اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر سركون بولص بقلم د فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin



الشاعر سركون بولس

بقلم د فالح الكيلاني

هو سركون بن بولص الاثوري الكركوكي من العراق

ولد سركون بولس عام 1944 بالقرب من (بحيرة الحبانية) في العراق والتي تبعد قرابة \80 كم عن بغداد غربا باتجاه سوريا وبها نشأ ودرس الابتدائية فتعلم القراءة والكتابة فيها.

انتقل الى مدينة ( كركوك ) في سن الثالثة عشرة مع عائلته ، وبدأ كتابة الشعر، وشكل مع نخبة من الشعراءمنهم : فاضل العزاوي ومؤيد الراوي وجان دمو وصلاح فائق جماعة ادبية اطلق عليها (جماعة كركوك). وبرز في حينها أسماء عدة من العراقيين الناطقين بالسريانية مثل الشاعر الأب يوسف سعيد والشاعر العبثي جان دمو حيث عمل حين وصلوا إلى بغداد في ستينات القرن الماضي الى تغيير خريطة الشعر العراقي.

وفي سنة \1961 نشر بعض قصائده في مجلة (شعر ) اللبنانية

وفي سنة \ 1966 توجه إلى بيروت سيراً على الأقدام، عبر الصحراء.و قصد المكتبة الأميركية، طالباً أعمال(آلن غينسبرغ ) و(جاك كرواك ) وآخرين، وأعد ملفاً عنهم في مجلة (شعر) . وفي بيروت التي كانت افضل نهضة ثقافية، انكبّ على الترجمة ، أسهم في رفد المكتبة العربية بترجمات مهمة وأمينة لشعراء معروفين ونشرتها بعض المجلات العربية مثل مجلة (شعر )و( المواقف) و( الكرمل ).

انتقل في عام \1969 الى (سان فرانسيسكو) ب(الولايات المتحدة الامريكية) حيث التقى بجماعة ال( بيتنيكس) أمثال الادباء : كرواك وألن غينسبرغ، وغريغوري كورسو،و بوب كوفمن، ولورنس فيرلينغيتي، وغاري سنايدر، وعقد صداقات معهم. ثم اخذ يتنقل بين أوروبا وأمريكا، ووحصل في (المانيا ) على عدة منح للتفرغ الأدبي، وصدرت له ثلاثة كتب بالألمانية،Sadغرفة مهجورة)، (شهود على الضفاف ) و(قصائد وخلال الأعوام التي قضاها هناك، بقي سركون مخلصا للشعر ولترجمة الشعر، وأثناء تلك الإقامة الطويلة التي قرر أن ينهيها بالذهاب إلى أوروبا، خصوصا إلى لندن وباريس وبرلين حيث حصل على عدة منح للتفرغ الأدبي،الا انه لم يتخلص من لهجته البغدادية وبقي ذلك الشاعر القروي القادم من كركوك ذو النكهة العراقية الاصيلة .

وقد دعي للاشتراك في مهرجان المربد الشعري عام 1986 حيث التقيت به في ايام المهرجان في بغداد وفي ديالى عندما زار ادباء المربد حافظة ديالى ضمن ايام المربد فالتقت بهم في منطقة ( صدور ديالى ) وقرية ( النبكية) وقرية( الدوجمة) في الخالص فوجدته شاعرا فحلا ومفكرا وشخصية لامعة في سماء الفن والادب يتمتع بروح مرحة وفكر متفتح وشاعرية فياضة وكان الشعر قد ترك شيباته على راسه فبانت بيضاء زادته وقارا .

يعد الشاعر سركون بولص من المترجمين العراقيين المتمكنين من فن الترجمة، إذ رفد المكتبة العربية بالعديد من ترجماته الأمينة لاشهرادباء وشعراء الغرب

وبالإضافة إلى الشعر، كان سركون بولس رساما ماهرا، وقد شارك بعدة معارض في (سان فرنسيسكو)، حيث رسم العديد من اللوحات الزيتية، وهي لوحات جميلة تشبه شعره كثيرا، وتوحدها تلك النغمة الغامضة التي تحمل في أعماقها أسرارا لا زالت تبحث عمن يفك شفرتها او يزيل غموضها ويقدمها.ناضجة ندية للقارئين بلا عناء .

اصيب سركون بولص بمرض السرطان خلال وجوده في الخارج وبعد صراع مع هذا المرض الفتاك ، توفي في( برلين) المانيا صباح الاثنين 22 أكتوبر 2007 . وبهذا اسكت الموت صوتا شاعريا من اصوات الشعر العراقي والعربي او قل العالمي ايضا .

صدر للشاعر سركون بولس عدداً من الدواوين الشعرية والكتب المترجمة التي اثرت المكتبة العربية منها :

الوصول الى مدينة اين .
حامل الفانوس في ليل الذئاب
إذا كنت نائماً في مركب نوح
الوصول إلى مدينة أين
الحياة قرب الأكروبول .
رقائم لروح الكون - قصائد ترجمة
غرفة مهجورة مجموعة قصصية باللغتين العربية والألمانية،
شهود على الضفاف. سيرة ذاتية
العقرب في البُستان
هناك في ضياء وظلمة النفس والآخر - مترجم
عظمة أخرى لكلب القبيلة
النبي جبران خليل جبران –مترجم
يوميات في السجن- مترجم
شاحذ السكاكين بالانكليزية
مع مقدمة للشاعر أدونيس، عن مجلة ( بانيبال)

ان لتحولات الشعرية في قصائد سركون بولص ارتهنت بتحولات وعيه العميق،فقد ادرك مبكرا هواجس القصيدة الجديدة واسئلتها، اذ التمس ماحملته قصائد جماعة (البيتنكس) نوعا من الدهشة التي اثارت لديه شجن البحث عن الحرية العميقة، حريته الشخصيته وروحه اللائبة، التائهة (كاي اشوري) فيبحث عن ملحمة وجوده الشخصي، وهذا النزوع الى هاجس مطاردة ملحمته الشخصية هو اكثر البواعث النفسية والوجودية التي دفعته لبحثه عن الموت، وكأن هذا الموت هو حياته الاكثر بهجة والاكثر اشراقا، فهو يكتب بلغة شفيفة، مفتوحة، متراخية مرثاته للعالم، للجسد، للذة، للبلاد، للمنفى، للاصدقاء الذين يرحلون عنوة. يقول :
(حبلُ السُرّة أم حبل المراثي؟
لا مهرب: فالأرض ستربطنا إلى خصرها
ولن تترك لنا أن نُفلت، مثل أم مفجوعة، حتى النهاية
كل يوم من أيامنا، في هذه الأيام، جمعة حزينة
ويأتيني في الجمعة هذه خبرٌ بأن البريكان
مات مطعوناً بخنجر في البصرة
والقصيدة عنده بدت اشبه بقطعة الارض المباحة، تحتاج الى بعض الامور لتحظى بشرعيتها ونوع ملكيتها، فهو لم يؤمن بزمن الشعراء الكونيين، بقدر ايمانه بزمن الشعراء الموتى. هذه الهواجس اخذت تطارده كثيرا، تدخله في علاقات مربكة، وربما تضع قصيده وكأنها نداؤه العميق الذي يسحبه الى غوايات من السحر الروحي والوجداني ليهب عزلته نوعا من التوهج، واحيانا نوعا من العفوية لانها ترهن نفسها لوعي الشاعر ولتحولاته، واحيانا لصوته الانسي العميق الذي لاتبدو فيه الرموز والاستعارات حاضرة بقوة قدر حضور الوقائع واشاراتها، فتاتي مكتظة بمراثي الانسان وحروبه وميتاته العبثية. يقول :
كم ساحة معركة
مر بها تصفر فيها الريح
عظام الفارس فيها اختلطت بعظام حصانه والعشب
سرعان ما أخفى البقية
نار تتدفأ عليها يدان بينما الرأس يتدلى والقلب حطب
هو الذي بدأ بالتيه في العشرين
لم يجد مكاناً يستقر فيه حتى النهاية
حيثما كان، كانت الحرب وأوزارها
و في قصائد نلاحظ ثنائية الموت والحياة والحضور الغياب اكثر تجليا، لانها الحافز على الاستعادة،وتعد المثير النفسي على استحضار صراعات عميقة تجعله دائما غارقا في التهيج الذي يمثل معادلة نفسية تغمر احساسه يقول في احدى قصائده :
أصغي
لكي أسمع الصحراء تغنّي
وليس صهيل أمريكا المتعالي كألف حصان جريح
من حولي، إلي عصر آخر سَفّته يدٌ قويةٌ من الرمل
في ذلك الفم الفاغر للزمن حيث الأطلالُ
دائماً بانتظار المناسبات

واختم بحثي بقوله في قصيدته الكمامة حيث يقول :

اليوم أريد أن تصمتَ الريح
كأنّ كمّامة أطبقَت على فَم العالم
الأحياءُ والأمواتُ تفاهموا
على الإرتماء في حضن السكينة.
لأنّ الليل هكذا أراد
لأنّ ربّة الظلام، لأنّ ربَّ الأرْمِـدَة
قرّرَ أنّ آخرَ المطاف هذه المحطّة
حيثُ تجلسُ أرملة وطفلتها على مصطبة الخشب
بانتظار آخر قطار ذاهب إلى الجحيم، في المطر

اميرالبيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز


**************************



https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى