اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

محمد الصغير اولاد احمد التونسي بقلم د فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

محمد الصغير أولاد أحمد



       محمد  الصغير اولاد احمد ولد اليوم الرابع من نيسان (أبريل)
عام\ 1955 في احدى  القرى لتابعة لمدينة ( سيدي بو زيد ) في القطر التونسي  .

     عاش في  بيئة  فقيرة  وقاسية في فترة الصراع مع الاستعمار الفرنسي وخروجه من البلاد وبداية بناء الدولة التونسية.

      بدأ تعليمه في كتّاب القرية، فتعلم القراءة، وحفظ القرآن ثمّ دخل المدرسة الابتدائية بمنطقة (النوايل ) في مدينة ( سيدي بو زيد )ومنها حصل على شهادة التعليم الابتدائي سنة \1968. ولم تكن في تلك الفترة مدرسة ثانوية في مدينة ( سيدي بو زيد) فانتقل إلى ولاية( قفصة )كي يواصل تعليمه الثانوي فدخل المدرسة الثانوية في مدينة ( قفصة ) في الجنوب التونسي  وحصل على الشهادة الثانوية  . ثم  انتقل إلى العاصمة ( تونس ) حيث واصل دراسته ب(المدرسة العليا لأطر الشباب )بمنطقة (بئر الباي ) في ( تونس )  بين  عامي \ 1975 و1977 وحصل على شهادة ( منشط شباب ). في عام 1978.

         عاد إلى مسقط  راسه مدينة ( سيدي بو زيد ) بعد حصوله على شهادة البكالوريا، ثم سافر إلى ( فرنسا )  للدراسة  فدرس (علم ) النفس في (جامعة رامس ).

      بدأ محمّد الصغير أولاد أحمد تجربته الشّعريّة في أواخر السّبعينات ،  وبعد  إنهاء دراسته ، وكانت مدينته ( سيدي بو زيد ) مهد الثورة التونسية  ضد الاستعمار الفرنسي فكان من الشباب  الثوريين في بلده  و دافع عن الكرامة الوطنية و الحريّة في بلاده .
ومن شعره  قصيدته ( اعتذار ليلى ) يقول:

( عندما لا تجيئين

أزعم أنك جئت ... ولم تجديني!

أقول: غداً،

سأذوب بقهوتها

وأعوج على فمها

وأقول لها: سامحيني

وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين

مختلفين كأن:

لا تجيئي

وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني )

      تعرض  الشاعر محمد أولاد أحمد للسجن فترة قصيرة في ما يعرف في تونس بـ (أحداث الخبز )عام 1985، وذلك بعد توقيفه خلال اعتصام نظم للدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يعتبر النقابة الأكبر في البلاد. ومنعت سلطات الرئيس الراحل بورقيبة ديوانه (نشيد الأيام الستة)  في 1984، وبقي محجوزا حتى 1988.

    طرد من عمله كمنشط ثقافي مدة  خمسة سنوات. ثم اعيد لوظيفته دون الحصول على تعويض عن الضرر،  وحُجبت العديد من قصائده.

     تولّى إدارة بيت الشّعر في ( تونس) من سنة \1993 إلى سنة 1997. كان معجبا بالشعراء ( محمود درويش - نزار قباني - عزالدين المناصرة - مظفر النواب ) وغيرهم من الشعراء العرب.

من أشهر قصائده ، قصيدة ( نحب البلاد .. ) والتي يقول في مطلعها :

( نحبُّ البلادَ
كما لا يحبُّ البلادَ أحدْ
نحج إليها
مع المفردين
عند الصباح
وبعد المساء
ويوم الأحد
ولو قتلونا
كما قتلونا
ولو شردونا
كما شرّدونا
ولو أبعدونا
لبرك الغماد
لعدنا غزاة
لهذا البلد

   وفي منتصف شهر تشرين الاول ( أكتوبر) سنة \ 2015 كرمت وزارة الثقافة التونسية الشاعر محمد  في المسرح البلدي بالعاصمة التونسية (تونس ) وبمشاركة عدد من الشعراء والفنانين والمبدعين اعترافا بما قدمه من إنتاجات  شعرية وثقافية  قيمة.

وقد ذكر  في حوارات صحفية أجريت معه :

    ( مورست عليّ الرقابة طوال سنوات فحذفوا مقاطع من قصائدي قبل نشرها وغيروا حتى الكلمات، فكتبت :

(هذا أنا لا يقرأ البوليس نصي في الجريدة ناقصا، بل يقرأ المخطوط حذو مديره في الليل قبل توجعي وصدورها، وإذن سأكتب لمن أريد وما أريد ).

      ومما يذكر انه  تعرض لمواقف حادة في حياته منها ان الداعية الاسلامي  يوسف القرضاوي قد أهدر دمه متهما إياه بالكفر والإلحاد. وذكر الداعية القرضاوي في كتاب أصدره بعنوان ( التطرف العلماني في مواجهة الاسلام )، بالاسم الشاعر اولاد احمد، بصفته مديرا لبيت الشعر في تونس، واتهمه بالالحاد  صراحة .

       مرض الشاعر مرضا عضالا وأثناء اشتداد المرض به، كتب الشاعر  الصغير أولاد أحمد من داخل المستشفى العسكري الذي كان يتلقى العلاج فيه قصيدة مؤثرة اسماها ( الوداع ) يقول فيها:

أودع السابق واللاحق
أودع السافل والشاهق
أودع الأسباب والنتائج
أودع الطرق والمناهج
أودع الأيائل واليرقات
أودع الأجنة والأفراد والجامعات
أودع البلدان والأوطان
أودع الأديان
أودع أقلامي وساعاتي
أودع كتبي وكراساتي
أودع المنديل الذي يودع المناديل التي تودع
الدموع التي تودعني أودع الدموع .

       توفي في اليوم الخامس من  شهر نيسان ( أبريل) سنة\ 2016  بالمستشفى العسكري ب(تونس) العاصمة التونسية بعد معاناة مع المرض.

ترك  ثلاثة دواوين شعرية  وكتبا في النثر منها :

1-  ديوان نشيد الأيام الستة - سنة 1984
2-  ديوان  ليس لي مشكلة-  سنة 1998
3-  ديوان حالات الطريق - سنة 2013
4-    تفاصيل -   تمّ نشره سنة 1991
5- القيادة الشعرية للثورة التونسية- سنة 2013

واختم بحثي بهذه المقاطع من قصيدته ( الخروج من مقهى الزنوج ):

أأزعجتكم يا ندامى؟

أكسّرت كاساً ... ولم أتكسّر؟

أناح بقربي حمامٌ

وسالت دموعٌ اليتامى

ولم أتأثّر؟

أقبّلت منكم صديقا ...

ولم أعتذر في الصّباح؟!

لماذا، إذن تسقطون

وما كلّ هذا الصّياح؟!

أأزعجتكم يا بنات؟!

ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟

أقلت كلاماً جميلاً...

على شامةٍ فوق خدٍ جميل

ولم أطلب العُذر قبل المساء؟

لماذا

إذن

يا نباتُ

تهيج على صدرها في الربيع

وتأوي إلى معطف في الشتاء؟!

أأزعجتكم يا رفاق؟

أقلت كلاماً صحيحاً عن الحزب، من نوع: أن

على الحزب، ألاّ يكون، صغيراً

كحبّة سكّر

وألاّ يكون كبيراً

كقطعة سكّر

لكي لا يذوب بقهوتهم

كلّما سقطوا وأفاقوا؟!

أأزعجتكم يا مرايا الجدار؟

أهشّمت منكنّ واحدةً بعد عيبٍ تراءى

على علّة الخلقِ فيّ؟

إليّ

عدوّي الذي في الزّجاج .. إليّ

إليّ

لساني الجريح

فمي .. ويديّ

إليّ... إليّ ....

وكونوا جميعاً دعاءً عليّ

حرامٌ عليّ مدائنكم

من الآن لن أشرب الماء فيها

سأُهدي حياتي إلى جثّتي

وقبري إلى قريتي

وقلبي

إليك

- إذا شئت –

يا وطني

يا عدوّي!

               

            ***********************

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى