اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شذرات من السير ة النبوية المعطرة\37 بقلم -فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin






شذرات من السير ة النبوية المعطرة

37

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله :

اقبل النبي صلى الله عليه وسلم من( تبوك ) حتى كان بينه وبين المدينة ساعة من وقت جاءه اصحاب مسجد الضرار وكانوا قد جاؤوا من اليه عندما كان يتجهز الى غزوة ( تبوك) فقالوا له :
- يارسول الله انا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة وانا نحب ان تصلي فيه .
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( اني على جناح سفر ولو قدمنا انشاء الله لأتيناكم )
فلما عاد من تبوك ووصل الى ( ذي اوان ) جاءه خبر المسجد من السماء اذ جاءه جبريل عليه السلام فاخبره بخبر المسجد ونية الذين بنوه من المنافقين فدعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال لهما :
( انطلقا الى هذا المسجد الظالم اهله فاهدماه واحرقاه )
فخرجا مسرعين حتى ا تيا بني سالم بن عوف – وهم رهط مالك بن الدخشم فقال لمعن:
- انظرني حتى اخرج اليك بنار من اهلي .
فدخل الى اهله فاخذ سعفا من النخل فاشعل فيه نارا ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه اهله فأحرقاه ثم هدماه فانزل الله تعالى:
( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون * لاتقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يطّهروا والله يحب المطهرين *) التوبة الايتان\107 و108
والذين بنوا المسجد هم من الانصار فقال لهم ابو عامرالفاسق :
- ابنوا مسجدكم واستعدوا ما استطعتم من قوة ومن سلاح فاني ذاهب الى قيصر الروم فآت بجند الروم فاخرج محمد ا واصحابه.
فلما اتموا بناءه اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له :
- انا فرغنا من بناء المسجد ونحب ان تصلي فيه وتدعو لنا بالبركة فانزل الله تعالى الايتان اعلاه

ولما دنا النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وكان رجوعه اليها في اوائل رجب من السنة التاسعة للهجرة المباركة خرج الناس للقائه مع النساء والصبيان والاولاد وهم يتغنون:

طلع الفجر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكلا علينا ما دعا لله داع

وبعد رجوعه الى المدينة توفي النجاشي ملك الحبشة واسمه( اصحمة بن الابجر) فلما وصل الخبر صلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الغائب في المدينة المنورة
ثم توفيت ابنته ام كلثوم في شهر شعبان من نفس السنة فصلى عليها ودعنت في (البقيع) وحزن النبي صلى الله عليه وسلم عليها حزنا شديدا وقال لعثمان بن عفان ( لوكان عندي ابنة ثالثة لزوجتكها )
وقيل توفي في ذي القعدة من نفس السنة راس المانافقين عبد الله بن ابي سلول
لقد كانت ( غزوة تبوك ) اخر غزوة قادها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وانزل فيها سورة براءة ( التوبة ) وكانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تسمى ( المبعثرة ) لما كشفت من اسرار المنافقين وما اضمروه في قلوبهم المريضة وقد فضحهم الله تعالى فيها كما تحدث فيها عن قصص كثيرة رافقت هذه الغزوة منها قصة تخلف كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن امية الثقفي ممن شهدوا معركة (بدر) بدون عذر فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فجاء المعذرون من الاعراب من المنافقين يحلفون انهم كانوا معذورين . فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وارجأ كعب بن مالك وصاحبيه حتى انزل الله في شأنهم وفي توبتهم وكانوا من خيرة المؤمنين
قال الله تعالى ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصارالذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم لرؤوف رحيم * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم * ) التوبة الايتان\ 117 و118
فقد خلفهم الله تعالى واخر توبتهم ليمحصهم ويطهرهم من ذنب تاخرهم عن المعركة لانهم كانوا صادقين .

ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة ( تبوك) واسلام ( ثقيف ) ضربت الى النبي صلى الله عليه وسلم اكباد الابل تحمل وفود العرب من كل وجه وصوب في السنة التاسعة للهجرة المباركة والتي سميت( سنة الوفود)

وبعد ان كانت العرب تتربص في الاسلام الدوائر للقضاء عليه بدءا من قريش في داخل مكة المكرمة وذلك ان قريش كانوا ائمة الناس وهداتهم واهل البيت والحرم وصريح ولد اسماعيل عليه السلام وكل قادة العرب لا ينكرون ذلك .
فقد كانت قريش هي التي نصبت وهيأت لحرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

ولما فتحت مكة المكرمة على يد النبي صلى الله عليه وسلم دانت قريش له تبين للعرب ان لا طاقة لهم بمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ولا عداوته مما اضطرهم للانصياع للامر الواقع في تابعيته وبدء العرب يدخلون في الاسلام افواجا افواجا كما جاء في سورة النصر:
( اذا جاء نصرالله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *)

ومن هذه الوفود وفد طيئ فقد قدم الى النبي وفدها وفيهم زيد الخيل وكان هو سيدهم فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام فدخلوا فيه وحسن اسلامهم وقال ابن اسحاق :
- حدثني رجال من طيئ ممن لا اتهمهم في شيء يعني صادقين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
- ( ما ذكر لي رجل من العرب بفضل من ثم جاءني الا رأيته دون ما يقال فيه الا زيد الخيل فانه لم يبلغ كل ما فيه )
ثم اطلق النبي صلى الله عليه وسلم لقب ب( زيد الخير ) بدلا من( زيد الخيل )
وقد اقطعه ( فيدا ) وارضين معه وكتب له بذلك كتابا .
وقد خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا الى قومه فلما وصل الى ( فردة ) وهي مياه في نجد اصابته الحمى فمات فعمدت امرأته الى ماكان معه من الكتب التي اقطع له بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرقتها بالنار .

ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس وكانوةا من سكان شرق الجزيرة العربية وكانوا اول من اسلم من خارج المدينة وكانوا قد وفدو على النبي صلىالله عليه وسلم مرتين الاولى في السنة الخامسة للهجرة المباركة في ثلاثة عشرا نفرا فلما وصلوا المدينة وراءوا النبي صلىالله عليه وسلم رموا بانفسهم من ركائبهم بباب المسجد النبوي وتبادروا بالسلام على الحبيب المصطفى صلىالله عليه وسلم وكان فيهم عبد الله بن الاشج . فتخلف عنهم عند الركائب حتى اناخها وجمع المتاع ثم اخرج ثوبين فلبسهما ثم جاء يمشي على مهل ثم سلم على رسول الله فقاله له النبي صلى الله عليه وسلم( ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة )
كان النبي قد حدث اصحابه انه قائلا:
- (سيطلع عليهم اليوم وفد خير من اهل الشرق ولم يكرهوا الاسلام وقد انضوا الركاب وافنوا الزاد اللهم اغفر لعبد القيس ) فلما وصلوا قال لهم النبي صلى الله عليه سلم:
- ( مرحبا بكم غير خزايا ولا ندامى )
فسالوه عن الاسلام واركانه وماذا يعملون به وماذا يبلغون منهم وراءهم اذا رجعوا اليهم فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما يلي وكان الحج لم يفرض بعد :
الاول : شهادة لااله الا الله وان محمد رسول الله
الثاني : اقامة الصلاة في اوقاتها وشروطها
والثالث: ويتاء الزكاة .
والرابع: صيام شهر رمضا ن
والخامس : ان يعطوا من كل مغنم الخمس . كما نهاهم الخمر والميسر التي كانوا يكثرون فيها .

اما في الوفادة الاخيرة فكانت فيها الجارود وكان على دين المسيحية ( نصراني ) فلما مثل بين يدي الحبيب المصطفى قا ل له :
- يارسول الله اني على ديني واني تارك ديني لدينك فتضمن لي بما فيه؟؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
- ( نعم . انا ضامن لذلك ان الذي ادعوك اليه خير من الذي كنت عليه)
فاسلم الرجل واسلم اصحابه معه وكان حسن الاسلام شديد في دينه حتى مات وكان قد ادرك الردة عن الاسلام التي حدثت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث العلاء بن الحضرمي- قبل فتح مكة – الى المنذر بن ساوي العبدي فاسلم وحسن اسلامه وكان المنذر يعتبر العلاء بن الحضرمي رسول النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين وقد مات المنذر العبدي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وردة اهل البحرين .

ومن الوفود التي قدمت على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وفد بني حنيفة من اليمامة وفيهم مسلمة الكذاب فقد جاؤوا اليه وتركوا مسيلمة الكذاب في حراسة رحالهم وفي رواية اخرى نزلوا في بيت رجل من الانصار فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فاسلموا جميعا وذكروا مكان مسيلمة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
- يارسول الله انا خلفنا صاحبا لنا في رحالنا يحفها لنا فامر له النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما امر لقومه وقال :
- ( اما انه ليس بشركم مكانا ) يعني لحفظه ضيعة اصحابه
وفي رواية اخرى ان اللنبي صلى الله عليه وسلم راى في المنام انه اوتي بخزائن الارض فلاقع في يديه سواران من ذهب فكبرا عليه فاوحي اليه ان انفخهما فنفخهما فذهبا فاول النبي صلى الله عليه وسلم ان كذابين من بعده سيخرجان ثم يزولان كما ذهب السوران بنفخه عليهما .

ثم انصرفوا فلما وصلوا الى اليمامة ارتد مسيلمة عن الاسلام وادعى النبوة وقال :
- اني اشركت في الامر معه .
ثم قال للوفد معه :
- ا لم يقل لكم ( انه ليس بشركم مكانا ؟) ما ذاك الا لما كان يعلم اني اشركت في الامر معه.
ثم اخذ يسجع لهم سجعات مضاهاة للايات القران الكريم وكذلك كان يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة الا انه يضع نفسه في امره شريكا .
وقد تجرأ فكتب الى النبي صلى الله عليه وسلم كتابا في ذلك ارسله صحبة رجلين من جماعته :
- من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله اما بعد فاني اشركت في الامر معك وان لنا نصف الارض ولقريش النصف ولكن قريشا لا يعدلون .
-
فكتب اليه النبي صلى الله عليه وسلم :
( من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى
اما بعد فان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين اتيا بكتاب مسيلمة الى النبي صلى الله عليه وسلم :
- ( ما تقولان انتما ؟؟ )
فقالا : نقول كما قال .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
-( اما والله لولا ان الرسل لا تقتل لضربت لاقابكما ).
فرجعا بالكتاب الى مسيلمه واخبراه الخبر
بقي مسيلمة يدعي الاشتراك مع النبي صلىالله عليه وسلم في نبوته فلفق سجعات كان ياتي بها واحل لقومه الزنا والخمر وافتتن به قومه فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم زاد في دعواه افتتن به قومه اكثر فارسل له ابو بكرالصديق جيشا بقيادة خالد بن الوليد في معارك شديدة بين المسلمين وبينه وقومه من المرتدين حتى قتل وكان قاتل مسليمة وحشي بن حرب قاتل الحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم .



**********************************



https://falih.ahlamontada.net

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin

فالح الحجية كتب:




شذرات من السير ة النبوية المعطرة

37

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله :

اقبل النبي صلى الله عليه وسلم من( تبوك ) حتى كان بينه وبين المدينة ساعة من وقت جاءه اصحاب مسجد الضرار وكانوا قد جاؤوا من اليه عندما كان يتجهز الى غزوة ( تبوك) فقالوا له :
- يارسول الله انا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة وانا نحب ان تصلي فيه .
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( اني على جناح سفر ولو قدمنا انشاء الله لأتيناكم )
فلما عاد من تبوك ووصل الى ( ذي اوان ) جاءه خبر المسجد من السماء اذ جاءه جبريل عليه السلام فاخبره بخبر المسجد ونية الذين بنوه من المنافقين فدعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال لهما :
( انطلقا الى هذا المسجد الظالم اهله فاهدماه واحرقاه )
فخرجا مسرعين حتى ا تيا بني سالم بن عوف – وهم رهط مالك بن الدخشم فقال لمعن:
- انظرني حتى اخرج اليك بنار من اهلي .
فدخل الى اهله فاخذ سعفا من النخل فاشعل فيه نارا ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه اهله فأحرقاه ثم هدماه فانزل الله تعالى:
( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون * لاتقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يطّهروا والله يحب المطهرين *) التوبة الايتان\107 و108
والذين بنوا المسجد هم من الانصار فقال لهم ابو عامرالفاسق :
- ابنوا مسجدكم واستعدوا ما استطعتم من قوة ومن سلاح فاني ذاهب الى قيصر الروم فآت بجند الروم فاخرج محمد ا واصحابه.
فلما اتموا بناءه اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له :
- انا فرغنا من بناء المسجد ونحب ان تصلي فيه وتدعو لنا بالبركة فانزل الله تعالى الايتان اعلاه

ولما دنا النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وكان رجوعه اليها في اوائل رجب من السنة التاسعة للهجرة المباركة خرج الناس للقائه مع النساء والصبيان والاولاد وهم يتغنون:

طلع الفجر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع

وبعد رجوعه الى المدينة توفي النجاشي ملك الحبشة واسمه( اصحمة بن الابجر) فلما وصل الخبر صلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الغائب في المدينة المنورة
ثم توفيت ابنته ام كلثوم في شهر شعبان من نفس السنة فصلى عليها ودعنت في (البقيع) وحزن النبي صلى الله عليه وسلم عليها حزنا شديدا وقال لعثمان بن عفان ( لوكان عندي ابنة ثالثة لزوجتكها )
وقيل توفي في ذي القعدة من نفس السنة راس المانافقين عبد الله بن ابي سلول
لقد كانت ( غزوة تبوك ) اخر غزوة قادها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وانزل فيها سورة براءة ( التوبة ) وكانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تسمى ( المبعثرة ) لما كشفت من اسرار المنافقين وما اضمروه في قلوبهم المريضة وقد فضحهم الله تعالى فيها كما تحدث فيها عن قصص كثيرة رافقت هذه الغزوة منها قصة تخلف كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن امية الثقفي ممن شهدوا معركة (بدر) بدون عذر فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فجاء المعذرون من الاعراب من المنافقين يحلفون انهم كانوا معذورين . فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وارجأ كعب بن مالك وصاحبيه حتى انزل الله في شأنهم وفي توبتهم وكانوا من خيرة المؤمنين
قال الله تعالى ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصارالذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم لرؤوف رحيم * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم * ) التوبة الايتان\ 117 و118
فقد خلفهم الله تعالى واخر توبتهم ليمحصهم ويطهرهم من ذنب تاخرهم عن المعركة لانهم كانوا صادقين .

ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة ( تبوك) واسلام ( ثقيف ) ضربت الى النبي صلى الله عليه وسلم اكباد الابل تحمل وفود العرب من كل وجه وصوب في السنة التاسعة للهجرة المباركة والتي سميت( سنة الوفود)

وبعد ان كانت العرب تتربص في الاسلام الدوائر للقضاء عليه بدءا من قريش في داخل مكة المكرمة وذلك ان قريش كانوا ائمة الناس وهداتهم واهل البيت والحرم وصريح ولد اسماعيل عليه السلام وكل قادة العرب لا ينكرون ذلك .
فقد كانت قريش هي التي نصبت وهيأت لحرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

ولما فتحت مكة المكرمة على يد النبي صلى الله عليه وسلم دانت قريش له تبين للعرب ان لا طاقة لهم بمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ولا عداوته مما اضطرهم للانصياع للامر الواقع في تابعيته وبدء العرب يدخلون في الاسلام افواجا افواجا كما جاء في سورة النصر:
( اذا جاء نصرالله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *)

ومن هذه الوفود وفد طيئ فقد قدم الى النبي وفدها وفيهم زيد الخيل وكان هو سيدهم فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام فدخلوا فيه وحسن اسلامهم وقال ابن اسحاق :
- حدثني رجال من طيئ ممن لا اتهمهم في شيء يعني صادقين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
- ( ما ذكر لي رجل من العرب بفضل من ثم جاءني الا رأيته دون ما يقال فيه الا زيد الخيل فانه لم يبلغ كل ما فيه )
ثم اطلق النبي صلى الله عليه وسلم لقب ب( زيد الخير ) بدلا من( زيد الخيل )
وقد اقطعه ( فيدا ) وارضين معه وكتب له بذلك كتابا .
وقد خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا الى قومه فلما وصل الى ( فردة ) وهي مياه في نجد اصابته الحمى فمات فعمدت امرأته الى ماكان معه من الكتب التي اقطع له بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرقتها بالنار .

ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس وكانوةا من سكان شرق الجزيرة العربية وكانوا اول من اسلم من خارج المدينة وكانوا قد وفدو على النبي صلىالله عليه وسلم مرتين الاولى في السنة الخامسة للهجرة المباركة في ثلاثة عشرا نفرا فلما وصلوا المدينة وراءوا النبي صلىالله عليه وسلم رموا بانفسهم من ركائبهم بباب المسجد النبوي وتبادروا بالسلام على الحبيب المصطفى صلىالله عليه وسلم وكان فيهم عبد الله بن الاشج . فتخلف عنهم عند الركائب حتى اناخها وجمع المتاع ثم اخرج ثوبين فلبسهما ثم جاء يمشي على مهل ثم سلم على رسول الله فقاله له النبي صلى الله عليه وسلم( ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة )
كان النبي قد حدث اصحابه انه قائلا:
- (سيطلع عليهم اليوم وفد خير من اهل الشرق ولم يكرهوا الاسلام وقد انضوا الركاب وافنوا الزاد اللهم اغفر لعبد القيس ) فلما وصلوا قال لهم النبي صلى الله عليه سلم:
- ( مرحبا بكم غير خزايا ولا ندامى )
فسالوه عن الاسلام واركانه وماذا يعملون به وماذا يبلغون منهم وراءهم اذا رجعوا اليهم فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما يلي وكان الحج لم يفرض بعد :
الاول : شهادة لااله الا الله وان محمد رسول الله
الثاني : اقامة الصلاة في اوقاتها وشروطها
والثالث: ويتاء الزكاة .
والرابع: صيام شهر رمضا ن
والخامس : ان يعطوا من كل مغنم الخمس . كما نهاهم الخمر والميسر التي كانوا يكثرون فيها .

اما في الوفادة الاخيرة فكانت فيها الجارود وكان على دين المسيحية ( نصراني ) فلما مثل بين يدي الحبيب المصطفى قا ل له :
- يارسول الله اني على ديني واني تارك ديني لدينك فتضمن لي بما فيه؟؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
- ( نعم . انا ضامن لذلك ان الذي ادعوك اليه خير من الذي كنت عليه)
فاسلم الرجل واسلم اصحابه معه وكان حسن الاسلام شديد في دينه حتى مات وكان قد ادرك الردة عن الاسلام التي حدثت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث العلاء بن الحضرمي- قبل فتح مكة – الى المنذر بن ساوي العبدي فاسلم وحسن اسلامه وكان المنذر يعتبر العلاء بن الحضرمي رسول النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين وقد مات المنذر العبدي بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وردة اهل البحرين .

ومن الوفود التي قدمت على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وفد بني حنيفة من اليمامة وفيهم مسلمة الكذاب فقد جاؤوا اليه وتركوا مسيلمة الكذاب في حراسة رحالهم وفي رواية اخرى نزلوا في بيت رجل من الانصار فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فاسلموا جميعا وذكروا مكان مسيلمة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
- يارسول الله انا خلفنا صاحبا لنا في رحالنا يحفها لنا فامر له النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما امر لقومه وقال :
- ( اما انه ليس بشركم مكانا ) يعني لحفظه ضيعة اصحابه
وفي رواية اخرى ان اللنبي صلى الله عليه وسلم راى في المنام انه اوتي بخزائن الارض فلاقع في يديه سواران من ذهب فكبرا عليه فاوحي اليه ان انفخهما فنفخهما فذهبا فاول النبي صلى الله عليه وسلم ان كذابين من بعده سيخرجان ثم يزولان كما ذهب السوران بنفخه عليهما .

ثم انصرفوا فلما وصلوا الى اليمامة ارتد مسيلمة عن الاسلام وادعى النبوة وقال :
- اني اشركت في الامر معه .
ثم قال للوفد معه :
- ا لم يقل لكم ( انه ليس بشركم مكانا ؟) ما ذاك الا لما كان يعلم اني اشركت في الامر معه.
ثم اخذ يسجع لهم سجعات مضاهاة للايات القران الكريم وكذلك كان يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة الا انه يضع نفسه في امره شريكا .
وقد تجرأ فكتب الى النبي صلى الله عليه وسلم كتابا في ذلك ارسله صحبة رجلين من جماعته :
- من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله اما بعد فاني اشركت في الامر معك وان لنا نصف الارض ولقريش النصف ولكن قريشا لا يعدلون .
-
فكتب اليه النبي صلى الله عليه وسلم :
( من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى
اما بعد فان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين اتيا بكتاب مسيلمة الى النبي صلى الله عليه وسلم :
- ( ما تقولان انتما ؟؟ )
فقالا : نقول كما قال .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
-( اما والله لولا ان الرسل لا تقتل لضربت لاقابكما ).
فرجعا بالكتاب الى مسيلمه واخبراه الخبر
بقي مسيلمة يدعي الاشتراك مع النبي صلىالله عليه وسلم في نبوته فلفق سجعات كان ياتي بها واحل لقومه الزنا والخمر وافتتن به قومه فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم زاد في دعواه افتتن به قومه اكثر فارسل له ابو بكرالصديق جيشا بقيادة خالد بن الوليد في معارك شديدة بين المسلمين وبينه وقومه من المرتدين حتى قتل وكان قاتل مسليمة وحشي بن حرب قاتل الحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم .



**********************************



https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى