقد ألقى ذلك على كاهل الدولة ورعاياها تبعة ثقيلة، إذ كان على الأندلس أن تثبت في ميدان التنافس مع بلاد المشرق والشمال الأفريقي لا في الميدان السياسي والعسكري فحسب، بل كذلك في ميدان الثقافة بألوانها المختلفة، وفي الفكر الديني بصفة خاصة، ومن هذا المنطلق أخذت الدولة - في سياسة تتسم بالذكاء والتفتح - بتشجيع كل ألوان الثقافة ورعايتها، وإطلاق مزيد من الحرية للمثقفين، وكان الخليفة نفسه عبد الرحمن الناصر لدين الله ـ على اشتغاله بتصريف أمور الدولة وتهممه بمصالح رعيته ـ على درجة رفيعة من الثقافة أهلته لها نشأته وتربيته، وأعانه على ذلك ابنه وولي عهده الحكم (الذي خلفه بلقب المستنصر بالله)، إذ كان بمثابة وزير للثقافة في ظله، راعيًا للمؤلفين ومستجلبًا للعلماء في كل فروع المعرفة، وقد اشتهر ذكر خزانته الحافلة التي كانت تضم مئات الآلاف من الكتب.
وسوف نعرض في الصفحات التالية على حد الاختصار ألوان الثقافة الدينية، ورصد منجزاتها في مختلف الميادين خلال حكم عبد الرحمن الناصر الذي امتد على طول النصف الأول من القرن الرابع الهجري:

1-الدراسات القرآنية:
كان التثبت من تلاوة نص القرآن الكريم من أول ما اهتم به مسلمو الأندلس، ونحن نعرف أنه قد وجدت منذ البداية قراءات متعددة للنص القرآني لا تؤثر على جوهره، وإنما تتعلق بضبط بعض الألفاظ والأداء الصوتي لها، وأهم هذه القراءات سبع متفق على تواترها. وكما اتجه الأندلسيون منذ البداية إلى مذهب مالك إمام المدينة لكي يستمدوا منه ثقافتهم الفقهية فإنهم فعلوا مثل ذلك فيما يتصل بالقراءات القرآنية، إذ اختاروا قراءة نافع بن أبي نعيم (ت 169/785)، وهو قارئ أهل المدينة(1). وكان الغازي بن قيس القرطبي (ت 199/815) هو أول من أدخل قراءته إلى الأندلس(2) . وتأصلت هذه القراءة في البلاد منذ ذلك الوقت، وساهم في نشرها ابن الغازي بن قيس هو عبد الله ( ت230/ 845)(3). على أن القراءة التي ذاعت في الأندلس بعد ذلك كانت تلك التي قرأها واحد من أشهر تلاميذ نافع وهو عثمان بن سعيد المصري القبطي المعروف بورش(4) (ت197/813 )، وكان محمد بن عبد الله الأندلسي قد رحل إلى مصر ، فأخذ عن ورش قراءته، وحينمـا عـاد إلى
بلاده جعله الأمير الحكم بن هشام مؤدبًا








ــــــــــــــــــــــــ
(1) عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم ( 110 – 169 ) انظر السبعة في القراءات لابن مجاهد، تحقيق الدكتور شوقي ضيف، القاهرة 1980 ص 53 – 63 ، ووفيات الأعيان لابن خلكان 5/368 – 369 ، وطبقات القراء لابن الجزري 2/330 – 334 .
(2) ترجمة الغازي بن قيس في تاريخ ابن الفرضي، رقم 1013 وطبقات اللغويين والنحويين للزبيدي ص 254 – 255. ويلاحظ أن الغازي هو أيضا أول من أدخل موطأ مالك إلى الأندلس.
(3) طبقات الزبيدي ص 259 وتاريخ ابن الفرضي رقم 632.
(4) ترجمة ورش في طبقات القراء لابن الجزري 1/502، ومعجم الأدباء لياقوت، القاهرة 1938، 12/116 والسبعة في القراءات لابن مجاهد ص 63.
(5) ترجمته في ابن الفرضي رقم 1101، وطبقات الزبيدي ص 270.
(6) ترجمته في ابن الفرضي رقم 1393، ونفح الطيب 2/66.
لبعض أبنائه ، وكانت وفاة محمد هذا في سنة 230/845 (5). وقد ظلت قراءة ورش عن نافع هي السائدة في الأندلس حتى نهاية الإسلام في هذه البلاد . بل إن الأندلسيين هم الذين نشروها في إفريقية : يذكر ابن الفرضي والمقري في ترجمة محمد بن محمد بن خيرون (ت306/919) أنه رحل إلى مصر، فأخذ بها قراءة ورش عن نافع ثم استقر في القيروان، فنشر بها هذه القراءة، وكان الغالب على أهلها من قبل بحرف حمزة بن حبيب الزيات (80 ـ 156/699 ـ 773) أحد أئمة أهل الكوفة، ولم يكن يقرأ بحرف نافع إلا الخواص، فانتقل القيروانيون بفضله إلى قراءة نافع(6). ومن الأنـدلسيين من أوصلوا قـراءة







ورش إلى أقصى بلاد المشرق، ونعنى به أبا عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الأعلى القرطبي، وهو مقرئ كان يعرف بالورشي نسبة إلى قراءة ورش لاشتهاره بها،ويذكر عنه أنه رحل إلى المشرق، فدخل خراسان، وتوفي بسجستان سنة 393/1003(1). وفى أواخر أيام عبد الرحمن الناصر عرفت بعض الكتب المشرقية في القراءات، إذ دخل الأندلس في سنة 341/952 أبو بكر أحمد بن الفضل الدينوري الذي كان تلميذًا لأبي بكر ابن مجاهد صاحب كتاب " السبعة في القراءات ". وقد ظل هذا العالم المشرقي يدرس في قرطبة حتى وفاته سنة 349/960(2). ويواصل الحكم المستنصر الذي خلف أباه على حكم الأندلس ( بين سنتي 350 و366/961 - 976 ) الاهتمام




باستدعاء العلماء المشارقة المتخصصين في هذا الفرع من العلوم القرآنية، ففي سنة 352/963 يدخل الأندلس أبو الحسن على بن محمد بن إسماعيل الأنطاكى، فيكرم الخليفة نزلـه، وكان رأسًا في علم القراءات لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته . وإلى أبي الحسن الأنطاكي يرجع الفضل في توجيه الأندلسيين إلى العناية بالقراءات(3). وكانت له مدرسة يدرب فيها شباب الطلاب على تجويد القراءات، وكان الحكم المستنصر يتفقد هذه المدرسة بنفسه، ومن بين تلاميذه في هذه المدرسة كان خلف بن حسين الذي أصبح كاتب المنصور بن أبي عامر ووزيره،


الاسم / معن رحمن عبد
الشعبة / الرابع الادبي ( ب)

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى