اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر ابن الحداد الاندلسي بقلم-فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin








ابن الحداد الأندلسي




هوأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف ب (ابن الحداد ) هو شاعر أندلسي.

أصله من وادي( آش ) وولد فيه ثم انتقل الى( المرية ) ولم تعرف سنة ولادته وأصبح من شعراء بلاط المعتصم بن صمادح، وأكثر في مدحه فيقول فيه :

مَضَاؤكَ مَضْمُوْنٌ له النَّصْرُ والفَتْحُ
وسَعْيُكَ مَقْرُوْنٌ به اليُمْنُ والنُّجْحُ

إذا كان سَعْيُ المرءِ لله وَحْدَهُ
تَدَانَتْ أقاصِي ما نَحَاهُ وما يَنْحُو

بكَ اقتَدَحَ الإِسلامُ زَنْدَ انتصارِهِ
وبِيْضُكَ نارٌ شُبِّهَا ذلك القَدْحُ

وجَلَّى ظلامَ الكُفْرِ مِنْكَ بِغُرَّةٍ
هي الشَّمْسُ والهِنْدِيُّ يَقْدُمُها الصُّبْحُ

فَهُمْ ذَهَلُوا عن شَرْعِهِمْ وحدودِهِ
فقد عُطِّلَ الإنْجيلُ واطُّرِحَ الفِصْحُ

يَمَّمْتُها سَرَقُسْطَةً وَهْيَ المَدَى
والدَّهْرُ يَكْبَحُ واعتزامِي يَجْمَحُ

حَيْثُ العُلاَ تُجْلَى وآثارُ المُنَى
تُجْنَى وساعِيَةُ المَطَالِبِ تُنْجَحُ

والنَّفْسُ تُوْقِنُ أنَّ عَهْدَكَ في النَّدَى
مُوفٍ بما طَمَحَتْ إليه وتَطْمَحُ

فَحَيَا المُنَى مِنْ بَحْرِ جُوْدِكَ يُمْتَرَى
وَسَنَا الضُّحَى مِنْ زَنْدِ مَجْدِكَ يُقْدَحُ

والشِّعْرُ إنْ لم أَعْتَقِدْهُ شريعةً
أُمْسِي إليها بالحِفَاظِ وأُصْبِحُ

فَبِسِحْرِهِ مَهْمَا دَعَوتُ إجَابةٌ
ولِفِكْرِهِ مَهْمَا اجْتَلَيْتُ تَوَضُّحُ

فاذْخَرْ مِنَ الكَلِمِ العَليِّ لآلِئاً
يَبْأَيَ بها جِيدُ العلا ويَجْبَحُ

وارْبَأْ بِمَجْدِكَ عن سَوَاقِطِ سُقَّطٍ
هي في الحقيقةِ مَقْدَحُ لا مَمْدَحُ


، ثم حصلت بينه وبينهم جفوة اضطرته إلى الفرار الى (سرقسطة ) سنة\461 هـجرية فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن بن هود بعده. الا انه عاد إلى المعتصم بن صمادح في (المرية )مرة اخرى ويقول عن نفسه في القتال .
.
حَقِيْقٌ أَنْ تَصُولَ بِيَ الرُّماةُ
وأنْ تَعْنُوْ لِصَوْلَتِي الكُماةُ

إذا فَوَّقْتُ في الأبطال سَهْماً
فما تُغْنِي الدُّرُوْعُ السَّابِغَاتُ

وإنِّي كالمَجَرَّة في اعتلاءٍ
وَنَبْلِي الشُّهْبُ والجِنُّ العُداةُ

احب ابن الحداد في صباه فتاة اسبانية هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في شعره (نويرة). واخلص لها الحب وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها واتّسع حبّ الشاعر( نويرةَ )لكلّ ما هو مسيحي كعيسى والانجيل, والقساوسة وصلبانهم, والرّهبان وكنائسهم, والنّصارى وأعيادهم ورموزهم وطقوسهم وأناشيدهم يقول في ذلك :

عَسَاكِ بِحَقِّ عِيسَاكِ مُرِيحَةً قَلْبِيَ الشَّاكِي
فَإِنّ الحُسْنَ قـَدْ وَلاَّ كِ إِحْيَائِي وَإِهْلاكِي
وَأَوْلَعـَنِي بِصُلْبـَانٍ وَ رُهْبـَانٍ وَ نُسـَّاكِ
وَلَمْ آتِ الكَنَائِسَ عَنْ هَوًى فِيهِـنَّ لَوْلاكِ

وهذا الحب والشوق غذى الشعر عند ابن الحداد جعل قصتهما من أشهر قصص الحب في الأندلس في ذلك الوقت اذ انه كان صادقا في حبه وقد عبر عن معاناته في كل قصيدة نظمها في حب هذه الفتاة وإذا كان ذلك الحب الكبير قد بدأ بنظرة للشاعر لذلك الوجه الجميل.. أو ذلك الخد الوردي، فإن تلك النظرة قادته إلى العذاب الذي ربما ينتهي بالموت، وأجمل ما قاله في هذا المعنى:

وقد جرَّحت عينايَ صفحة خده

على خطأ فاختار قتلي على عمدِ

حتى قال فيها ايضا :

إلى الموت رُجعى بعد حينٍ فإن أمت

فقد خلدت خلد الزمان مناقبي

وذكري في الآفاق طار كأنهُ
بكل لسانٍ طيب عذراءَ كاعبِ

ففي أي علمٍ لم تبرّز سوابقي
وفي أي فنٍ لم تبرِّزْ كتائبي


الا انه بالرغم من الانفتاح الفكري والديني الذي كان لدى العرب المسلمين في الأندلس، إلا أن ابن الحداد عمد إلى إخفاء ذلك الحب وتكتم على اسم تلك الفتاة التي عشقها ومنحها اسماً اخر رمزياً أقرب إلى الشعر منه إلى الحقيقة.. سماها (نويرة ). و من خلال إحدى قصائده نتعرف على كيفية لقائه بتلك الفتاة لاول مرة ،و كان اللقاء الاول لهما في الكنيسة،فقد رآها بين قومها تصلي فأذهله حسنها وجمالها ووداعتها وذهب بعقله ذلك الوجه الجميل..فقال:

قلبي في ذات الأثيلات رهين لوعاتٍ وروعاتِ

فوجِّها نحوهم إنهم وإن بغوا قبلة بغياتي

وعرّجا يا فتى عامرٍ بالفتيات العيسويات

فإن بي للروم روميةٍ تكنس ما بين الكنيسات

وقد تلوا صحف أناجيلهم بحسن ألحانٍ وأصواتِ

وناظري مختلسٌ لمحها ولمحها يضرم لوعاتي

وفي الحشى نارٌ (نويرية) لقتها منذ ستياتِ

لا تنطفئ وقتاً وكم رمتها بل تلتظي في كل أوقاتي


إذن وقع هذا الشاعر الأندلسي في غرام تلك الإسبانية، ولم يستطع أن يتخلى عنه، أو يتجاهله.. أحب ابن الحداد القيسي نويرة بكل قلبه، ولكنه على ما يبدو لم يستطع أن يقنعها أو يقنع أهلها بالزواج منه، بسبب اختلاف الدين.. وهذه معاناة اخرى انعكست في شعره وأثارت اهتماماً به كثيرا لان شوقه جعله يقول فيها أصدق الشعر وناتج عن معاناة وعن تجربة حقيقية. فيقول :

حديثك ما أحلى فزيدي وحدثي

عن الرشأ الفرد الجمال المثلث

ولا تسأمي ذكراه فالذكر مؤنسي

وإن بعث الأشواق من كل مبعثِ

وأَقسَمَ بالإنجيل إني لمائنٌ

وناهيك دمعي من محقٍ مُحنّثِ

ولابد من قصي على القس قصتي

عساه مغيث المدنف المتغوث

فلم يأتهم عيسى بدين قساوةٍ

فيقسو على مغنى ويلهو بمكرثِ

سيصبح سرّي كالصباح مشهراً

ويمسي حديثي عرضة المتحدثِ

ويقول في حبهايشكو هواها ويشبهها :


والنفس فيكَ ثبار الحب طالبة

إن كانت العين تجني منك أنوارا

أخفي هواك وأكني عنه نورية

وهل يلام عميدُ القلب إن وارى

يا مشبه الملك الجعدي تسمية

ومخجل القمر البدري أنوارا

ولعل المعاناة التي مرر بها وعاشها بسبب الاختلاف في الدين.
حيث كان ذلك الخلاف من أهم أسباب ذلك العذاب الذي شعر به ولكنه لم يكن كل شيء.قربما كانت هي نفسها صعبة وغير متاحة.. وهذا ما أجج نار الحب في قلبه وشعره معاً.فيقول:

استودع الرحمن مستودعي
شوقاً كمثل النار في أضلعي

أترك من أهوي وأمضي كذا؟
والله ما أمضي وقلبي معي

ولا نأى شخصك عن ناظري
حيناً ولا نطقك عن قمعي

او قوله :

إن المدامع والزفير قد أعلنا ما في الضميرْ

فعلام أخفي ظاهراً سقمي عليَّ به ظهيرْ

هب لي الرضى من ساخطٍ قلبي بساحته أسيرْ


توفي في عام \480 هـجرية - 1087ميلادية في مدينة ( المرية) ودفن فيها .

ومن المفيد ان اقول ان شعره فيها كان سهلا سلسا من شعرالسهل الممتنع لايحتاج الى قاموس او معجم وكانما قاله الان فشعر جيد ورقيق وقد كان من شعراء البلاط ورافق المعتصم في عصره وكان له اتساع في العلم

واخيرا يقول في نويرة:

عساك بحق عيساكِ مريحة قلبي الشاكي

فإن الحسن قد ولاكِ رحيائي وإهلاكي

وأولعني بصلبانٍ ورهبانٍ ونسّاكِ

ولم آت الكنائس عن هوى فيهن لولاكِ

وها أنا فيك في بلوى ولا فرجٌ لبلواك

ولا أستطيع سلوانا ًفقد أوثقت أشراكي

فكم أبكي عليك دماً ولا ترثين للباكي

فهل تدرين ما تقضي على عينيَّ عيناك

وما يذكيه من نارٍ بقلبي نورك الذاكي

حجبت سناك عن بصري وفوق الشمس سيماكِ

وعند الروض فدّاك ومن ريّاه ريّاكِ

نويرج إن قليتِ فإنني أهواك، أهواكِ

وعيناك المنبِّئتاكِ اني بعضُ قتلاكِ





**************************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى