اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر محمد المهدي المجذوب بقلم د فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin


محمد المهدي المجذوب
بقلم - ذ فالح الكيلاني
محمد المهدي المجذوب هو ابن الشاعر والمعلم ، و الحافظ العلامة العابد المتصوف الشيخ محمد المجذوب ، بن الفقيه محمد ، بن الفقيه احمد ، بن الفقيه جلال الدين ، بن الفقيه عبد الله النقر ، بن طيب النية الشاذلي الفقيه حمد ، بن الفارس الفقيه محمد المجذوب يرجع بنسبه الى العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه ينتسب الى قبيلة (الجعليين ) في السودان
ولد محمد المجذوب عام \1919 بمدينة ( الدامر ) بالولاية الشمالية من السودان ونشأ وتربى في (الدامر )، وحفظ القرآن الكريم مبكرا في التاسعة من عمره ولا غرابة فى ذلك فوالده هو العالم الحافظ الفقيه محمد المجذوب ، ووالدته العالمة الحافظة مريم بنت الحاج عطوة ، كانت تحفظ القرآن وتدرّسه .
ودرس الشيخ المجذوب في مدرسة( بربر) التي أنشئت في أوائل الحكم الثنائي ومنها انتقل إلى كلية (غردون (.فتأدب على يد الأستاذ (عبد الرؤوف سلام) فكان الشيخ المجذوب ثمرة ناضجة من ثمرات هذا الأستاذ الكبير ثم عمل الشيخ المجذوب فى معاهد التعليم الحكومية المختلفة تخرج من الكلية ارتحل إلى الخرطوم للتحصيل الدراسي،
وتخرج من قسم المكتبة كاتبا ثم عمل محاسبا في حكومة السودان وتنقل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب متنقلا بين العديد من المدن السودانية اذكر منها : سواكن ، ومدني ، وعطبرة ، والخرطوم ، وأم درمان ، واستقر به المقام في كلية (غردون) بالخرطوم سنة 1921
حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1944م . الا انه أمضى بعد التقاعد فترة يدرس في المعهد العلمي في (أم درمان) ، ثم انتقل إلى (الدامر)التي احبها وكان دائم الحنين لها وقال فيها:
امسح وجهى فى ثراها وأنها
لكل حريب امنة وذمام
أبى أيها المجذوب غوثا ونجدة
فقد مضني هم وطال سقامي
وأسس فيها المعهد العلمي الأوسط الذي تحول إلى مدرسة تحمل اسمه ، كما أسس مسجدا جامعا يدرس فيه القرآن الكريم وعلومه
نظم الشيخ المجذوب الشعر وكتب النثر،فكان من المكثرين في الشعر فأخرج عدة دواوين شعرية، وكان نشطا في أبناء جيله فحرر وكتب في عدة مجلات وصحف سودانية وعربية وكان مجيدا للغتين العربية والإنكليزية فعمل عدة حوارات مع اذاعات محلية وعربية وعالمية. كما قدم لعدد من الكتب والدواوين الأخرى وفي صوفيته يقول :
خدين الصبا أين الليالى مضيئة
هنالك في كنز من الأمس مـقفل
أتذكر نـارا أوقدت عند خلوة
عشاء تغنى بالكــتاب المــنزل
وارجها الحـيران حتى تلفتت
وألقت على الألواح أنظار اجدل
ويرقـبنا شـيـخ على كل قارئ
له أذن تحصى حـروف المرتل
ونصدح بالإنشاد فى ظل خاشع
مضيئ العشـايا ذكر متــبتل
ومن قصيدته في الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم المطولة اقتطف هذه الابيات :
ب أرسلت يتيماً
قام بالحق رحيماً
قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديماً
وهنا في الجانب الآخر سوق
هو سوق (الزلعة)
وبه طبل وبوق
من صراخ الرغبة
حفلت دولته في (حلة)
سلبت كل العيون والظنون
كيف لا يا لذة الليل ويا أم الفتون
ربها قلّب عينيه خطيباً في الجماهير الغفيرة
مرسلاً من ناره ريح شواء
تتهادى في الفضاء
بنداء لم يجد فينا عصيا
ودعانا .. ثم حيّا .. وتهيّاً
أسس مع الأستاذ محمود محمد طه ورغم صوفيته ( الحزب الجمهوري)في السودان الا انه كان يدعو الى استقلال السودان وكان ديمقراطية وضد الطائفية وناضل ضدالاستعمار الانكليزي وقد اعتقل مع رفاقه في الحركة السياسية السودانية وكان من الداعين بفصل السودان من مصر له في ذلك قصائد منها قوله :
محمود يلمع في عماية كوبر
مثل الهلال وضاءة ونحولا

قلبت يا وطني السيوف جميعها
ولا يزال المجذوب المأمولا
، توفى الشيخ محمد المجذوب بمدينة (الدامر) في السودان مسقط راسه في سنة \ 1976م .
ترك محمد المجذوب تراثا من الشعر والنثر منها مايلي :
1- ديوان نار المجاذيب
2- ديوان الشرافة والهجرة
3- ديوان منابر
4- ديوان شحاذ في الخرطوم
5- ديوان تلك الاشياء
6- ديوان القسوة في الحليب
7- ديوان اصوات ودخان
8- ديوان غارة وغروب
9-مطولة البشارة والغربان
وكذلك شارك في مجلات عدة منها :
(النيل) و(هنا أمدرمان) ومجلة (الشباب والرياضة) وغيرها من المجلات السودانية، وعربيا نشر في المجلات (دار الهلال)المصرية و(الدوحة) البحرينية ومجلة (الآداب) البيروتية
ويقول عبد الله الطيب عن الشيخ المجذوب ( الشيخ محمد المجذوب مقل ، إلا أن نثره جيد بليغ ، أصيل في باعه ، ولا يزال المجذوب يوافينا به من حين إلى حين من المذياع أو في مجلة المعهد العلمي كقوله::
- أيها الطالب اعلم أن الأدب من موجبات الوصال والقرب ، ومن حرم الأدب بعيد ما تدانى في زعمه ، واقترب في وهمه ، ومن فضيلة الأدب أنه يلحق من لا نسب له بذوي الأنساب ، فيصير الوضيع رفيعا والدنئ شريفا فعليكم أيها الأبناء بالتمسك بالآداب الرفيعة فان ملاك الشيمة الأدب ، وهو ثمرة العلم ، فمن لم يستفد من علمه أدبا وتهذيبا فلا خير في عمله ، وهو في حكم الجاهل)
الشيخ مجذوب يعد من الشعراء المجددين في الشعر العربي والسوداني ومن جيل ما بعد رواد النهضة الشعرية الادبية السودانية والعربية مباشرة وله شعر رقيق العبارة ، تعددت موضوعاته ولكنه بحكم تربيته الدينية اكثر من الشعر الصوفى ، قال فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم:
سجع البلابل فى الاسحار اذكرنى
احباب قلبى فاسجانى واسهرنى
فبعت منه الكرى بالسهد مغتبطا
وقد هجرت لذيذ النوم والوسن
ومن قصيدة ( غروب) اقتطف هذه الابيات
شباب وريق في ذبول مشيب
وصبح أنيق في رماد غروب
غدير يدور الليل من كل جانب
عليه ولم تظفر يداه بكوب
إلى الشمس فانظر تلقم الليل ثديها
عقيم الهوى من حسرة ونضوب
أأحبلها يأس قديم بضوئه
فجاءت بصبح أنكرته غريب
تبرأ منها الكون أما صريعة
فما مسها ستر الدجى بمغيب
تلوح لم تمسك بشيء صياحها
شرار نجوم في دجون غيوب
وتنفضها عن أسها كل قنة
تهاوى دمع في الرحيل سكوب
سكون الدجى يسجو ويصغي جموده
إلى صرخة في صدره ودبيب
نظرت إلى فجر على الباب واقف
فأجفلت من ضوء عليّ رقيب
وعدت إلى ظل على الرمل ضارب
اسائله عن قسمتي ونصيبي
وقلبي مشتاق على الخوف آمل
يلج ذبيحاً في شباك وجيب
أقلبه في الدمع تقليب ثاكل
ربيبا مضى لم تتله بعقيب
أفارق من عمري ثلاثين حجة
ولم انج في هذا المدى بحبيب
وما ذكرياتي كم توهمت ناشقا
من الورق العافي سرار طيوب
واختم بحثي بقصيدته ( القطار ) يقول :
يحلق الجبل المغروس مبتدرا
إلى السماء تعالي في تعاليها
أنسته زرقتها الوادي وما برحت
صخوره العمي تحو في مراقيها
أجفلت أنقذ روحي، قد تميل به
ريح الدياجر قد هبت غواشيها
يملأن كل حضيض يرتفعن به
إلى الذرى فأعاليها
النجم ريش دياجير يذبحها
أدانيا برق يحطم أبعاد ويلغيها
أبيتُ أسمع نفسي وهي نائية
عني هنالك ممحوا أناديها
يصور الماء بستانا بصفحته
فكيف أمسك أشواقي وأبديها
أيمسخ الليل هذا الكون ملمَسهُ
وليس يطمس آلامي أقاسيها
و بنفسي أشباح منكرة
مجاهل الدجن ذو الأصداء تحكيها
أخشى السكون إذا أصغى لوحشته
تسعى إليّ بحوت من دياجيها
هذي الجبال أثافي تفرعها
قدر السموات رغو النجم يوريها
غد طبيبي ما جربت حكمته
إلا ظنوني آمالا أمنيها
غد تفرس في أمسي يعود به
رمسا هو الرحم القصوي أوافيها
دمي تلوَّن يمحوني تلونه
أنا الغريق بأنفاسي أناديها
ويك التفت حذرا يا قلب معتذرا
إلى الغيوب علي جهل تجاريها
أطرق فربت إطراق رأيت به
عينيك عينيك لا ضوءا وتشبيها
صبح تحجب في ظلماء خابية
تقيد الشمس لم تبرح دواليها
تعر في الخمر لم تكتم حقيقتها
وأنت تطعمها وهما وتسقيها
وما تجرد شيء عن طبيعته
على المخافة بالكتمان يفشيها
فأرقص وترجم وشق الثوب مفتضحا
عجزا ونفسك أستار تعانيها
البحر صارع في الآفاق عاصفة
لم يسمع القاع في مثوه داميها
ما دنت بالنور إلا أنني وهبت
شكري يقدس نعماها ويبقيها
تقارع لمس الأعماق فابتدرت
منها عيون شربنا روح صافيها
طيف تخلف من طيف تمازجه
نفسي ونفسك قاصيها ودانيها
أني ذكرتك بالسوكي إذ وقفت
لنا القضارف تكسوها مراعيها
حييت أزرقها الصوفي هجرته
في نصرة الله بالتقوى يزكيها
وشيخي العابد المكي آيته
كرت على الترك رووا سيف تاليها
يسري القطار بنا قيدا يسيل به
تجيته الحلل القصوى فيلقيها
زادي محياك والسفار قد همسوا
أينا وقمت على روحي أواسيها
أتذكرين لقاء صدفة ظفرت
بطائرين أجابا صوت داعيها
فولا تبيعين ما تدرين ما فعلت
عيناك آخذ منك الفول تمويها
ناولتنيه بكف رحت أمسكها
لما ضحكت يمنيني تأنيها
ولو بقيت لأحيتني سماحتها
طفلا جديدا بلا نفس أداريها
ضيعت روحي في الخرطوم غانية
أبيت أحذر من أعناب ساقيها
نفسي جمال غريب لا ينم
حياء كاسي تخفي لون ما فيها
به ما للسرائر أسواق فنعرضها
حتى نصادف من بالحب يشريها
امير البيان العربي
د .فالح نصيف الكيلاني
العراق - ديالى - بلدروز
.
***************************




https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى