اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تمهيد شعراء المعاصرة بقلم د فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

تمهيــــــــــــــــــد



      من المفيد ان نحدد الفترة الزمنية للشعر المعاصر – طالما  نتكلم الان فيه _  فنقول وبالله  التوفيق والسداد  ان الشعر المعاصر هو امتداد لفترات شعرية قبله  لامفاصل بينها  انما  مر الشعرالعربي بسلسلة من التغيرات التجديدية مرورا مع الزمن  المقال فيه بحيث اوجدت هذه التجديدية امور  تغيرت بنية الشعر فيها  او في مسارها اوجدت انواعا جديدة للقصيدة الشعرية  وقد شرحت سابقا كل هذه التطورات  مع مرور الزمن الحادث وبسبب الحاجة الملحة لهذه النوعية من القصيدة او تلك او ناتجة عن نفسية الشاعرالقائل لهذه القصيدة المعينة . واستطيع ان احدد  الفترة الزمنية للشعرالمعاصر في النصف الثاني من القرن العشرين  اوابتداءا من البدء بكتابة  قصيدة النثر في العقدين السابع والثامن من  القرن الماضي  على غلب  الامر .  

         الشعر الجيد  هو الكنز  الثمين  والوجه  الحقيقي   للواقع الإنساني  ولطالما  حلم  الإنسان  به  منذ  أقدم  العصور  بأ ن  يكون  شاعرا  او يولد  شاعرا  لذا  استطيع  ان   اقول  ان  الشعر   حالة  روحية  او نفسية   تكتنفها  العاطفة  الحقة   و تتأ رجح   بين  التأمل  والالهام   والحدس  فالانسان الحديث  ربما  كانت  له  حالة  مركبة  من  المشاعر  الرومانسية   والألم الواقعي  والرموز  السيريالية  والقلق  الوجودي  فهو  غيّر  الانسان  العربي  القديم  الذي  كان هائما   في الصحراء  ينشد  الكلآ والماء  ويتغنى  بما يجيش  في  نفسه  من  مشاعر واحا سيس   في  حدود  امكانيته    وظروف  طبيعته   فالإنسان  العربي  الحديث  ربما  تعتريه   حالة   او مجموعة  حالات  متناقضة  بما  تمليه  عليه  نفسيته  والواقع   المعاش في  الوقت  الحاضر  وتناقضات  المجتمع  الانساني  المختلفة  المحيطة  به .
   
         والشاعر  الحقيقي هو هذا  الذي  يرخي عنان  قصائده  فتخرج  عفوية   حصيلة   ثقافة  انسانية ومشاعر مركبة  ومعبرة  عن  طموحات  نفسية  الشاعر  ومدى  تأثيرها  في الاخرين  و ابداعات خلابة  وطموحة . فالقصيدة  الحالية  تمثل  كائنا  حيا  او هي  أشبه   بالكائن  الحي  حيث  يمثل  شكل  القصيدة  او بنيتها  جسده . ومضمونها  روحيته  فهي  تمثل  الصدى  الذي  تنبلج   منه   اسرار  روح   الشاعر  واراؤه   ممتزجة  بعواطفه  واحاسيه .

        ومن  المفيد   ان  ا بين  ان  الشاعر  الحديث او المعاصر  المطبوع  شاعر  تتمثل  فيه  غزارة  الثقافة  في  امتدادات  عميقة  وكأنه  وارث  الحضارات  كلها  ومطلع  على  ثقافات   الامم  المختلفة . لذا  اصبح  متمكنا  من  استخدام  مفردات  اللغة  لتصوير افكاره   وارائه  وعواطفه  وخلجات  نفسه  دون تاثير  من  خارج  او  امر  من  احد  و يرتكز على  فلسفة  عميقة  غنية  تحصنه  من  القول   الضحل  الفاني  او   الركيك  الى  القول العميق  والرصين  فهو اذن  يمثل  فيضا  هادرا  وتلقائيا   للمشاعر  النفسية   القويَّةِ   المنبثقة  من اعماقه   يَأْخذُ   بها  مِنْ العاطفة  المتأملة  المتجددة  المنطلقة  نحو  الافضل متألقة  متناغمة  تنشد  الحياة  والانتشاء  فيها  والحب  للانسان المثالي  ونحو  الافضل  في  توليده  للافكار  والابداعات  الشعرية  الجميلة ومحاولة  خلقها  من  جديد .

     ويمكننا من  تعريف الشعر المعاصر على انه هو الشعر  الذي كتب في الزمن الذي يعاصر القراء او الذي يعاصرنا . وصفة المعاصرة تدل على مرحلة بعينها  في  حياة  الشعر  الحديث وهي المرحلة  التي  نعاصرها او التي نعيشها الان  دون اعتبار إن كان الشاعر ميتا او لا يزال على قيد الحياة خلال فترة وجود هذا النوع من القصيد  .

     فالشعرالعربي  منذ القدم اعتمد القصيدة التقليدية او( التقييدية) او العمودية الموزونة على احد البحورالخليلية الا انه بمرور الزمن والحقب  الزمنية التي مرت  على الامة العربية والتعايش مع الامم الاخرى اوجد نوعا من الانفتاح لدى بعض الشعراء الذين هم من اصول غير عربية  سميت  بحركة التجديد  كما في  العصرالعباسي  شملت الاسلوب في القصيدة الشعرية  والمعاني الابتكارية فيها ثم تغير ثوب القصيدة العربية فوجد الشطر والنهك في الاوزان الشعرية ثم وجد الموشح ثم انواع من القصيدة العربية  جديدة  اخرها قصيدة الشعرالحر (التفعيلة ) ثم قصيدة النثر في اخر المطاف في الوقت الحاضر .   فحركة الشعر العربي  شهد ت  فيما  بعد  نقلة  استثنائية،  حيث   طال التغيير البنية  العروضية  للقصيدة  العربية، مع حركة الشعر الحر أو شعر التفعيلة  ويعتبر الشعر الحر الثورة  الثانية  على العروض الشعرية الفراهيدية  شهدها  تاريخ  الأدب  العربي  اذا  اعتبرنا  ان الثورة العروضية  الاولى   تمثلت في  الموشحات الأندلسية. والازجال وقد التمعت أسماء جديدة  في  فضاء  الشعر العربي  في  منتصف  القرن  العشرين،  بشكل قصيدي جديد، مثل نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وعبدالوهاب البياتي،  ويوسف الخال ، وأدونيس. وصلاح عبد الصبور  وامثالهم  لكن إذا  كانت  القصيدة  الإحيائية، وكذلك الرومانسية  كانتا  حريصتين  على التوصيل فان  حركة  الشعر الحر او شعر التفعيلة ستحرص على تكسير هذا  التقليد  الموجود   بتفاعل  من  إن الشعر  خطاب إيحائي  وترميز  يتميز  بكل  دلائل  الانزياح  وكثافة  المعنى  وتعدد  هذه   الأبعاد . وإذا  كان  شعر التفعيلة  في  بدايته  اقتصد او قلل  في  كثافة  الترميز  فإن  تطوراته  اللاحقة سرعان ما  أدخلته  في  سماء  ضيقة  عندما استقر في الثقافة الشعرية العربية  مفهوم خاص عن الشعر   يجرده  من  كل  معنى فيه  ورسالة  له .وربما  جاء ذلك  بعد  سلسلة  من التأملات البديهية  في ظل  النكسات  السياسية   التي عاشتها  الامة العربية  في النصف  الثاني من  القرن العشرين، حيث  ولد  حالة  من اليأس النفسي  الثقافي والاجتماعي.

      فالشعر العربي يرتكز  حاليا على  ثلاثة انواع من القصائد الشعرية  كل منها ياخذ مسارا  ويعده شعراؤه هو الافضل  وهذه الاركائز هي:

القصيدة العمودية : وهي الاصول الاصيلة للشعرالعربي وهي القصيدة التقليدية  او التقييدية حيث انها مقيدة بالوزن  والقافية او العروض  وهذه القصيدة  لايزال صداها قويا شديد الوقع على الاذن العربية في موسيقاها واعتباراتها وتعتبر القصيدة  الاسمى والافضل  في نظري وفي نظر اغلب  المتلقين  ومنها هذه الابيات :


وقفت العمر للاقصى واني
                                          على عهدي الى يوم المنون

الا يا زائرا   للقدس   خذ ني
                                        الى الاقصى لكي احني جبيني

اصلي   ركعة   لله     اني
                                         اتوق الى  الصلاة  فباركوني

من المنفى سرجت الخيل ات
                                       لعاصمتي  الى الصدر الحنون

     والقصيدة الاخرى قصيدة التفعيلة او ما نسميه بالشعرالحر سمي بالشعر الحر لان اوزانه تفعيلاتها حرة  غير مخلوطة باخرى أي من جنس واحد  ووزن واحد وقد بنيت هذه القصيدة على احدى التفعيلات الحرة او احد البحورالشعرية التالية :

1- بحر الوافر  واصل تفعيلته :

مفاعلتن  مفاعلتن  مفاعلتن .


2- الكامل : وأصل تفاعيله:

متفاعلن  متفاعلن  متفاعلن


3- الهزج وأصل تفاعيله:

مفاعيلن   مفاعلين   مفاعلين .


4- الرجز وأصل تفاعيله:

مستفعلن  مستفعلن   مستفعلن .


5- الرمل وأصل تفاعيله:

فاعلاتن   فاعلاتن   فاعلاتن  .


6- المتقارب وأصل تفاعيله:

فعولن  فعولن  فعولن فعولن   .


7- المتدارك ( ويسمى الخبب أو المحدث )
وأصل تفاعيله:

                      فاعلن  فاعلن  فاعلن   فاعلن   .

    وتعتمد  قصيدة الشعرالحر على السطر الشعري بدلا من الصدر والعجر  اللذات تعتمد عليهما قصيدة العمود الشعري . فقصيدة الشعرالحر متكونة من العديد من السطور .  كل سطر مكون من تفعلية واحدة  تتكرر فيه  عدة مرات  لا تقل عن  واحدة  ولا تزيد عن  التسع  تفعيلات  لنفس التفعيلة  مثلا :

   القصيدة  التي التزمت تفعيلة الوافر( مفاعلتن ) فيكون الوزن الشعري (الوافر) للقصيدة  وتكون اسطر القصيدة  مكونة من نفس التفعيلة  مذكورة  في  السطر الشعري مرة واحدة او اثنتان او ثلاث مرات الى تسع مرات  ولا تزيد . فتكون موسيقى الشعر الحر ذات  نسق موسيقي واحد  لكل قصيدة  الا ان هذه القصيدة - والحق يقال – اخذت تتضاءل  في ظل القصيدة النثرية واغلب كتابها تحولوا الى شعراء يكتبون قصيدة النثر لانهم يرونها الاسهل , ومنها هذه السطور :

صيحاتك صوت نبيٍّ يبكي تحت الأسوار
المهدومة شعبًا مستلبًا مهزومًا كانت برقًا
أحمر في مدن العشق أضاء تماثيل الربات
وقاع الآبار المهجورة كانت صيحاتك
صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية
أرحل تحت الثلج أواصل موتي (...) حيث
الموسيقى والثورة والحب وحيث الله

     اما قصيدة النثر فهي القصيدة الجديدة اوالطارئة على العربية  والتي يأمل شعراؤها بانها ستكون القصيدة العالمية .

     فقصيدة النثر تعريفها : (هي قطعة نثرية موجزة  بما فيه الكفاية  موحدة ومضغوطة اشبه بقطعة بلور ناصع  فهي خلق حر ليس له ضرورة الا رغبة الشاعر في بنائها , خارجا عن كل تحديد وربما  تكون شيئا مضطربا الا ان  ايحائياتها  لا نهائية اي انها مفتوحة ) .

   ولقصيدة النثر  موسيقاها الخاصة  وايقاعاتها الداخلية  التي قد تعتمدعلى الالفاظ الشعرية وتتابعها  وصورها الشعرية تكاد تكون متكاملة  وقد قال فيها الشاعر انسي الحاج الشاعراللبناني واحد شعراء قصيدة النثر:
(لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية) .

        فقصيدة النثر شكل  أدبي  جديد  معاصر  اوجد ت مجالها الواسع في  مجال الشعر ويتسع هذا المجال كلما تقدمت وتطورت الحياة  فهي قد تحقق  الدهشة  أو قل الصدمة  في التعبير المستجد  المستحدث  وهذا متوقف على  امكانية  الشاعر في التقاط  رؤيته المثالية   وصياغتها  في بنية جديدة ، قوامها  الصور والرموز الشعرية غير الموغلة في الابهام  والتوهج  المنبعث  من التركيب  اللفظي  وكيفية  استخدامه  في التعبير وجماليته من حيث الانتقاء والبيان اللغوي .

     وإشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من مصطلحها حيث إنَّ كثيرا من النقاد والباحثين كانوا لا يميزون بينها وبين الشعر الحر- اول الامر - حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة والناقدة المذكورة كانت من أشد خصوم هذه القصيدة وكانت تعتبرها نثرا .

    أما علاقة قصيدة النثر بأنموذج الشعر المنثور الذي ظهر في النصف الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى  حيث يذهب قسم من النقاد والذين يميلون الى تفضل القصيدة العمودية  إلى أنَّ الاثنين – شعرالتفعيلة وقصيدة النثر -لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد بينما يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف، لأنَّ لكل منهما خصائصه  واميل  لهذا الراي واعتبره الرأي الصحيح .

   وربما يعد الايقاع شكالية أخرى من إشكاليات قصيدة النثر ، إذ يرى كتّابها أنَّ لها إيقاعا خاصا ويفضلونه على إيقاع القصيدة العمودية القائم على الوزن، فهؤلاء وهؤلاء في خصومة تامة .

        ويعتبر  الشعراء جبرا إبراهيم جبرا،و توفيق صايغ،وأدونيس،    و محمد الماغوط، وأنسي الحاج، وسركون بولص، وعزالدين المناصرة و سليم بركات،وعبد القادر الجنابي، رواد قصيدة النثر عند نشوئها  وسلمى الخضراء الجيوسي في القرن العشرين.
 ومنها هذه السطور الشعرية :

ايقظت مارد شعري
في حدائق بابل السندسية
بين رياض غرناطة
ترانيم اندلسية
للعشق حكايات هناك
ترم عظاما بالية
في قصورالحمراء
وبغداد العربية
اندلسية ام غجرية
بلكنة قرمزية
ومواويل عربية

         ومن المهم  أن   نعرف ان  مصطلح  ( قصيدة النثر )  قد اكتسب  شكلا ادبيا و رسوخا ثابتا ، وتنظيرا واضحا، استقرت معه  الكثير  من  الأطر الجمالية وهو الأساس  لقصيدة  النثر المعاصرة  والتي  تظهر   ابرز  ملامحها   في  التخلي عن  الوزن  والقافية ، والإبقاء على روح الشعر المتمثلة  في الإحساس المتقد ، والصورة الخلابة ، واللفظ   المنغّم   لتستقي  جماليتها منها  .  والتي كانت كمحاولات  تعود  إلى  أشكالية  مصاحبة  للمدرسة  الرومانسية  للشعر  في مطلع  القرن العشرين  وقد  امتازت  باعتماد ها  على وحدة   السطر  الشعري  بدل   البيت   العمودي   القديم ( التقييدي)  وكذلك  على  نغم الألفاظ ، وجمال  الصورة ، وتألق   العاطفة  فنجد  في قصيدة النثر  نفس مفاهيم   الشعر الرومانسي وآلياته وقد نعتبره  في  الاغلب   الأب   الشرعي  لقصيدة  النثر  في  الأدب العربي المعاصر ، ومن المهم  كيفية   قراءة   قصيدة  النثر في  ضوء تجربة  هذا  النوع  من  الشعر .

            ويجدر بالذكر  أن  الشعر  المنثور ، يخالف  بكل  شكل  من الأشكال ما يدونه  البعض  من  الخواطر المكتوبة  فهو ليست  بخاطرة   لكنه ربما  يكون  قريبا  منها   من حيث التعبير  وانتقاء الكلمة   الاوضح   وهذا  واضح   ومفهوم   فالشعر المنثور نص عالي الشاعرية  وقد  يدور  حول  رؤية  جديدة  أساسها  الوجدان المتقد  والنفس الحار  والخاطر المشحون  وما يحقق من جمالية عالية مستفيضة كالزهرة في الحديقة العامة  فهي ملك للجميع  وتنثر  شذاها  اليهم بالتساوي.  

        فقصيدة النثر انتشرت انتشارا واسعا  في السنوات الاخير ة  بين  الشعراء  الشباب واخذ يكتب  فيها  كل  من  هب ودب وتميزت برمزيتها الخانقة وغلوائيتها الممجوجة لدى البعض وعدم مفهوميتها  الا  ما ندر  وما دعوت له هو سهولتها وقربها من المتلقي ليفهم ما تسمو اليه  في قصدها والغرض الذي قيلت فيه  لاحظ قولي :

افيقي  .. افيقي  ..

ذات المكحل  الاخضر

في  بلدتي عرس

اوحى به النجم

اهتزت له الدنيا

وليل الحب مسروج
       
وغنت اغنية الشوق

نخيل في البساتين

وغنت سدرة الشارع

بصوت شبه محزون ----

     وخاصة  بعد  ظهور الانترنيت  والفيسبك من وسائل التواصل الاجتماعي  وغيرها  من  وسائل  الاعلام  ووسائل  النشر  المختلفة  التي  انارت دروبا وسبلا  كثيرة  وفسحت المجال  للنشرلكل الاخرين  وحطمت بعض الابراج المتعالية والتي كان بعضها  جوفاء  ومن  سلبيات هذه القصيدة   ان اختلط  الحابل  بالنابل  والغث بالسمين  وكل يقول انا  اكتب  شعرا  او اكتب  نثرا .  

         ومن   اهم  خصائص   جمالية    قصيدة    النثر  هو الإيجاز   ونعني به  الكثافة  في استخدام  اللفظ   سياقيا  وتركيبيا . -  والتوهج   ونعني به  الإشراق  حيث  يكون  اللفظ  متقدا  متألقا  في سياقه ، كأنه  مصباح  يطفح  نورا  حتى  إذا  استبدلناه بغيره ينطفئ  بعض بريقه او يتلاشى   وتكون  في هذه القصيدة - واعني قصيدة   النثر-   متوحدة  في  صياغتها    بحيث   يكون  السطر  الشعري  الذي  يماثل  ( البيت    الشعري    في القصيدة التقييدية )  وحدة  متكاملة  مع   بقية  سطور القصيدة   فلا سطر  يقرأ بمفرده  اي  ان  القصيدة  تكون  مترابطة  متوحدة    شمولية  لا  تحدد   بزمن   بحيث  تكون  تنسيقية  متفاعلة  مفتوحة  اطرها   تخلت  في  بنائها عن   النغمية  والايقاع العمودي  لحساب    جماليات   جديدة ، وأساس   هذه الجماليات :
تجنب  الاستطرادات  والإيضاحات  والشروح ، وهذا  ما نجده في الأشكال النثرية  الأخرى  على  ان تكون  قوة  اللفظ  وإشراقه  قوة  جديدة  وفاعلة  فيها.
         
           فقصيدة   النثر : تؤلف  عناصر  من    الواقع  المنظور  وفق  الرؤية  الفكرية  للشاعر   بعلاقات  جديدة   بين ألفاظ  النص  وتراكيبه ، هذه  العلاقات   مبنية  على  وحدة  النص  وحدة  واحدة ، ذات  جماليات  مبتكرة  تعتمد  على رؤية  الشاعر للواقع  المادي  الخارجي  بمنظور جديد  ،وامكاناته   الشعرية   في  سياقاتها  نحو الجمالية   والافضلية   بحيث   تنعكس  هذه  الرؤية على  العلاقة  اللفظية ، وبنية   التراكيب ، وقوة   التخييل ،و وحدة  الرمز   الا ان هذه الرمزية  اتخذها  بعض  شعراء  هذه  القصيدة – قصيدة النثر -  ذريعة  في الايغال في الابهام  والغموض  بحيث  انعكست  سلبا  على  المتلقي  وادت الى عزوفه  عن  قراءتها  في  بعض  الاحيان  حيث  يفضل عليها  قصيدة  العمود الشعري  لما  فيها  من  موسيقى في الوزن  والقافية  القريبة  الى اذن المتلقي العربي  الموسيقية  والتي تعودتها اذنه واحبتها  نفسيته بحيث يبقى يفضلها  على سواها  في كل الاحوال  .
       وهذه الحالة  عرفت بتيار رمزي جارف يقوم على اعتبار الشعر كتابة إبداعية مادتها اللغة، وهذه الكتابة هي عمل  ابداعي نابع  من اللغة حيث  يخلق منها كيانا ذاتيا يختلف عن لغة التعامل اليومي اوعن لغة المنطق  الظاهري، يتفاعل معه الفكر الشعوري  بالتداعي الحر مشتركا بتيار الأحلام النفسية المنبثقة من نفسية الشاعر ذاته  ويهدف إلى ايجاد معان جمالية مبتكرة لها قابلية  تغيير الاحوال نحو الافضل في التعامل مع الموروث التاريخي واللغة المقال فيها هذا الشعر  وهذان قد ينزعان  في ادراكهما للموضوعات والفهم الشعوري ، من أجل فهم أشمل وأعمق ، و تحرير الطاقات الكامنة لدى الشاعر تحريرا شاملا يدخل من خلالها الى الطاقات الشعريةالذاتية اوالنفسية والبواعث الانسانية   الاجتماعية.
      إن المتعة الجمالية هي الوسيلة الشعرية في الوصول إلى الغاية، فالجمال وسيلة الشعر إلى غاية الجمال (فهو إحدى وسائل غرس الجمال في الوجود كذلك فإن من وسائل غرس الجمال الكبرى الصورة الشعرية)

   ان الوزن سمة قاهرة من سمات الشعر، ولئن لم يركز الرومانسيون والرمزيون على البعد الإيقاعي الصوتي بصورة خاصة، فإن المتأثرين بالمدارس اللسانية الحديثة يتفقون ان العنصر الإيقاعي الدال الأكبر والعنصر الاظهر من مكونات الشعر، فالنص الشعري حقيقة هو نوع  من الأوزان تتولد من قاعدة اتحاد وانسجام بين مختلف مستوياته وخاصة بين حروف اللغة  وابراز ذات الصوت المتشكل من الحرف اللغوي اتصاله باخر وفقا لامكانية الشاعر ومقدرته على الاتيان بالافضل ويشكل العروض الجانب الأبرز في الشعرية،  الا ان  القصيدة المعاصرة  واقصد قصيدة الشعر الحر التزمت عن بعد بحور الشعر الصافية مع ايغالها المفرط في الزحافات عند اغلب شعرائها  اوقصيدة النثر الرافضة لكل المفاهيم الشعرية القديمة    والثائرة  على كل الاوضاع الموروثة  سائرة في خط الحاضر اوالمستقبل  
    والشعر على العموم بجماليته وقوته وطموحه وأحلامه، يبقى بماهيته شكلا ومضمونا ومنابعه الصافية  محيراً للعقول ويظل جمال ماهيته شيئاً مثيراً جاذباً للنفوس واعواطفها معبرا عن خوالجها يكتسب  جماليته من وظيفته الإيحائية الغامضة فنياً . صائغا ماهيته من انبثاق عالم مكبوت في داخل هذا الشاعر الثائر وعلى هذا انبثقت جمالية هذا الفن من روحية عالية ونفسية شاعرة ملهمة .

        ولعل وقائع  الاحداث التي رافقت هذا العصر ربما  أسهمت  في  كثير من الاحيان  في  اختلال بعض  القيم والمعايير الإنسانية ،و كانت السبب المباشرالذي دفع بالشاعرالمعاصرالاهتمام بالمعطيات الموضوعية والفنية لهذه الأسطورة ليهرب من واقعه المرير إلى عوالم اخرى قد تسودها   المثالية  ويحلق  فيه  الخيال  الجانح نحو الارتقاء  والتمكن ،فيبني  الشاعر عالمه الخاص به  والذي  يملأ عليه فراغات من ذاته المكبوتة. وقد طفق الشاعر المعاصر ، نتيجة  لهذه المتغيرات السياسية  والأحداث  المأساوية  التي شهدها العصر الحديث يتلمس او يتفهم  المقومات القادرة على الإفصاح عن رؤيته الإنسانية الشاملة  إلى أبناء  وطنه او انسانيته وقد تكون هذه الأسطورة  او تلك خير  وسيلة  للتعبير عن النوازع النفسية ا والحوافز الداخلية عنده او تعبر عن  نفسية  الاخرين . ربما جاءت لتعبر عن تجسيد للتوق الإنساني الشديد وشكله الخيالي المناسب لهذا التعبير ،

       لذلك  أصبحت  الفكرة  او الاسطورة  من أهم  احداث القصيدة الحديثة التي عبأ الشاعر فيها هواجسه وارؤاه وأفكاره و تجربته الشعرية بدءا  من مستواها  الذاتي  إلى المستوى الارقى لتمثل بوا سطتها الواقع الإنساني في هذا العصر بصورة عامة.

   ومن خلال دواوين الشعراء وخاصة المعاصرين منهم لتجد فيها او ترصد فيها  أنماطا  متعددة  من الرموز والأساطير التاريخية على مر العصور ، فقد أولى عدد  منهم اهتماما  واضحا  بالأساطير البابلية والآشورية والسومرية او الفرعونية او الامازيغية التي قد  ترتبط  بأحداث  تميزت بالقدرة على إظهار إحداث العجائب والخوارق ،واوجدت  شكلية  جديدة للشعر المعاصر و عاملا مهما من عوامل التحفيز والإثارة وتجسدت بشكل حيوي في أنشطة هذا الإنسان منذ القدم في الوقت الحاضر او بمعنى اخر غيرت اسطوريته الى واقع  حاضر ليستلهم  منها  كل  جديد.

   فالأسطورة هي الوعاء  الذي وضع  فيه  الشاعر المعاصر خلاصة فكره وجديد عواطفه ونزعاته ، وان هذه الأساطير تمثل ما تبلور في أذهان الانسان القديم في العراق اومصر اواليونان والرومان اوالفرس وغيرهم  من الاقوام  القديمة  ذات  التاريخ  العتيد  والثقافة  الرفيعة  من قصص وحكايات أسطورية فعبرالشاعر في تصويره الشعري لخلق العالم من جديد ،ولوجود هذا  الإنسان على الأرض ،ومصيره  المجهول  وما يحيط  به من  مظاهر الكون والطبيعة  وتساؤلات واسعة  او ربما  تكون في  بعض الاحيان غامضة  يتكهن الاجابة  عليها  وربما  تفلت  منه فتبقى  سرا  سرمديا  قديما  وحديثا  .

   راجع كتابي ( دراسات في الشعرالمعاصر وقصيدة النثر )

و الاساليب الشعرية المعاصرة والحديثة والتي تتمثل في  الشعر الحر او قصيدة النثر مهما كثرت زواياها واختلفت طرقها فانها تتمثل  في مجموعتين أسلوبيتين هما الأساليب التعبيرية والأساليب التجريدية.
يتمثل الاسلوب  التعبيريّ بالنمط الذي تنتجه أشكال اللغة الأدبية اسلوبا ملونا  بلون من المعايشة غير المباشرة أو المعهودة، حيث تقدم نوعاً من الحقائق المبتكرة بتحريف يسير للغة المعبرة، وتفعيل معقول لآليات التوازي والاستعارة والترميز بشكل يؤدي إلى الكشف عن التجربة في مستوياتها العديدة التي قد تصل إلى أبعاد محددة  لكنها تظل تعبيرية الحقيقة المكنونة .
    أما الأساليب التجريدية فتعتمد على زيادة معدلات الانحراف وتغليب الإيحاء والرمز على التصريح، فتعطي القصيدة إشارات مركزة يتعيّن على المتلقي إكمالُها وتنميتها من الداخل، مع فارق جوهري بين التعبيرية والتجريدية يتمثل في إشارة الأولى إلى التجربة السابقة على عملية الكتابة نفسها سواء أكانت حقيقية أم تخيلية، واختفاء هذه الإشارة في الثانية بناء على غيبة هذه التجربة.
ويندرج تحت التعبيرية  أربعة أساليب، هي
1-الأسلوب الحسي الذي تزيد فيه الإيقاعية والنحويّة؛ في حين تقل درجة الكثافة والتشتت والتجريد،
2-الأسلوب الحيوي الذي ينمي الإيقاع الداخلي ويعمد إلى كسر يسير في درجة النحوية ويتوافر فيه مستوى جيد والتنويع من دون أن يقع بالتشتت.
3- الأسلوب الدرامي الذي يعتمد على تعدد الأصوات والمستويات اللغويّة، ويحقق درجة من الكثافة والتشتت من دون أن يخرج عن الإطار التعبيري.
4- الأسلوب  الرؤيوي الذي تتوارى فيه التجربة الحسيّة مما يؤدي إلى امتداد الرموز في تجليات عديدة ويفتر الإيقاع الخارجي، ولا تنهض فيه أصوات مضادة، ويحقق مزيداً من الكثافة  مع التناقص البين لدرجة النحويّة.
وفي الأساليب  الشعرية المختلفة  , نلاحظ الاسلوب الحسي يتمثل في شعر(نزار قباني) افضل  نموذج للشعر الحسي، و في شعر( بدر شاكر السياب) نموذجاً للشعر الحيوي، أما الشعر الدرامي فيتمثل في شعر (صلاح عبد الصبور)الشاعرالمصري من خلال نتاج صلاح ؛ في حين يكون الأسلوب الرؤيوي ممثلا  بشعر (عبد الوهاب البياتي).
      اما اذا اردنا ان تكون كل هذه الاساليب مجتمعة بواحد  فخير مثال  شعر (محمود درويش ) كنموذج للتحولات التي تتسع لكل هذه الأساليب التعبيريّة، فقد بدأ من الأسلوب الحسي الذي خرج فيه من تاثير نزار قباني فيه لانه معلمه الاول ، ومثّل على ذلك قصيدة (بطاقة هوية )، وانتقل إلى الأسلوب الذي اجتمعت فيه الحيوية والدرامية، كما هو الحال في قصيدة ( كتابة على ضوء بندقية )، وانتهى الى اسلوب الرؤيا الشعرية الذي تمثله قصيدة ( أرى ما أريد ).

    وربما تكون  التجريدية تقتصر على أسلوبين فقط يتداخلان فيما بينهما  هما: التجريد الكوني الذي تتضاءل فيه درجات الإيقاع والنحويَّة إلى حدٍّ كبير، مع التزايد المدهش لدرجتي الكثافة والضياع، ومحاولة استيعاب التجربة الوجودية الكونيّة باستخدام بعض التقنيات السيريالية والصوفيّة الدنيويّة . والتجريد الإشراقي الذي ربما يقع على خط  الاتجاه السابق معترضا اياه في سلم الدرجات الشعرية، مع التباس أوضح بالنظرة الشعرية والنزوع الصوفي الميتافيزيقي، والامتزاج بمعالم  ورؤى وجودية تختلط فيها الأصوات المشتركة والرؤى الحالمة  المبهمة، مع نزوع روحي بارز يعمد إلى عاى التراث الفلسفي بدلا من الضياع في التراث العالمي ..
      ولعل الإسراف في  الحداثة  والمعاصرة بشكلها الشعوري الحالي  هذا الشعور الذي تحمل موادّه دلالات عميقة موروثة، قد يميل الشاعر إلى تشكيلها من جديد فإن  وجودها الظاهر في هذا التشكيل الجديد يحيل إلى موروثها بوصفه غائباً يحضر لدى المتلقي لمجرد وجوده في النص، فيشعر اويحس بعداً أيديولوجياً ، وان أهم الملامح الأسلوبيّة في شعر هذا الاسلوب كضياع القناع، والأسلوب الصوفي في شعرالصوفيين،
وعلى الرغم من إيراد هذا التعريف للأسلوب التجريدي  لم يرد تمثيل صريح له وهذا ما يجعل تصنيف الأساليب الشعريّة التجريديّة معلقاً في الهواء، فالناقد يطرح فرضيّة جديدة لم تأخذ حقها من التطبيق فيما يتعلق بالشعر التجريدي الإشراقي. هذا  ما لاحظناه في شعر  قصيدة النثر  او الشعر الحر بعد ان حل عقاله وهب قائما يتخطى كيف يشاء ويتلمس الامور كيفما احب الشاعر واراد.

      اما في مجال  بناء القصيدة المعاصرة فاقول القصيدة المتكاملة احد مظاهر التجديد بل اهمها ،وهي متصلة بالتراث تتعامل معه من منظار جدلية الحداثة الشعرية، فتستمد منه شخوصهاواقنعتها وبعض احداثها، ولكن الشاعر لايعيد صياغتها، كما جاءت في القصيدة الشعرية القديمة، وانمايستعير حركة او موقفاً او حدثاً مناسباً ويحاول بوساطة الاسقاط الفني ان يوظف مااستعاره توظيفاً معاصراً ،ولذلك تبدو القصيدة المتكاملة مركبة يتداخل فيها الماضي والحاضر وتتلاقى فيها الاصالة والمعاصرة، الايجابي والسلبي، والذات والموضوع  للتعبير عن تجربة حية ومعاصرة.

     لذا فان القصيدة المتكاملة تعبير بالتراث عن المعاصرة وبالماضي عن الحاضر والعلاقة بين الشاعر وتراثه علاقة جدلية، يتبادل فيها الشاعر والتراث، التأثر والتأثير وان مفهوم الحداثة غير متناقض مع مفهوم التراث،فالحداثة من التراث، وهي تنبثق منه كانبثاق الغصون من الساق والساق من الجذو ر وكذلك التجديد  فالتجديد الشعري ذو ثلاثة اطوار متلازمة متفاعلة هي: المؤثرات الخارجية المساعدة والمكونات التراثية وموهبة الشاعر  وان التأثر سمة انسانية مشروعة تشترك فيها الشعوب وهي لاتعني النقل عن الاخر وانما تعني   المعرفة والاطلاع وذلك سيفضي الى الابداع والاصالة، حيث كان للمدارس الادبية ولبعض   الشعراء الغربيين تأثير في بنية القصيدة العربية الحديثة، فالرومانسية ساهمت في  إحياء النزعة الغنائية، والرمزية في تعميق الاحساس الداخلي واستخدام الاسقاط الفني،وعمقت السريالية غنائية اللغة والصورة والموضوع وحرية الكشف والتعبير، وتجلت   التأثيرات الكلية العميقة بالانتقال في بنية القصيدة من وحدة البيت الى الشكل  العام  ، ومن الذاتية الى الموضوعية، ومن الغنائية الى الدرامية، ضمن المكونات  الغربية في بنية القصيدة العربية المعاصرة، اهمها ثلاثة: المكون الاسطوري والمكون  التاريخي والمكون الادبي.‏

     كما نرى ان القصيدة استفادت في بنيتها وشكلها العضوي من القصيدة والنقد الاوروبيين اللذين كان لهما دور مباشر في توجيه   شعرائنا الى الاستفادة من تراثنا والالتفات الى التراث الغربي بأساطيره واشكاله  الفنية للتعبير عن تجارب معاصرة وهذا سبب من اسباب الغموض في القصيدة المتكاملة ،وهو في الوقت ذاته سبب من اسباب ثرائها وتعدد اصواتها ودلالاتها. وتطورها نحو الافضل‏

        اما  الموضوعات الغنائية، وغنائية التعبير في بنية القصيدة المتكاملة وقدلقِّحت بالعناصر الدرامية لتخاطب الاحساسات والعقل معاً وتمتزج فيها الذات بالموضوع  ويتعادل التعبير والاحساس وتغدو اللغة والصورة والايقاع أدوات موظفة جديدة  ثابتة و ان القصيدة المتكاملة كانت  نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على مجتمعنا منذ منتصف القرن  العشرين ،فالمجتمع الاستهلاكي افرز موضوعات الموت والاغتراب كما انها ناجمة عن جهودالشعراء المتواصلة منذ بدايات القرن العشرين للنهوض بالقصيدة المعاصرة .

        وعلى العموم فعناصر البناء العام وتكامل القصيدة  هي: الحكاية والحدث وصلاتها بالشخصية وسماتها من جهة، وبالحتمية الناجمة عن تكوينها من جهة ثانية مبيناً من خلال الحكاية والحدث الدرامي والصراع والحوار الدرامي وبناء الحدث  ان الحكاية تكتسب اهميتها الفنية حين يمتلك الشاعر المقدرة على توظيفها توظيفا معاصراً، وان الحوارالجيد والصراع المتين يؤديان دوراً بارزاً في بناء الحدث ورسم ابعاد الشخصيةالدرامية وبناء القصيدة المتكاملة، وان العناصر الغنائية تغتني بالعناصر الدرامية  فيتلون الايقاع والصورة بتلون احساسات الشخوص ليشكلا الايقاع والصورة ، كماان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية والسلبية المتفاعلة، فهي ذات  اصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة .      
اما الفنون الشعرية المعاصرة فمن المعروف ان الامة العربية امة الشعر والعاطفة الانسانية ولا يزال الانسان العربي يندفع وراء عواطفه الى ابلغ الحدود ولا يندفع اي انسان  اخر  من الامم الاخرى مثله فهو شديد التأثر بما حوله واللغة العربية هي لغة الشعر والادب والكتابة الادبية وتكونت هكذا بطبيعتها.
    فهي تنسجم مع تطلعات الانسان العربي وتفكيره وخوالجه وافكاره وعواطفه وهي بحق اللغة الشاعر ة كما يقول  الاديب  المرحوم (عباس محمود العقاد) لذا ترى فيها كل ما تحتاج اليه من تعبير لتعبر به عن خوالج نفسك وربما تزدحم فيها الكلمات على الشاعر او الكاتب فيكتب ما يريد ولا يستجدي كلماتها استجداءا او يبحث عن كلمة يعبر فيها عن نفسه فاللغة العربية مثل اهلها شاعرة  مطيعة طيعة الا انها كثير ة التعقيد في قواعدها وتشكيلها .
    فالشاعرالعربي قمة في الخيال والخيال الشعري والتعبير عما في اعماق نفسه وما يحس به .وفي هذا العصر والذي اسميناه ( المعاصر ) بقي الشاعر العربي  رغم التأثيرات التي حوله او المت به  بقي لصيقا بلغته  هذه الشاعرة ويغرف منها  ما يشاء ويختار للتعبير عما في نفسه وما يحس  به  في محيطه وممجتمعه  العربي  وكنتيجة حتمية كان الشعرالسياسي في هذا العصر من اهم الفنون الشعرية ونستطيع ان  نعرف الشعرالسياسي الشعر السياسي هو الشعر الذي يتضمن آراء وتوجهات سياسية، مع الحفاظ على القيمة الأدبية أو الفنية. وعادة ما يعبر الشاعر من خلال شعره السياسية عن مناصرته لمبدأ أو تكتل معين لنشر الدعاية لكل الأطراف السياسية المتصارعة، بحيث كانت السجالات الشعرية مثالاً حياً للصراعات السياسية.وفي العصر الحالي ارتبط الشعر السياسي بالديموقراطية والمناداة بحرية التعبير والنضال ضد الإستعمار والأنظمة الفاسدة والطاغية في أرجاء الوطن العربي كصوت مناهض للأنظمة العربية التي نسميها فاسدة. فالشاعر يتحدث في قصيدته بما حوله  من احداث بلده او احداث امته العربية  وما طرأت وتطرء عليها من احداث يتاثر الشاعر بها لذا كان هذا الغرض من اهم الاغراض الشعرية واقربها الى الشاعرو المتلقي  ونفسيته  واجزم  انه لايوجد شاعر الا وكتب فيه الكثير من القصائد الشعرية .
يقول الشاعر عبد العزيز نويرة؟ :

تِلكَ  بَغْدادٌ   رَاعَهَا   وَحْدَهَا
مَا رَاعَها، وَالجَبِينُ فَوْقَ الكُبُولِ
وَفلسْطِينُ   هَاهُوَ   العِزُّ   فِيهَا
يَتَلأْلاَ   مِنْ    مِعْصَمٍ     مَغلُولِ
أيُّهَا   قَطْرَةٍ   مِنَ  الدَّم  سَالَتْ
في    جِنِينٍ    فَخْر ٌ بِدُونِ  مَثِيلِ
دَوَّخَتْ بَهْجَةُ الشَّهَادَةِ فِيها مَا
تَبَقَّى    لَدَى  العِدَى   مِنْ  عُقُولِ
هَذِهِ   بَغْدَادٌ    وَهَذِي   جِنِينٌ
يَا لَهُ    حَقًّا،   مِنْ  شمُوخِ  أَصِيلِ
إنَّ  بعضًا  من الكَرامَةِ  أَغْلَى
مِنْ   جَمِيعِ   البُنُوكِ    والبتْرُولِ
     ولم يعد المدح في العصرالحاضرعلى صورته القديمةالتي رسمها الشعراء وفيها  يكون الشاعر نديمًا لذوي السلطان وأنيسًا في مجالسهم واقفًا شعره وولاءه عليهم بل رسم الشاعر نموذجا حيا للبطولة  واخذ يناغيها ويبثها ولاءه ومحبته  وتفانيه في سبيل الوطن أي اصبح المدح للوطن بدلا من المدح الشخصي الا ماندروصارت الأنشودة الوطنية العاشقة للوطن بديلاً جديدًا للمدح التقليدي تقول الشاعرة مباركة بنت البراء الموريتانية :

لبلادي حبي وورد خدودي
لبلادي أنشودتي وقصيدي
لبلادي صوتي الحزين مضاهر
حملات     الأيام    والتنكيد
غربتي غربة العرار وشوقي
دَمَوِيّ إلى رفات الجدود.
أتناسوا بأن لي زند قرم
يزرع النجم فى رحاب الوجود
أنا إعصار غضبة يتنزى
كل حين بألف ألف ولود
بقرون تفيء عصر امتداد
يعربي البذار والتسميد
كل جرح بداخلي أرفدته
                                       من بلادي دماء كل شهيد

    وفي العصر الحديث، استمر الرثاء غرضًا شعريًا مستقلاً، وبخاصة رثاء الزعماء وقادة الحركات الوطنية والإصلاحية، وهنا تصبح المراثي فرصة لتجسيد المعاني الوطنية، والسياسية والدينية، كما اصطبغ الرثاء بأصباغ فكرية،وطنية وقومبة  واختلفت مناهجه على أنحاء شتى تبعًا لمذاهب الشعراء . فحب الوطن يجعل الشاعريبدأ بنفسه كجزء من المعاناة يقول الشاعرعبد الرزاق عبد الواحد الشاعر العراقي:
 
خوفا على قلبك المطعون من المي
                                 ساطبق الان اوراقي على قلمي
نشرت فيك حياتي كلها علما
                                 الان هبني يدا اطوي بها علمي
يا ما حلمت بموت فيك يحملني
                                   به ضجيج من الانوار والظلم
فابصر الناس لا اهلي ولا لغتي
                                   وابصر الروح فيها ثلم منثلم
اموت فيكم ولو مقطوعة رئتي
                                   يا لائمي في العراقيين لا تلم
 
    ولقد اختفى في العصرالحاضر الفخر القبلي،ليصبح فخرًا بالفضائل الكبرى، كما ظهر نوع جديد من ذلك الشعر السياسي ولم  تعد ذات الشاعر، في مفاخره، بل اصبح القصد هو إلهاب المشاعر الوطنية في هذا الإطار .

   وفي العصر الحاضر، تفيض قرائح الشعراء لتردد حماسيات أصداء الشعر في أزهى عصوره، خاصة في قصائد الفخرفي الشجاعة والبسالة والوطنية حتى لتعد بحق شكلاً جديدًا متطورًا من شعر الحماسة  يحث على الاستيقاظ والتوحد والثأر للكرامة المهانةيقول الشاعر الكويتي عبد الله  محمد حسن :

يا شام صبرك فالأحداث قادمة
والشعب يزأر في أصفاده جلدا

فإِن تمادى بغاث الطير في دعة
ففي غد ينجز التاريخ ما وعدا

دعى المهازيل تلهو في مباذلها
واستنطقي الشعب في الأحداث ما وجدا

لا يُضعف الحدث الدامي حميته
ولا يفل له عزمًا إِذا وردا

      اما الغزل  فقد بقي ولايزال فنا وغرضا قائما بذاته وينظم فيه كل الشعراء  في كل انواع الشعر وملحقاته  الفنية  كالزجل والدوبيت والقامة وغيرها . ولم تكن المرأة الشاعرة بعيدة في قصائدها عن هؤلاء الشعراء لكنها سهلة بموافقة تبادل الرجل الحب وتظهر ضروبًا من الدلال وتكشف عن رغبة في اللقاء والتطلع إليه وتكمن فلسفة شعراء الغزل في أن الحياة غرام وعشق، ومن لا يحاول ذلك فهو حجر جامد وميت لا حياة فيه  تقول الشاعرة  اللبنانية منى  ضيا عن نفسها انها نزارية الحرف  أي متأثرة  باسلوب الشاعر نزار قباني وتنسج قصائدها على منواله   تقول في احدى قصائدها (حنين وانتظار):

يا قَلبي ما بي؟؟؟
أَأْكسُرُ الصَمتَ وأُعاتبُ الريحَ
أَمّْ أُجادلُ الوردَ
وَأُطاوِع الوجدَ
وأَعودُ لِذكرى ذِراعَيهِ
وَهيَ تَغْمُرُ
وَتَأمَرُ.....وتَعْصُرُ
ومِن ثُمَّ يَضُمُني القَهَرُ
أَسْهَدْتُ عُيونَ الليالي
وأَنا انتظِرُ الشُعاعْ
في تلاوينِ الصباحْ
وأَبسُطُ سِراجي على اللقاءْ
والشَوقُ لَيلٌ طَويلٌ
طويلْ
وتَبكي الافكارُ على ضِفافِ الوقتْ
إنَّهُ لا يَمُرّْ
إِنَهُ يَسْتَمِرْ
وتَهْطِلُ على عُيوني ذَرات نَومٍ مُستحيلْ
وتُداعِبُ الكَرى..
وتَقْشَعِرُ خَصَلاتِ الشَعرِ...
التى يُداعِبُها الحنينُ إلى يديكَ
وَأَتَوكَأُ على عَصا النسيانِ
على شِفاهِكَ وهي تُمطِرُني بِالحَنانِ
إِنكَ شَغَفي..
إِنَكَ ساكِني..
وَيَطيبُ لي لَذيذَ العذابْ
وَأُفَتِشُ عما يَطيبُ وما طَابْ
ويَضيعُ صَوتي فَوقَ اليَبابْ
حَبيبي أَشْتاقُكَ أُفُقا
أُحِبُكَ ماءً ثَلجا
حَتى أَني أُحِبُكَ عَرَقا
وكيف سَأَسرُدُ قُصَتي
لِلْطَيرِ..لِلْشَجَرِ...
لِلمسِ والهَمسِ
والى ما تشاءُ يا قَدَري
ويَقولُ لي إنتَظِري
إِنتَظِري....إِنتَظِري

وفي الغزل  اقول :

وَلسْنا بِرامين َالقـُلوبَ لِخودَة ٍ                            

                                    وَلا الخَوْدُ بالحُسْنِ البَديعِ ِ سَيسْبينا
وَلكنْ اذا ما القلبُ زادَ تَلهّفا ً                              
                                    وَلا بُدّ  في  قَلبِ الفَتى للهوى  ليْنا

سَنُبدي الى الاحْبابِ  آيات ِحُبّنا                                
                                      إ نْ هُمْ  بِإخلاص ً وَوِدٍّ  يُسَقّونا

فَإنْ صَدوا فلا نَنْسى  مَواثيقَ عَهدِهِمْ
                                              وَلا غُروَ  إنّ الصَّدَّ يُحْيي أمانينا

وَإنْ هُمُ  أبْدوا شُموخَا ً  تَعالِيا ً                              
                                     فَلا نُسْقِهِمْ  الاّ  بِهَجْـر ٍ  مُضيفينا

فَلا نَعْر ِفُ الاكْبارَ  إلاّ  ِبكُبـْرِهِمْ                            
                                   وَليسَتْ ثِيابُ الذلِ إشْراقُها  فينا

وَنَهوى الذي يُبْدي مُوافاتِهِ لَنا                            
                                  وَإنّا  َلنوفي  بِالهَوى  مَنْ   يُوافينا

هُوَ الحُبُّ  نُو رٌ للنفوسِ يُنيرُها                                
                                      وَخُلـقٌ   مُشْـرِقٌ  مِنْ   تَصــافينا  

وَأيْقَنْتُ أنَّ الحُبَّ  يَجلي قُلوبِنا                                    
                                  فَإنْ ذَلـَّنا  يَوماً    فَلا حُبٍّ   يُدانينا

سَنَبْقى إلى الاحْباب ِ مادامَ حُّبُهُم                                
                                  وَلا نُصْرِمُ الاوْصال َ نُدني  تَجافينا



      اما فن الوصف فقد ضعف ولم يكتب فيه الشعراء الا قليلا . اما انا  فقد كتبت فيه اصف الربيع وعطره وشذاه فاقول :


زانَ  الربيعُ  جَمالَهُ  بدلالِهِ
                                في زهرة ٍ  وَسْطَ الغُصونِ  تُفتّح ُ

وَريا شَذاها في الصباح ِ تَضوّعَتْ
                                      فقلـوبُـنا  بِعـبيـرِها   تَتَروّحُ

فَـَتـَنسّمَتْ  كلُّ  النفوسِ  بَهيـجَة ً
                                     بِجَمالِها   وَسَـنائِها  وَلتـَفْرَحُ

تَرنو أليها  بِانْفراجِ ِ  سَريرةٍ
                                  في شَوقِها عينُ البَصيرةِ تَسْرَحُ

أدْعو لها  اللَهَ  في   عَليائِهِ
                                   بِسَـلامَةً ٍ  وَسَــعادةٍ   وَلِتَصْدَحُ

انّ  الربيعَ  جَمالُهُ  بِورودِهِ
                                  مثلَ النفوسِ   بِقلوبِنا   تتَـَرجّحُ

وَزُهورُ وَرْد ٍ في الفؤادِ غَرَسْتُها
                                    وَسْط َ الجُنينَة ِ عِبْقُها  يَتفوّح

ونظمت فيه لأصف الحبيب الغالي  فاقول :

هي الصورة الموحاة شكلا بما بها                                      
                                                   واية   للحسن   تسبي   معانيها

 هي النور  بل  النور منها   نابع                                                                                                              
                                                  والخلق والاخلاق من ذا يدانيها

فليست لنا مقياس  يحصي جمالها                

                       وليست لها –كالنور- بالكون  تشبيها                                                
وقد يعجز القول  بحصر صفاتها                  

                                                والحبر والاوراق او مايضاهيها

فالشعر  ليل  قد  تشقّر  فجره                          
                                                وتبر مزيج منهما  صار  يجليها

تدلت جديلات طال امتدادها                  
                                                 تلامس  العجز  الرديف  ذوابيها  

تشعّ  سناءا حين يسطع نوره                      
                                               تهادى من الشمس شعاعا يواجيها  

اذا كان ضوء الشمس فيه تماوج              
                                                 فامواج بحر داعب الريح عاليها          

   والشعر الصوفي فن من الفنون الشعرية . ويشكل الشعر الصوفي جزءًا متميزًا من شعر الغزل  ويمثل الرمز الديني. ويمكن فهمه من خلال ثنائية الرؤية واللغة. فهو شعر يعبر عن رؤية داخلية تنبثق عن فهم الشاعر للآية الكريمة ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ سورة ق:16. وبناءً على هذا الفهم، جاءت قصائدهم محملة بالوجد والحنين إلى المزيد من القرب من الذات الإلهية. كما أن نصوصهم الشعرية تُظهر الأطوار التي مرت بها رؤيتهم الصوفية من حب الذات الإلهية الذي تغلبُ عليه العفوية والبساطة، إلى الرغبة في الحلول والاتحاد بالذات الإلهية وانتهاءاً بمفارقة الجمع بين الاتحاد او الفناء فيها  والتي  تمثل شطحات صوفية اتخذها بعض شعراء الصوفية . ومن شعراء  الصوفية في هذا العصر  الشاعرة الفلسطينية المغتربة ختام حمودة  تقول :



تَــألَّـقَ كُــحْـلٌ بِـوَسْـطِ الْـحَـدَقْ
فَـسُـبْـحانَ رَبّـــيَ رَبُّ الـفَـلَـــقْ

عـَجَـنْتُ شُـعـوري بِـحُـبٍ عَـتيٍّ
فـَـطـارَ الـشُّـعـورُ بـِشِـعْـرٍ بـَـَرقْ

أهَـدْهِـدُ صَـبْـري بِـلَـيْلِ الـضَّنى
وَمِــنْ فـوْق ضِـلْعي يَـحطُّ الأرَقْ

أكَـفْكِفُ شَـوْقي بِـوَعْد الأمـاني
وَوَعْـــد ُالأمـانـي سَــرابٌ دَفَــقْ
وَكَـــمْ أتْـعَـبتني عُـثـار الـلَّـيالي
فَـسَـبَّـح طَـيْـرُ الـمَـدى وَاعْـتَنَقْ
وَمــا الـحُـبّ إلا كُــؤوس الـمَـرارِ
وَبِــضْـعُ أمــانٍ وَبِــضْـــعُ قَــلَــقْ

وَكُـنْت الأصـيل بِـحُضْنِ الـسَّماء
وَمِـنْ حُـزْنِ بُـعْدِكَ فـاضَ الـرَّمق

وَمـــا زالَ عُــمـري وُرودًا تَـمـيلُ
وَقَــطْـر الـعُـطورِ إذا مــا انْـدَفَـقْ

وَأنْــتَ حَـبيبي وَروحـي وَقَـلْبي
وَأنْـــت شُــعـورٌ بَـحَـرْفي نَـطَـقْ

فَـكُـنْتُ أنــا رَوْعَــة فـي الـخِتامِ
وَكــانَ الـخِـتام بِـشْعري الأحَـقْ

واخيرا اقول الشعر العربي يعيش ازمة ثقافية كبرى خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي كانت وبالا على المجتمع العربي وتمزقه حيث أصبح القارئ بعيدا عن الثقافة والادب والابداع وذلك يعود لأسباب عديدة منها انتشار المعلومات الاليكترونية وانتشار ثقافة الرأب في العالم العربي ومدى محدودية الفكرالعربي الذي أصبح يستهلك ولا ينتج نتيجة الاحداث التي المت بالمجتمع العربي والتطاحن القتالي والفكري لذلك ارى أن الشعر لابد أن ينفتح على هذه الامور فيكرسها ومن ضمنها مشاكل الشباب الاجتماعية والنفسية وأن يمس تجاربهم الذاتية .



ولا اريد ان اطيل في هذا التمهيد لشعرهذا العصر انما  اكتفي بما اوردته  في هذا المجال  والله الموفق.

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى