ثالثا - الســــجـــع
بقلم : د فالح الكيــــلاني
ويكون في النثر دون الشعر وهو توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر،واستعمل السجع في الخطابة كثيرا في العصر الجاهلي حتى قيل (سجع الكهان ) وكثيرا ما استخدمه الخطباء في خطبهم ويقال له ايضا ( الترصيع ) وسر جمال السجع انه يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن ويتسع له الصدر إذا جاء من غير تكلف وافضل انواع السجع ما تماثلت جمله . مثل قول الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في دعائه الشريف :
(ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.)
وقيل ايضا :
( أن الشعر يحْسُنُ بجمال قوافيه ، و النثر يَحْسُنُ بتماثل الحروف الأخيرة من الفواصل )
وافضل انواع السجع ما تماثلت جمله مثل قول احدهم :
(الحقد صدأ القلوب ، واللجاج سبب الحروب) واللجاج هو التمادي في الخُصومة واظهارها او تهويلها .
ومن السجع خطبة لقس بن ساعدة الايادي في الجاهلية يقول فيها :
( أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية )
ومنه في العصرالعباسي قول الحريري :
(فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه .)
ولا يزال يستخدمه الخطباء والوعاظ في خطبهم .
*****************************