اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الشاعر بهاء الدين زهير - بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin




البهاء زهير




هو أبو الفضل زهير بن محمد بن علي بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن منصور بن عاصم المهلبي العتكي الملقب بهاء الدين الكاتب والمعروف ببهاء الدين زهير . ينتهي نسبه إلى المهلب بن أبي صفرة .

ولد البهاء زهير بمكة وقيل بوادي نخلة بالقرب من مكة في الخامس من ذي الحجة سنة \581 هجرية - 1185 ميلادية ونشأ في مكة في بيت اشتهر بالعز والجاه والترف والغنى . وقضى طفولته وشطراً من أيام صباه في مكة وتلقى فيها الأدب والحديث عن مشاهير علمائها وظهرت منذ ذلك الحين براعته الشعرية.من شعره في وصف حالة شاب بهذه الفترة ويقول:

لما التحى وتبدلت منه السعود له نحوسا

أبديت لما راح يحـ ـلق خده معنى نفيسا

وأذعت عنه بأنه لم يقصد القصد الخسيسا

لكن غدا وعذاره خضر فساق إليه موسى

ولما شب نزحت أسرته وهو في عمر الصبا من الحجاز إلى مصر وسكنت بمدينة ( قوص ) وكانت هذه المدينة مجتمعا لبعض الأمراء والعلماء والفقهاء فتلقى تعليمه فيها وتنقل بينها وبين القاهرة وغيرها من مدن مصر. قال الشعر في طفولته وبرع فيه يقول في احدى قصائده المغناة :

تعيش أنت و تبقى أنا الذي مت حقا

حاشاك يا نور عيني تلقى الذي أنا ألقى

ولم أجد بين موتي و بين هجرك فرقا

ولما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام ب(قوص) فأسبغوا عليه النعماء واحتضنوه وافاض عليهم من قصائده . فطار ذكره في البلاد ووصل إلى بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه وله من قصيدة يمدح بها الملك المسعود صلاح الدين يوسف ابن الملك الكامل رحمه الله:

وتهتز أعــــواد المـنـابـر بـاســـــــمـة
فهل ذكرت أيامها وهي قـضـبـان

فدع كـــل مـاء حـين يــــــذكـر زمـزم
ودع كل واد حين يذكـر نـعـمـان

وما كل أرض مثل أرضي هي الحمى
وما كل بيت مثل بيتي هـو الـبـان


وله قصائد يمدح بها الأمير علاء الدين و الأمير شجاع الدين جلدك التقوي بثغر دمياط مصر وهي أول من قال ذلك في المدح:

فيا ظبي هلا كـــــــــان فيك التفـاتة
ويا غصن هلا كان فيك تعطف

ويا حرم الحســـــــن الذي هو آمـن
وألبابنا من حــــوله تتـخـطـف

عسى عطفة بالوصل يا واو صدغه
وحقك إني أعرف الواو تعطـف

واتصل بالملك الصالح و توثقت الصلة بينه وبين الملك فحظي عنده بمكانة وأعجب به الصالح أيوب فولاّه ديوان الإنشاء. ويذكر أنه استصحبه معه في رحلاته إلى الشام وأرمينية وبلاد العرب حيث اقام بها الا انه كان يحن الى مصر فيقول في ابناء مصر :

أَأَرحَلُ مِن مِصرٍ وَطيبِ نَعيمِها
فَأَيُّ مَكانٍ بَعدَها لِيَ شائِقُ

وَأَترُكُ أَوطاناً ثَراها لِناشِقٍ
هُوَ الطيبُ لاما ضُمَّنَتهُ المَفارِقُ

وَكَيفَ وَقَد أَضحَت مِنَ الحُسنِ جَنَّةً
زَرابِيُّها مَبثوثَةٌ وَالنَمارِقُ

بِلادٌ تَروقُ العَينَ وَالقَلبَ بَهجَةً
وَتَجمَعُ مايَهوى تَقِيٌّ وَفاسِقُ

وَإِخوانَ صِدقٍ يَجمَعُ الفَضلُ شَملَهُم
مَجالِسُهُم مِمّا حَوَوهُ حَدائِقُ

أَسُكّانَ مِصرٍ إِن قَضى اللَهُ بِالنَوى
فَثَمَّ عُهودٌ بَينَنا وَمَواثِقُ

ولما حدثت الفتنة على الملك الصالح وخرجت عليه دمشق وخانه عسكره وهو على نابلس وتفرق عنه وقبض عليه ابن عمه الملك ناصر صاحب الكرك وأعتقله بقلعة الكرك فأبى البهاء زهير أن يتصل بخدمة أحد بعد الملك الصالح وفاءا له واخلاصا وبقي بعيدآ عن بلاط الملك الجديد حتى خرج الملك الصالح من معتقله وملك الديار المصرية ثانية فقدم إليها البهاء زهير وسكن القاهرة ودخل في خدمته ثانية وكانت له منزلة رفيعة عند الملك الصالح ووساطة فعًالة على أنه لم يكن يتوسط إلا بالخير وقيل قد نفع خلقآ كثيرآ في وساطته هذه : يقول في مدحه :

وقد سعيت إلى العلاءِ بهمة
تقضي لسعي أنه لا يُلحق

وسريت في ليل كأن نجومه
من فرط غيرتها إليّ تُحَدِّقُ

حتى وصلت سرادق الملك الذي
تقف الملوك ببابه تسترزق

فإليك يا نجم السماء فإنني
قد لاح نجم الدين لي يتألق

الصالح الملك الذي لزمانه
حسن يتيه به الزمان ورونق

ملأ القلوب مخافة ومحبة
فالبأس يرهب والمكارم تعشق

فعدلت حتى ما بها متظلم
وأنلـت حـتى ما بهـا مسـترزق

يا مـن رفضت النـاس حين لقيتـه
حتى ظننت بأنهم لم يخلقوا

قيدت في مصر إليك ركائبي
غيري يغرب تارة ويشرق

وحللت عنـدك إذ حللت بمعقـل
يلقى إليه ما رد والأبلق

وتيقن الأقوام أني بعدها
أبدا إلى رتب العلا لا أسبق

فرزقـت ما لم يرزقـوا ونطقت مـا
لم ينطقـوا ولحقـت ما لم يلحق


ظهرت خصومة سياسية بينه وبين الملك الايوبي في اواخر ايامه اخالها بعضا من وشايات حساده فاضطر الى لزوم داره فاشتد به الفقر والعوز وشظف العيش حتى قيل انه باع كتبه ومكتبته في سبيل الحصول على لقمة العيش يقول :

مضى الشباب وولى ما انتفعت به
وليته فارط يرجى تلافيه

أوليت لي عملا فيه أسر به
أوليته ما جرى لي ما جرى فيه

فاليوم أبكي على ما فاتني أسفا
وهل يفيد بكائي حين أبكيه

واحسرتاه لعمر ضاع أكثره
والويل إن كان باقيه كماضيه

ويقول في الحاجة للناس وقد عضه الدهر بنابه :

ما أصعب الحاجة للناس
فالغنم منهم راحة الياس

لم يبق في الناس مواس لمن
يظهر شكواه ولا آس

وبعد ذا مالك عنهم غنى
لا بد للناس من الناس

ويقول ايضا :

قل الثقات فلا تركن إلى أحد
فأسعد الناس من لا يعرف الناس

لم ألق لي صاحبا في الله أصحبه
وقد رأيت وقد جربت أجناسا

وافاه الاجل في مرض انتشر بمصر والقاهرة مات فيه خلق كثير . وأصيب البهاء به فمات فيه وقيل توفي قبيل المغرب في يوم الاحد الرابع من ذي القعدة سنة \ 656 هجرية – 1258 ميلادية ودفن بعد صلاة ظهر اليوم التالي بالقرافة الصغرى في تربته بالقرب من ضريح الإمام الشافعي في جهتها القبلية.

عرف بهاء الدين زهير بالخلق النبيل والخصال الحميدة وعزة النفس والوفاء لممدوحيه وأصدقائه .

يقول ابن خلكان في ترجمته وقد عاصره :

(من فضلاء عصره وأحسنهم نظما ونثرا وخطا ومن أكبرهم مروءة كان قد اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح نجم الدين أبي الفتح أيوب بن الملك الكامل بالديار المصرية وتوجه في خدمته إلى البلاد الشرقية وأقام بها إلى أن ملك الملك الصالح مدينة دمشق فانتقل إليها في خدمته وأقام كذلك إلى أن جرت النكبة المشهورة على الملك الصالح حيث خرجت عنه في (دمشق ) وخانه عسكره وهو على (نابلس ) وتفرق عنه وقبض عليه ابن عمه الملك الناصر داود صاحب( الكرك) واعتقله بقلعة الكرك فأقام بهاء الدين زهير بنابلس قريبا من صاحبه ولم يتصل بغيره ولم يزل على ذلك حتى خرج الملك الصالح وملك الديار المصرية فانتقل إليها ودخل في خدمته وذلك في أواخر ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وستمائة. وكنت يومئذ مقيما بالقاهرة وأود لو اجتمعت به لما كنت أسمع عنه فلما وصل اجتمعت به ورأيته فوق ما سمعت عنه من مكارم الأخلاق وكثرة الرياضة ودماثة السجايا وكان متمكنا من صاحبه كبير القدر عنده لا يطلع على سره الخفي غيره ومع هذا كله فإنه كان لا يتوسط عنده إلا بالخير ونفع خلقا كثيرا بحسن وساطته وجميل سفارته. وأنشدني شيئا كثيرا وشعره كله لطيف وهو كما يقال السهل الممتنع وأجازني رواية ديوانه وهو كثير الوجود بأيدي الناس فلا حاجة إلى الإكثار من ذكر مقاطيعه. ثم حصل بمصر والقاهرة مرض عظيم لم يكد يسلم منه أحد وكان بهاء الدين المذكور ممن مسه ألم فأقام به أيام ثم توفي قبل المغرب يوم الأحد رابع ذي القعدة من السنة المذكورة .)

وقد شهد له ابن خلكان بإجادة الشعر فيقول :

( من فضلاء عصره وأحسنهم نظماً ونثراُ وخطّاً)

وأعجب المستعربون بشعره لجزالته ولسهولته وحلاوة جرسه
فقال فيه الأديب الفرنسي كليمان هوار وهو احد الادباء المستعربين :

( إن شعر بهاء الدين زهير المهلّبي كاتب سر الدولة المصرية يجعلنا ندرك ما بلغه لسان العرب من المرونة والاستعداد للتعبير عن ألوف من دقائق العواطف التي صقلتها حضارة خلفاء صلاح الدين الزاهية).

يتميز شعره بالسهولة والسلاسة ورقة الحواشي ودقة واختيار الاساليب الجميلة والمعاني اللطيفة والالفاظ العذبة الرشيقة والعبارات الرقيقة و شعره من الشعر ( السهل الممتنع ) الذي تحفظه بسرعة وتنساه بسرعة ويصعب القول فيه او بمثله اذ يحس القارئ انه يستطيع ان يأتي بمثله او يشعر بمثله الا انه اذا اراد ذلك امتنع عليه ونكص . وقد خالف البهاء زهير شعراء عصره في أساليبهم وألفاظهم وأوزان أشعارهم فآثر البساطة والسهولة وعدم التكلف و اختيار الألفاظ السهلة المرنة والأوزان الشعرية الخفيفة الى النفس الكثيرة الحركة لذا كثر التغني في شعره يقول في احدى قصائده المغناة :

يعاهدني لا خانني ثم ينكث
وأحلف لا كلمته ثم أحنث

وذلك دأبي لا يزال ودأبه
فيا معشر العشاق عنا تحدثوا

أقول له صلني يقول نعم غدا
ويكسر جفنا هازئا بي ويعبث

وما ضر بعض الناس لو كان زارني
وكنا خلونا ساعة نتحدث

أمولاي إني في هواك معذب
وحتام أبقى في الغرام وأمكث

فخذ مرة روحي ترحنى ولا أرى
أموت مرارا في النهار وأبعث

فإني لهذا الضيم منك لحامل
ومنتظر لطفا من الله يحدث

أعيذك من هذا الجفاء الذي بدا
خلائقك الحسنى أرق وأدمث

تردد ظن الناس في فأكثروا
أحاديث فيها ما يطيب ويخبث

وقد كرمت في الحب مني شمائل
ويسأل عني من أراد ويبحث

وكانت له معرفة وعناية خاصة بموسيقى الألفاظ ولم يترفع في بعض شعره عن استخدام الألفاظ الشائعة على ألسن العامة او السوقية وفقا لموقعها في شعره وقد لقيت طريقته إعجاب كثير من أبناء عصره. يقول :

إياك يدري حديثا بيننا أحد
فهم يقولون للحيطان آذان

نظم البهاء في أغلب أغراض الشعر وخاصة المديح والغزل والحكمة وقد تكاد قصائد الغزل اكثر ما نظمه في ديوان شعره والذي كان متداولاً في أيدي الناس في وقته . يقول متغزلا :

لو تراني وحبيبي عندما
فر مثل الضبي من بين يدي

قال ما ترجع عني قلت لا
قال ما تطلب مني قلت شيء

فانثنى يحمر منني خجلا
وثناه التيه عني لا الي

كدت بين الناس ان الثمه
اه لو افعل ماكان علي

ويقول في الحكمة والعتب على الدهر :

لا تعتب الدهر في حال رماك به
إن استرد فقدما طالما وهبا

حاسب زمانك في حالي تصرفه
تجده أعطاك أضعاف الذي سلبا

والله قد جعل الأيام دائرة
فلا ترى راحة تبقى ولا تعبا

ورأس مالك وهي الروح قد سلمت
لا تأسفن لشيء بعدها ذهبا

ما كنت أول ممدوح بحادثة
كذا مضى الدهر لا بدعا ولا كذبا

ورب مال نما من بعد مرزئة
أما ترى الشمع بعد القطر ملتهبا

ولما فقد ولده رثاه بقصيدة رائعة نقتطف منها هذه الابيات :

بروحي من تذوبُ عليهِ روحي
و ذُ ق يا قلبُ ما صنعت يداك

فدع يا قلبُ ما قد كنتَ فيه
ألستَ ترى حَبيبكَ قد جَفاك

لقد بَلغت به روحي التراقي
وقد نَظَرَت به عيني الهلاك

فيا من غابَ عني وهو روحي
وكيفَ أطيقُ من روحي انفِكاك

حبيبي كيفَ حتى غِبتَ عني
أتعلمُ أنَ لي أحداً سواك

أراكَ هجرتني هجراً طويلاً
وما عودتني من قبلُ ذاك

عَهِدتُك لا تُطيقُ الصبرَ عني
وتَعصي في ودادي من نهاك

فلا والله ما حَاولتَ عُذراً
فكلُ الناسِ يُعذرُ ما خلاك

وما فارقتني طوعاً ولكن
دَهاكَ من المنية ما دهاك

لقد حَكمَت بِفُرقتنا الليالي
ولم يكُ عن رضاي ولا رضاك

فليتكَ لو بقيتَ لِضعفِ حالي
وكانَ الناسُ كُلهمُ فِداك

لقد عَجِلت عليكَ يدُ المنايا
وما استوفيتَ حظكَ من صِباك

فوا أسفي لجِسمكَ كيفَ يبلى
ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سَناك

وما لي أدّعي أني وَفيٌ
ولستُ مشاركاً لكَ في بلاك

تَموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً
وحقِ هواكَ خُنتكَ في هواك

ويا خجلي إذا قالوا محبٌ
ولم أنفعكَ في خَطب ٍ أتاك

أرى الباكينَ فيكَ معي كثيراً
وليسَ كمن بكى من قد تباك

ويقول في الغزل واصفا حالة معينة:

ألا إن عندي عاشق السمر غالط
وأن الملاح البيض أبهى وأبهج

وإني لأهوى كل بيضاء غادة
يضيء بها وجه وثغر مفلج

وحسبي أني أتبع الحق في الهوى
ولا شك أن الحق أبيض أبلج

ويقول:

توق الأذى من رذل وساقط فكم قد تأذى بالأراذل سيد

ألم تر أن الليث تؤذيه بقة ويأخذ من حد المهند مبرد

ويقول:

يا سائلي عما تجدد حالي الحال لم ينقص ولم يزد

وكما علمت فإنني رجل أفنى ولا أشكو إلى أحد

ويقول:

قل الثقات فلا تركن إلى أحد
فأسعد الناس من لا يعرف الناس

لم ألق لي صاحبا في الله أصحبه
وقد رأيت وقد جربت أجناسا


وهو يأتي بهذه الأوزان الخفيفة ليطالعنا بقدرته الفنية في إخراج أوزان تنساب فيها النغمات العذبـة في جوها الموسيقي الحافل بالألحان الشجية فصارت بهذه الأوزان قصائده شعراً غنائياً جميلاً يتردد على ألسنة الناس وحفلت الفنون الموسيقية في اختيار البحور اللطيفة والأوزان الموفورة الحظ من الموسيقى المؤثرة والشجية في شعر البهاء زهير خاصة في الغزل والوصف .

واختم بحثي بهذه القصيدة المغناة من شعر بهاءالدين زهير :

إِقرَأ سَلامي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ
وَمَن بِروحي مِنَ الأَسواءِ أَفديهِ

وَمَن أُعَرِّضُ عَنهُ حينَ أَذكُرُهُ
فَإِن ذَكَرتُ سِواهُ كُنتُ أَعنيهِ

أَشِر بِذِكرِيَ في ضِمنِ الحَديثِ لَهُ
إِنَّ الإِشارَةَ في مَعنايَ تَكفيهِ

وَاِسأَلهُ إِن كانَ يُرضيهِ ضَنى جَسَدي
فَحَبَّذا كُلَّ شَيءٍ كانَ يُرضيهِ

فَلَيتَ عَينَ حَبيبي في البُعادِ تَرى
حالي وَما بِيَ مِن ضُرٍّ أُقاسيهِ

هَل كُنتُ مِن قَومِ موسى في مَحَبَّتِهِ
حَتّى أَطالَ عَذابي مِنهُ بِالتيهِ

أَحبَبتُ كُلَّ سَمِيٍّ في الأَنامِ لَهُ
وَكُلَّ مَن فيهِ مَعنىً مِن مَعانيهِ

يَغيبُ عَنّي وَأَفكاري تُمَثِّلُهُ
حَتّى يُخَيَّلَ لي أَنّي أُناجيهِ

لا ضَيمَ يَخشاهُ قَلبي وَالحَبيبُ بِهِ
فَإِنَّ ساكِنَ ذاكَ البَيتِ يَحميهِ

مَن مِثلُ قَلبي أَو مَن مِثلُ ساكِنِهِ
اللَهُ يَحفَظُ قَلبي وَالَّذي فيهِ

يا أَحسَنَ الناسِ يا مَن لا أَبوحُ بِهِ
يا مَن تَجَنّى وَما أَحلى تَجَنّيهِ

قَد أَتعَسَ اللَهُ عَيناً صِرتَ توحِشُها
وَأَسعَدَ اللَهُ قَلباً صِرتَ تَأويهِ

مَولايَ أَصبَحَ وَجدي فيكَ مُشتَهِراً
فَكَيفَ أَستُرُهُ أَم كَيفَ أُخفيهِ

وَصارَ ذِكرِيَ لِلواشي بِهِ وَلَعٌ
لَقَد تَكَلَّفَ أَمراً لَيسَ يَعنيهِ

فَمَن أَذاعَ حَديثاً كُنتُ أَكتُمُهُ
حَتّى وَجَدتُ نَسيمَ الرَوضِ يَرويهِ

فَيارَسولي تَضَرَّع في السُؤالِ لَهُ
عَساكَ تَعطِفُهُ نَحوي وَتَثنيهِ

إِذا سَأَلتَ فَسَل مَن فيهِ مَكرُمَةٌ
لا تَطلِبِ الماءَ إِلا مِن مَجاريهِ






****************************************



https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى