اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ابراهيم بن عثمان الغزي بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




ابراهيم بن عثمان الغزي



هو أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن عباس بن محمد ابن عمر بن عبد الله الكلبي الأشهبي الغزي والغزي نسبة الى مدينته ( غزة ) بفلسطين

ولد ب( غزة ) من الساحل الشامي بفلسطين سنة
\441 هجرية - 1049 ميلادية ونشأ فيها و هي في الجنوب من أعمال فلسطين، على البحر الشامي، بالقرب من عسقلان، وهي في أوائل بلاد الشام من جهة الديار المصرية، ولها كانت تشد الرحال في رحلة الصيف وهي إحدى الرحلتين المذكورتين في القران الكريم في قوله تعالىSad رحلة الشتاء والصيف ) وأتفق أصحاب التفسير أن رحلة الصيف كا نت الى بلاد الشام، ورحلة الشتاء الى بلاد اليمن، وقد كانت قريش في متاجرها تأتي إلى الشام في فصل الصيف بسبب طيبة بلادها في هذا الفصل، وتذهب الى اليمن في فصل الشتاء، لأنها بلاد حارة لا تستطيع السفر إليها في فصل الصيف لشدة حرارتها ، وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام، في أوائل سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:
( أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف هاشم جد النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر بعد هذا بقليل ).
و قال ابن إسحاق: ( ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة، من أرض الشام، اذ ذهب متاجراً ولا يزال قبره في غزة) .

تلقى شاعرنا تعليمه الأوليّ فيها ثم دفعته ظروفه ، وسوء الأحوال السياسية في بلدته الى السفر الى القدس قبيل الحملات الصليبية على فلسطين وأكمل تعليمه فيـها على يد أحد علمـاء بيت المقدس المهاجرين ومنهم نصر بن إبراهيم المقدسي عام ر \481 هـجرية وسمع منه ثم ارتحل الى دمشق وبقي فيها مدة من الزمن ثم غادر دمشق إلى بغداد وأقام بالمدرسة النظامية سنين عدة ورثى ومدح فيها بعض المدرسين .

ثم رحل عن بغداد نحو الشرق ونزل خراسان فمدح اعيانها وعلمائها، وامرائها و مدح السلطان السلجوقي ملكشاه وابنه سنجر .

وقيل كان للسلطان سنجر وزير يكثر القول لمن يغضب عليه : (غرزن ) ومعناه : (زوج القحبة ) فقال الوزير للمستوفي الأصم المعروف بالمعين ذلك ، فقال له المعين :
يا مولانا ما أكثر ما تقول للناس (غرزن ) فإن كان هذا القول حسنا ، فأنت ألف (غرزن )
فقال الغزي في الوزير المذكور :

لقد كنت بيذق نطع الزمان فلا حفظ اللَّه من فرزنك

جوابك عند المعين الأصم إذ جئت غرزنته غرزنك

زار( كرمان ) ومدح وزيرها مكرم بن العلاء بقصيدته البائية
التي يقول فيها، ولقد أبدع فيها:

حملنا من الأيام ما لا نـطـيقـه
كما حمل العظم الكسير العصائبا

ومنها في قصر الليل، وهو معنى لطيف:

وليل رجـونـا أن يدب عـذاره
فما اختط حتى صار بالفجر شائبا

وسافرالى أصفهان، وخوزستان وغيرها من مدن الشرق في خراسان وما بعدها .

وله في الحكمة :

إذا ما قلّ عقلُ المرءِ قلّت هُمُومُه
ومن لم يكنْ ذا مُقْلةٍ كيف يَرْمَدُ

وقد تصقل الضباب وهي كليلةٌ
وتصيد أحدّ السِّيفِ وهو مُهَنَّد

ومما قاله في وصف الحياة :

إنّما هذه الحياةُ متاعٌ
والسفيهُ الغويُّ مَنْ يَصطفيها

ما مضى فاتَ والمؤمّلُ غيبٌ
و لَكَ الساعةُ التي أنتَ فيها

و قال ابن السّمعاني :

(خرج الغّزي متوجّهًا من مَرْو إلى بلْخ , في سنة أربع وعشرين , فأدركته المَنِيَّة في الطريق , فحُمِل إلى بلْخ , ودُفن بها , وله ثلاث وثمانون سنة )

توفي في سنة \524 هجرية – 1129 ميلادية ما بين ( مرو) و (بلخ ) ، من بلاد خراسان، ونقل جثمانه إلى ( بلخ ) ودفن فيها،

ونقل عنه أنه لما حضرته الوفاة قال :

( أرجو أن يغفر الله لي لثلاثة أشياء: كوني من بلد الإمام الشافعي، وأني شيخ كبير، وأني غريب .)
وقد رثاه الزينبي بقصيدة مطلعها :

عقم النساء فما يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عقم
وقال أبو الحسن الدامغاني :

وما تغني النوادب والبواكي
وقد أصبحت مثل حديث أمس

ابراهيم الغزي شاعر من فحول الشعراء كان الادباء والنقاد يشبهونه بالمتنبي جزالةً وقوة شعر ورائق معنى، وقد استشهد علماء البلاغة بكثيرٍ من شعره فشعره متعدد الأغراض مختلف الفنون جيد السبك، ألفاظه وصوره منتقاة انتقاء الشاعر العارف بصنعته والثرة لغته و متقنة صناعته ومن روائع شعره :

بجـمع جـفنيك بين البـرء والسقم

لا تسفكي من دموعي بالفراق دمي

إشـارة منـك تكفينـا وأحسـن ما

رد السـلام غـداة البيـن بالعنـم

تعليـق قلبـي بذات القـرط يؤلمـه

فليشـكر القـرط تعليقا بـلا ألـم

تبسـمت فأضـاء الليـل فـالتقطت

حبات منتشر فـي ضـوء منتظـم

ويعد من أعظم الشعراء الذين أنجبتهم فلسطين في تلك الحقبة

قال عنه ابن العماد الحنبلي وقد عاصره :

(شاعر العصر، وحامل لواء القريض، وشعره كثير سائر متنقل في بلد الجبال وخراسان)

وله في الرثا ء شعر جميل اذ ابا الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الفقيه الشافعي المعروف بالكيا فيقول :

هي الحوادث لا تبقي ولا تذر
ما للبرية من محتومها وزر

لو كان ينجي علو من بوائقها
لم تكسف الشمس بل لم يكسف القمر

قل للجبان الذي أمسى على حذر
من الحمام : متى رد الردى الحذر

بكى على شمسه الإسلام إذ أفلت
بأدمع قل في تشبيهها المطر

حبر عهدناه طلق الوجه مبتسما
والبشر أحسن ما يلقى به البشر

لئن طوته المنايا تحت أخمصها
فعلمه الجم في الآفاق منتشر

سقى ثراك عماد الدين كل ضحى
صاف الغمام ملث الودق منهمر

عند الورى من أسى ألفيته خبر
فهل أتاك من استيحاشهم خبر

أحيا ابن إدريس درس كنت تورده
تحار في نظمه الأذهان والفكر

من فاز منه بتعليق فقد علقت
يمينه بشهاب ليس ينكسر

كأنما مشكلات الفقه يوضحها
جباه دهم لها من لفظه غرر

ولو عرفت له مثلا دعوت له
وقلت : دهري إلى شرواه مفتقر

وله ايضا :
احتمال خدّ يوم وَجرة أمْ جيد
أمّ اللّحْظُ فيما غازَلَتْكَ المَها الغِيدُ

سَفَرْنَ فقال الصُّبح لست بسفيرٍ
ومِسنَّ فقال البانُ ما فيّ أملودُ

وخوطّية المهتزّ أمكن وصْلها
وطَرْفٌ رقيت الحيّ بالنوم مصفود

لك النّومُ تحت السَّجْف والطّيبُ والحُلَى
ولى عَزَماتي والعلندات والبيدُ

فقالت أَمِطّ عنك القريضَ وذِكْرَهُ
فما لَكَ في نَظْم القصائدِ تجويدُ

واختم بهذه الابيات من شعره :

وربّ خطيبٍ حللْتُ عُقْدَتَه
بمنزلٍ لَا تُحل فيه حبا

ومالك جئت نحوه ظلمًا
فزرته مشرق المُنى شحبا

جاد بما يملأ الحقائب لي
وحدّث بالمدْح يملأ الحُقبا

وكم تصيّدته والصِّبى شركي
شرب ظبا لحاطمين ظبا

على عذير بروده نَظَمتْ
نوادرها حول بدره شُهُبا

يدقّ فيه الغمام أسهُمَهُ
فيكتسي من نصالها حَسَبا

ويعجم الطَلّ ما يحطّ على
صفحته مرّ شمال وصبا

ضروب نقْش كأنما خلع
الزّهر عليهن بُرده طَرَبا

لو كنّ يتّقين ظنّهن صفيّ
الدّولة الأحرف التي كتبا


*************************************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى