اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شرف الدين ابن الحلاوي بقلم د فالح الكيلاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




شرف الدين ابن الحلاوي



هو شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي الوفاء
بن أبي الخطاب بن محمد بن الهزبر الربعي الموصلي الجندي
بن الحلاوي.

ولد في الموصل سنة\ 603 ثلاث وستمائة هجرية – 1207 ميلادية وفي الموصل شب واكتمل وخدم بالجندية وقيل كان مليحا جميلا ذا لطف وكياسة وظرف وحسن عشرة وخفة روح ، وقال الشعر الجيد الجميل في صباه وشبابهى حتى اصبح من كبار الادباء والشعراء في زمنه ومن قوله في شبابه :

أألقى من خدودك في جحيم
وثغرك كالسّراط المستقيم

وأسهدني لديك رقيم خدٍّ
فواعجبا أأسهر بالرَّقيم

وحتّام البكاء بكلّ رسمٍ
كأنَّ علّي رسماً للرّسوم

سئل أن ينظم أبياتاً تكتب على مشطٍ للملك ( العزيز محمد) صاحب حلب فقال:

حللت من الملك العزيز براحةٍ
غدا لثمها عندي أجلَّ الفرائض

وأصبحت مفترَّ الثنايا لأنني
حللت بكفٍّ بحرها غير غائض

وقبلت سامي كفّه بعد خدّه
فلم أخل في الحالين من لثم عارض

ومن اخباره ماذكره الدمياطي انه سمعه يقول لنفسه :

حكاه من الغصن الرطيب وريقه
وما الخمر إلاّ وجنتاه وريقه

هلال ولكن أفق قلبي محله
غزال ولكن سفح عيني عقيقه

وأسمر يحكي الأسمر اللّدن قدّه
غدا راشقاً قلب المحبّ رشيقه

على خدّه جمر من الحسن مضرم
يشب ولكن في فؤادي حريقه

أقر له من كلّ حسنٍ جليله
ووافقه من كلّ معنّى دقيقه

بديع التثني راح قلبي أسيره
على أنَّ دمعي في الغرام طليقه

على سالفيه للعذار جديده
وفي شفتيه للسلاف عتيقه

يهدّد منه الطّرف من ليس خصمه
ويسكر منه الريق من لا يذوقه

على مثله يستحسن الصبُّ هتكه
وفي حبّه يجفو الصديق صديقه

من التّرك لا يصبيه وجد إلى الحمى
ولا ذكر بانات الغوير يشوقه

ولا حلّ في حيٍّ تلوح قبابه
ولا سار في ركبٍ يساق وسيقه

ولا بات صبّاً بالفريق وأهله
ولكن إلى خاقان يعزى فريقه

له مبسم ينسي المدام بريقه
ويخجل نوّار الأقاحي بريقه

تداويت من حرّ الغرام ببرده
فأضرم من حرّ الحريق رحيقه

إذا خفق الرق اليمانيّ موهناً
تذكرّته فاعتاد قلبي خفوقه

حكى وجهه بدر السماء فلو بدا
مع البدر قال الناس هذا شقيقه

رآني خيالاً حين وافى خياله
فأطرق من فرط الحياء طروقه

فأشبهت منه الخصر سقماً فقد غدا
يحمّلني كالخصر ما لا أطيقه

فما بال قلبي كلّ حبٍّ يهيجه
وحتّام طرفي كلّ حسنٍ يروقه

فهذا ليوم البين لم تطف ناره
وهذا فبعد البعد ماجفّ موقه

ولله قلبي ما أشدَّ عفافه
وإن كان طرفي مستمراً فسوقه

أرى الناس أضحوا جاهليّة ودَّه
فما باله عن كلّ صبٍّ يعوقه

فما فاز إلاّ من يبيت صبوحه
شراب ثناياه ومنها غبوقه

ومدح الخلفاء والملوك ومن ذلك قصيدته التي مدح فيها الملك ( الناصر داود ) صاحب الكرك قال :

أحيا بموعده قتيل وعيده
رشأ يشوب وصاله بصدوده

قمر يفوق على الغزالة وجهه
وعلى الغزال بمقلتيه وجيده

يا ليته يعد الهلال فإنه
ما زال ذا لهجٍ بخلف وعوده

قمر أطاع الحسن سنّة وجهه
حتى كأن الحسن بعض عبيده

أنا في الغرام شهيده ما ضرَّه
لو أنَّ جنّة وصله لشهيده

يا يوسف الحسن الذي أنا في الهوى
يعقوبه بثّي إلى داوده

ودخل في خدمة السلطان ( بدر الدين لؤلؤ )صاحب الموصل. وكان السلطان( بدرالدين لؤلؤ) في أول ا مره لا ينادمه ولا يحضره مجلسه وإنما كان ينشده أيام المواسم والأعياد المدائح التي يعملها فيه فلما كان في بعض الأيام رآه في الصحراء وهو في روضة معشبة وبين يديه برذون له مريض يرعى فجاء إليه ووقف عنده وقال :
مالي أرى هذا البرذون ضعيفاً ؟ -
- فقام وقبّل الأرض وقال :
يا مولانا السلطان حاله مثل الي وما تخلّفت عنه في شيء يدي بيده في كل رزق يرزقنا الله .
فقال له : هل عملت في برذونك هذا شيئاً ؟
قال : نعم .
وأنشده على البديهة :
أصبح برذوني المرقّع بال
لمصقات في حسرةٍ يكابدها

رأى حمير الشّعير عابرةً
عليه يوماً فظلّ ينشدها

قفا قليلاً بها علّي فلا
أقلَّ من نظرةٍ أزودَّها

فأعجب السلطان من بديهته وأمر له ب بمائة دينار وخمسين مكوكاً من الشعير.
وقال له : هذه الدنانير لك والشعير لبرذونك ثم أمره بملازمة مجلسه كسائر الندماء ولم يزل يترقّي عنده حتى صارالسلطان لا يصبرعنه .

ولما توجه ( بدر الدين لؤلؤ ) صاحب الموصل إلى بلاد العجم للاجتماع ب(هولاكو ) كان ابن الحلاوي معه فمرض في مدينة ( تبريز) وتوفي قبل وصولهم الى مدينة (سلماس) في خراسان وهو في حدود الستين من عمره او اقل منها قليلا وكانت وفاته في عام\ 656 ست وخمسين وستمائة للهجرة – 1273 ميلادية .

يتمبز شعر شرف الدين ابن الحلاوي بسهولته كثرة الصناعة اللفظية فيه مع انشغاله بالمحسنات البلاغية وشعره يعتبرامتدادا للشعرالعباسي لانه اقرب عليه وقداجاد وابع في اغلب الفنون الشعرية وخاصة بالمدح كما ذكرت والوصف والغزل وفي الامورالاخرى التي مر بها الشاعر فانشد فيها
فمن قوله متغزلا:

لحاظ عينيك فاتنات
جفونها الوطف فاترات

فرّق بيني وبين صبري
منك ثنايا مفرّقات

يا حسناً صدّه قبيح
فجمع شملي به شتات

قد كنت لي واصلاً ولكن
عداك عن وصلي العداة

إن لم يكن منك لي وفاء
دنت بهجرانك الوفاة

حيّات صدغيك قاتلات
فما لملسوعها حياة

والثغّر كالثغر في امتناع
تحميه من لحظك الرّماة

يابدر تمّ له عذار
بحسنه تمّت الصفات

منمنم الوشي في هواه
يا طالما نمّت الوشاة

نبات صدغٍ حلاّك حسناً
والحلو في السكّر النبات

وقال ايضا :

في حدَّها روضة إذا رعيت
باللحظ راحت بطرفها تحمى

بقامةٍ تلتوي وناظرها
يدمي البرايا ووجنةٍ تدمى

كأنما الرَّدف خلفها أجأ
كيف استقلّت بحمله سلمى

وأجأ وسلمى هما جبلا طي في موطن قبيلة طي في نجد

ومن قوله في برذونه وفيها شكاية غلام له وطرافة جميلة :

جاء غلامي فشكا أمر كميتي وبكى

وقال لي لاشكّ بر ذونك قد تشبّكا

قد سقته اليوم فما مشى ولا تحرَّكا

فقلت من غيظي له مجاوباً لما حكى

تريد أن تخدعني وأنت أصل المشتكى

ابن الحلاويَّ أنا خلَّ الرَّياء والبكا

ولا تخادعني ودع حديثك المعلَّكا

لو انّه مسيَّر لما إذا مشبَّكا

فمذ رأى حلاوةال ألفاظ منّي ضحكا

واختم بحثي بهذه القصيدة من شعره :


أرثَّ صرف الزمان حالي
فما لدهري ترى وما لي
حتى كأني له عدوٌّ
يرشقني منه بالنبال
وطالما كنت وهو عنّي
وعن أخلاي في اشتغال
ولو أتاني لصلت فيه
أمراً ونهياً ولا أبالي
أين زماني الذي تقضّى
وأين جاهي وأين مالي
وأين خفّي وطيلساني
وأين قيلي وأين قالي
وأين عيشي وأين طيشي
وأين حسني وحسن حالي
ونحن في فتيةٍ كرامٍ
نجارهم في الفخار عال
قد جعلوا اللهو رأس مالٍ
فدته نفسي من رأس مال
قد درسوا الفسق من قديمٍ
فكم لهم فيه من جدال
وقائل حين طاح سكراً
وراح يحبو إلى البزال
ونحن في مجلسٍ بديعٍ
جلّ عن الوصف والمثال
جمَّع فيه من كلّ شيءٍ
فتمَّ في غاية الكمال
فالرَّاحُ في الراح والملاهي
في اللهو والنُّقل في النّقال
وللملاهي به ضجيجٌ
وللرّواويق والمقالي
فالدّفُّ دف دف ددف ددف دف
والزّمر تلّى تلل تلالي
والجنك دن دن ددن ددن دن
تصلحه ربّة الحجال
خريدة رودة رداح
سبحلةٌ عذبة المقال
تفتن بالّدل ّ والتجنّي
والحسن والتّيه والدّلال
عنّت فهام الفؤاد منّي
وجداّ إلى سحرها الحلال
وبيننا قهوة كتبرٍ
رصّعها المزج باللآلي
جديدة الطّعم عتّقتها
ألفا ً فألفا يد الليالي
صفراء كالنار بل تراها
مذ شابها الماء ذا اشتعال
يسعى بها شادن رشيق
مهفهف القدَّ ذو اعتدال
مورَّد الوجنتين لا حلو
سواه في الناس ما حلا لي
قلت له إذ أطال وعدي
ولجَّ في العذل والمطال
دع التّجنّي فلست أسلو
أخ أخ أخٍ يا محالي
لم ؟ ا بدا وهي في يديه
كالشمس في راحة الهلال
فطبَّ طرطبَّ فوق رأسي
وطاق طرطاق في قذالي
إن كنت عاينت قطّ غصناً
مرّت به نسمة الشّمال
أحسن منه إذا تثنّى
تميله نشوة الدَّلال


*******************************

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى