الشاعرعبد الحي بن البات
بقلم د فالح الكيلاني
. ولد في جنوب غرب موريتانيا، احدى ضواحي مدينة ( نواكشوط ) عاصمتها .
نشأ عبد الحي بن التاب في رعاية ثقافة الزوايا ذات الطابع الديني والتراثي العربي،
فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الإسلامية العربية عن علماء المنطقة، فدرس اللغة والنحو والأدب والفقه والأصول
مارس التدريس في المحضرة، والإفتاء والتأليف، كما مارس التجارة في تجواله .
توفي عبد الحي بن البات عام 1984 في نواكشوط
ترك لنا مؤلفات ثقافية وشعرية منها الاتي :
- *ديوان شعر حققته ابنته، الباحثة خديجة بنت عبدالحي -بغية الحصول على شهادة الكفاءة في التدريس بالتعليم الثانوي .
* دراسة في عروض الشعر الحساني (العامية الموريتانية)، وله منظومات وشروح في النحو والأنساب والفقه.
. تتسم قصائده بالإيجاز، وتأثره باللغة العربية وبلاغتها وتظهر المفردات الشائعة في الشعر القديم واضح في شعره ، فضلاً عن العناية بمطالع قصائده ومقاطعها . وقد قال الشعر في مختلف الفنون الشعرية : المديح النبوي، والاستعطاف،والغزل، والرثاء، والفخر، والإخوانيات، وقد حاول الملاءمة بين موضوع القصيدة ولغتها ، فيما ضمِّن أبيات قصائده اقتباسات من معاني القرآن الكريم والحديث الشريف وخاصة عندما تكون في موضوع ديني ومن شعره هذه الابيات :
يَسِحُّ الـدمعَ فــــــــادْعُونِي
أهل الحق كُنْتَ لهم عمادا
لئن هـبَّت خرائدُنـا تَهــــــــــــــــادَى
هَمَى جفـنـي وقـد هجـر الرُّقـــــــــــادا
خرائدُ كـالجُمـان وكـــــــــــــــاللآلِي
تَرَكْنَ سداد كلِّ حِجىً فســـــــــــــــــادا
إذا هُنَّ ابتسمـن لـذي ارعـــــــــــــواءٍ
عـلى العِصْيـانِ حـيـنئذٍ تـمـــــــــــادى
بذي أشـرٍ مـنـابته تـراهـــــــــــــــا
حَكَتْ حُمَمَ الـبَشـامِ ضُحًى ســــــوادا
تَرَى أَثَرَ اللِّبـاس وهُنَّ بـــــيضٌ
عـلى الأجْســـادِ تَحْسَبُهِ مِدادا
فَدَعْ تذكـارَهُنَّ وسِرْ صـبــــــــــــــــاحًا
إلى بـاب الأمـيرِ تَرَ الـمـــــــــــرادا
يـمـيـنًا بـالـذى خلق العبـــــــــــادا
ومـن جعـل الـبـلاد لهـم مهــــــــــادا
ومـن جعـل الرواسـيَ مُثْبتــــــاتٍ
وطـوَّق فـوقهــــــــــــــــا سبعًا شدادا
لـمـا عَدِمَ امـرؤٌ يـومًا أُنـيـــــــــــخت
نجـائبُه ببـابك مــــــــــــــــا أرادا
عطـاؤك لا يُخَصُّ بـه زمـــــــــــــــــانٌ
فلا رَجَبًا يـخــــــــــــــــصّ ولا جُمَادَى
وكـمْ يـومٍ تـركتَ عـلى النصـــــــــــارى
معـايـنةً حصُونُهُمُ رمــــــــــــــــــادا
وإن نـاديـتُ بـاسمك يـــــــــــــومَ رَوْعٍ
تسـاقطتِ الكُمـــــــــــــــاة إذن فرادى
ودأبك أنْ تذبَّ عـن الزوايـــــــــــــــا
ولـم تأخذ يـداك لهـمْ لُبـــــــــــــادا
وأهلُ الجـور كـنـت لهــــــــــــم كَنُوداً
وأهلُ الـحق كـنـت لهـم عِمــــــــــــادا
وولاَّك الإله، وأنــــــــــــــــــت أهلٌ
لهـا قُدْمًا لأمـرك لا عـنـــــــــــــادا
ومـن رأس الكُدى مهـمـا أتـانـــــــــــا
صراخٌ مـا الـمفرُّ ومـن يـنــــــــــــادى
وذا بـيـتٌ تضمّنه مقـالـــــي
بـه ذَرِبٌ مـن القـدمـاء شـــــــــــــادا
وإن نـاديـتُ بـاسمك يـــــــــــــومَ رَوْعٍ
تسـاقطتِ الكُمـــــــــــــــاة إذن فرادى
ودأبك أنْ تذبَّ عـن الزوايـــــــــــــــا
ولـم تأخذ يـداك لهـمْ لُبـــــــــــــادا
وأهلُ الجـور كـنـت لهــــــــــــم كَنُوداً
وأهلُ الـحق كـنـت لهـم عِمــــــــــــادا
وولاَّك الإله، وأنــــــــــــــــــت أهلٌ
لهـا قُدْمًا لأمـرك لا عـنـــــــــــــادا
ومـن رأس الكُدى مهـمـا أتـانـــــــــــا
صراخٌ مـا الـمفرُّ ومـن يـنــــــــــــادى
وذا بـيـتٌ تضمّنه مقـالـــــــــــــــــي
بـه ذَرِبٌ مـن القـدمـاء شـــــــــــــادا
تزوّدْ مـثلَ زاد أبـيك فـيـنـــــــــــــا
فـنِعْم الزادُ زادُ أبــــــــــــــيكَ زادا
وقـاك الله مـن حسد الأعـــــــــــــادي
وكـيـدِهـمُ، وألهـمك الرشـــــــــــــادا
بجـاه شفـيعـنـا صلّى عـلـيـــــــــــــه
وسلّم ذو العطـاء ولا نفــــــــــــــادا
واختم بحثي بقصيدته ( وداع الحياة) يقول فيها :
ألـمْ يَأن لـي هِجْرانُ ذي نُضْرَة الْــــــــخَدِّ
وذي الـمبْسَم الألْمـى وذي الفـاحــم الجعْد
أَبعْد بـيـاض الرأس أرقُبُ مسكـــــــــــنًا
سـوى القبرِ إنـي إنْ فعـلـت لــــــذوزهد
تَأَهَّبْ لِبَغْتِ الـحَيـن واعْنَ بأمـــــــــــره
فـمـا هـو آتٍ لـم يكـن عـنه مـــــــن بُدّ
يـخبِّرنـي شـيبـي بأنـيَ مــــــــــــــيِّتٌ
وشـيكًا وإنَّ الشـيبَ لا شكَّ ذو جد
ويكفـي مـن الإنذار فقـدانُ إخـوتـــــــي
وأمـي وفقـدانـي أبـي قبــــــــــله جَدِّي
وفقْدي لِداتـي والـمعـاصرَ والــــــــــذي
مـن كـــــــرامٍ ذوي المجـــــد
فكـيف وقـد شـــــــــــــــاهدتُ ذلك كلَّه
أحنُّ إلى نجـدٍ دعـانـيَ مـن نجـــــــــــد
فسـوف يُرَى جسمـي عـلى النعـش مســرعًا
لـيـدفعَه عـمـا قــــــــــــريبٍ ذوو ودّي
وأُوضَعُ فـي خدٍّ مـن الأرض ضـــــــــــــيّقٍ
فـيـا ربِّ لطفًا حـيـن أُوضع فـي اللـــــحد
حنـانَيك يـا ربـي لضعفـي وزلـتـــــــــي
فلُطْفُكَ يـاذا الفضل أنفعُ مـا عــــــــندي
بأسمـائك الـحسنى دعـــــــــــوتك مخلصًا
لـتغفرَ لـي جهلـي وتغفر لـــــــــي عَمْدي
إذا كـان «عبـدُالـحـيِّ» بـالـذنـب مــوثَقًا
فلا تعجـبـوا أن يغفر الـحـيُّ للعبــــــد
فسدِّدْ لسـانـي فـي الجـواب لسـائلـــــــي
بأنـيَ عبـدالـحـيّ ذي الرحـــــــمة الفرد
وأشهد أن الله لا ربَّ غـــــــــــــــيرُه
قـد برأ الأكـوانَ طُرَّاً بـــــــــــلا نِدّ
_
نَبِيِّي شفـيعُ العـالـمـيـن محـــــــــــمّدٌ
دلـيلـي كتـابُ الـمـصطفى الفـاتحِ الـمهدي
ولـم تك عـندي غـيرُ عفـوك حــــــــــيلةٌ
فإن ذنـوبـي لـيس تُحصر بـالعـــــــــــدّ
ولكـنَّهـا فـي جنـب عَفْوك لـم تكـــــــــن
سـوى عَدَمٍ مَحْضٍ وكـالجـوهــــــــــر الفرد
امير البيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني
العراقد ديالى - بلدروز
**********************************