اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر خديجة عبد الحي بن التاب بقلم د فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



خديجة بنت عبد الحي




ولدت الشاعرة خديجة بنت عبد الحي في سنة \ 1965 م في منطقة (المذرذرة ) من ولاية ( التررازة ) في ( موريتانيا ) وتلقت تعليمها الاولي في بيت والدها العلامة عبد الحي ولد التاب الذي كان عالما جليلا ألف في العلوم الفقهية والعربية وكان شاعرا بليغا ثم التحقت بالتعليم النظامي وحصلت على شهادة الباكالوريا وواصلت دراستها وتخرجت من المدرسة العليا للتعليم حيث عملت مدة بعد تخرجها في حقل التدريس وثم عملت أمينة مكتبة بالمكتبات المرتبطة بوزارة الثقافة ثم انتقلت الى الجزائر فعملت مدرسة في المدارس الثانوية الجزائرية .


حضرت لدرجة الدكتوراه في الأدب العربي الا انها حضرتها الوفاة فتوفيت قبل مناقشتها فقد وافتها المنية رحمها الله في عام 2004 بعد معاناة مع المرض في عام 2003 وهي في عز الشباب ولم تبلغ الاربعين من العمر .

لقد كانت خديجة بنت عبد الحي كاتبة وأديبة وشاعرة وصحفية ولها نتاج كثير في الشعر والنثر غزير نشرت قسما منه في كثير من الصحف المحلية والعربية مثل صحيفة الشعب وصحيفة الشروق وصحيفة المحيط ووصحيفة الموكب الثقافي ووصحيفة الرباط الثقافي وغيره كثير ولها كذلك كتابات في مجال القصة والرواية، كما لديها ديوان شعري وايضا في مجال الكتابة الصحفية وقد صدر لها كتاب بعنوان (نقوش على جدران الحافلة) يحوي ما يقارب الثلاثين مقالا صحفيا في اغلب المجالات الفكرية والأخلاقية كتبت فيها عن المرأة وعن القيم وعن الأخلاق والسلوكيات السائدة في المجتمع وعن التربية وعن الفكر والحرية والأدب، وغير ها من الموضوعات المهمة،وقد طبع هذا الكتاب في حياتها عام 1999م

يتسم نتاج الشاعرة خديجة بنت عبد الحي بقوة اللغة والتجديد في الأساليب المعاصرة او المعاني الشعرية وخيالاتها الشعرية فقد كتبت مختلف الأنماط الشعرية بداية من الشعر العمودي والشعر الحر ومن شعرها العمودي هذه القصيدة(فرحة اللقاء ) تقول :


داعبتْ فرحةُ اللقاءِ جنَاني
وانبرى سحرها يُناغي بياني

بشَّ في وجهنا الزمان فكانت
فرحة العمر وانبلاج الأماني

دغدغ الحب فوق أوتار قلبي
ساريا في دمي كهمس الأغاني

كل حرف أحسه في انجذاب
لأخيه بالود يلتحفان

كلمات الترحيب تركض سكرى
مثلجات الصدور تحنو دواني

مرحباً مرحباً, وأهلاً وسهلاً
أخواتي على ربا موريتان

قد شربنا المدام من سكرة الأفـ
ـراح وانهلّ شعرنا كالمثاني

نتعاطى في شرفة اليمّ كأسا
قدُسيا مشعشعاً بالحنان

وتغني بلابل البحر لحنا
رددته جدران غُرِّ المباني

بوركت نجعة التوحد هذي
بلسما للجروح مما أعاني

نجعة في قلاع عقبة مرت
حلما أخضرا لبضع ثواني

نخلة ها هنا أنا أخواتي
كبريائي تأبى قيود الهوان

تركتني أمي هناك لأرعى
عهدها في الربا, وأحمي المغاني


وكانت من أوائل الشاعرات الموريتانيات اللواتي اشتهرن بشاعريتهن بجدارة وتفوقن على النقد الادبي بالإبداع بشهادة النقاد المعاصرين. و كان لها حضور وتواجد كثيف في الساحة الشعرية وشاركت في مختلف المهرجانات والمناسبات الوطنية، وقد نشرت بعض قصائدها في (معجم البابطين) الذي صدرعن هيئة (البابطين الادبية )في الكويت في أواخر التسعينيات. ومن شعرها الحر قصيدة (الأرجوحة) تقول فيها :

وأتيت أسقي النخلة الفيحاء

يكبر ظلها في داخلي

وتضيع صورتها في الأفق المكفن في الغيوم

أبحرت أشرعتي حباب الرمل في الريح السموم

نبض تواتر في غرام تمزقي

إعصار أمسى في تهدج لجه بلج الأصيل

يخبو صداه على مشارف زورقي

عينان تستبقان في الأفق السحيق

ثقبان يحترقان فى الأفق الغريق

بيني وبين أكومة الرماد ....

يتثائب الإعصار من حين لحين

ومن شعرها قصيدةSad أنشودة الصحراء ) نقتطف منها :

أسكـــــــب الـصـــــــمت معـــينا يــولـد
كــــل مـــــا مـــــات أراه يـــــولــــــــــــد

عـــبـــق الذكـــرى تـنامـــــى حلمـــــــا
يـــــــــتــغـــــــــــنــى في فـــضــاها الــهدهد

فـــعشـــقـــت البـــحـــــــر والصــــحرا
إذا بــــعيـــــــــون الصــــخــــر إذ تـــســتـورد

وصـــــــــدى "ديـلـــول" يـــحـــدو نــوقـه
مــــــرقـــــبـــــات فــي فـــضـــاها تـرصد

وعــــــنـــــاق الــــنــخـــل يـحـمـي أفــقــى
يــــتــــجلـــى فـــــي فــضــــاها الســــؤدد

وخــــــــيـــــامـــا خـــــفـــقــت أطــــنـــابها
يـــــــضـــرم الحــــب وقـــلــبـــي مـــوقـــد

ورأيـــت البدر قــــرصـــا نــــــــــابــــضـا
وضـــــــــفـــــاف البـــــحــــر رمـل مـزبد

شـــــــــاطـــــئ الــــبــــحر حــصـــاه لؤلؤ
هـــــــــذه الآمـــــــال لا تــــســـــتـــنفــــد

أفـــــــــق الصـــــــحــراء مـــــــا أروعه
غـــــضــــة والــــبـــدر فـــــيهـــا يــشــهد

ومن ومن روائع اقوالها :

( إن كل ما يحصل عليه الإنسان بدون جهد ينبغي أن ينظر إليه نظرة تحفظ ومراجعة فثمة حقيقة ثابتة هي أن الإنسان يأخذ بقدر ما يعطي فإذا ظل يأخذ بدون أن يعطي تردى في هاوية الذل والتبعية و وحرم من نسيم الحرية أحرى أن ينعم بالسعادة التي هي غاية تطلب فلا تدرك.)

تقول من شعرها الحر :

... فبالأمس زارت جحافل زرق العيون
من الغرب تمتص ماء الغصون
تُناول سما بطعم الرحيق
وحلوى بطعم الحريق
فأغلقت كهفي علي ولذت بنوم عميق
***
أطلت الهجود
بليل الكهوف
أناجي الضريح وأدعو المطر
وأحرس سجادتي رغم كل الظروف
***
عراجين نخل أبي ذاويه
يحاصرها الرمل في ساحة الكهف
فتحنو على واحة الذكريات
وسجادة الأم ضاعت
فأين تكون؟
***
ولكنني ضعت بين الدروب
وبين الطلول وقاع السراب
فيا زورقي أين منك الشراع؟
شراع يهز القلاع
ويبني القلاع

وتقول:

طارت الخيمة خلف الزوبعه
نضب الينبوع من عين السحاب
وبقينا ننزح البئر الضنينه
تترامى تحت أقدام الحصى
قطرات من عيون الضارعين
حمما نامت بشطآن الضريح
مرقصا للجن في ليل الشتاء
***
وسألت الرمل عن أطلال قومي
قال: أيضا سافرتْ
وسألت الهدهد الراحل عني
فرّ مني هدهدي إذ قال إني لم أعد أسطيع ذبحه
***
هبط الطائر من كف السحاب
معلنا لي أن إكسير الجروح
في يد الجني مبتور الذنب
ودعاني للنزول
بين أكوام الرماد
نزل الطائر بي في ساحة الجن سبيه
ودعاني سيدي للمائده
سيدي يخبرني أن سوف يعطي
سوف يعطي الأمر للغيث بأن ينزل في أرضي البعيده
سوف يعطي الأمر للتفاح أن ينبت في صحراء قومي
عند ما أعمل في القصر وصيف

من الشعر العمودي تقول :
:
أأشند الشعر والحرف الجريح خبا
في ترعة من جليد الصمت منتحبا؟!

ما باله مبحرا في فلك أخيلتي
يمتص من وجعي ما ظل محتجبا

يدق باب القوافي هل سيمهلني
حتى أرتب أشيائي واحتجبا

الكلمة الغرقى بحنجرتي
هواتف تخنق الإلهام إن سكبا

من أين أسكب في كأس الرضيع حلبيا إذا
يبكي حليبا وهل يعطي البكا نخبا؟

من أين أستل للطفل الرغيف إذا
يأوي أصيلا يناجي الحظ مكتئبا؟:

أم كيف أنسج من فيض الحنان كسى
تقي الوليد سياط البرد إن غضبا؟

تحدرت دمعات البؤس من حدق
غرقى بليل هموم مضرم لهبا

يمشي الغراب بها إذ يستزيد
دما حمام الربا ما زال مختضبا

داري همومك بالصبر الجميل أما
علمت أن على أنشودتي رقبا؟

ومن جميل ابياتها :

الخط يبقى زمانا بعد موت كاتبه
وصاحب الخط تحت الترب مدفونا

واضيف ان الشاعرة استطاعت الخروج من بيئة محافظة متحدية كل السلبيات الاجتماعية شريفة نقية موظفة رصيدها الثقافي في خدمة بلدها والإشادة به في العديد من المناسبات الوطنية والدولية فهي من أهل الوفاء، الذين تجشموا عناء التعب والجهاد في سبيل اعلاء كلمة الادب العربي والجوهر الإنساني بقدراتها الفكرية والجسمية،وكانت بعيدة عن بالفروق الطبقية وكان سبيلها دوما سبيل المعرفة في العطاء الشعري والأدبي.
واختم بحثي بقصيدتها (نجـوى الأصـيل) تقول فيها :

حلمٌ تململَ بالأصيلِ ولم تزلْ

أصداؤُه لحناً تموَّج واضمحلْ

وصدى التماس حائر متردد

في قمقم الإهمال يثلج بالملل

جزر كأوكار السعالي تحتمي

في ظل عفريت كنحس قد أظل

يرمي الهدايا ضاحكاً فكأنها

قطع من القلق المركّز كالوحَل

لا در يُرجى في وهاد أترعت

من نقع طير الشؤم تهوي كالظلل

تنفي تراتيل الهجود بقيحها

وتذيب ملح الرفض في لجج الصحل

ما في الخطابات الطويلة سلوة

خسئت خطابات الحديث المرتجل

جرع مهدئة تزيد عناءنا

مهما بقينا وحدنا حول الطلل

يتهجد الأشباح في محرابها

مستغفرين بحمد عفريت الدجل

وخيوط نسج الوهم في أيديهمُ

خاطوا الحجاب بها على وهْج المقل

لتظل من خلف الستائر زمرة

في الكهف لا يدرون ماذا قد حصل

يلهون في أودية درجوا بها

واستعذبوا فيها أفانين الزجل

. اميرالبيان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز

**********************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى