اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شذرات من السيرة النبوية العطرة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1شذرات من السيرة النبوية العطرة Empty شذرات من السيرة النبوية العطرة الأربعاء مارس 14, 2012 7:25 pm

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin


شذرات من السير ة النبوية المعطرة

17

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرت في الحلقة السادسة عشرة وجود اكثر من كيان حيوي في مجتمع المدينة واختلاف هذه الكيانات عن بعضها في المصلحة والتعامل والدين والعقيدة . فاول عمل عمله النبي صلى الله عليه وسلم عقد ميثاقا بين المسلمين من المهاجرين والانصار وهو ميثاق التآخي بينهم وجعل الاخوة الاسلامية فوق كل شيء حتى فوق الاخوة الحقيقية بادئ ذي بدء فجعل لكل فرد من الانصار اخا من المهاجرين يرث احدهما الاخر حتى بعد وفاته واشركهم في الامور صغيرها وكبيرها وجعلهم كعائلة واحدة اضافة الى الاخوة الاسلامية وهي الرابط الاسمى قال تعالى ( انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم ) الحجرات \ اضافة الى تعريفهم بالحقوق لهم والواجبات عليهم وتثبيت الاسس التي تجعل منهم امة واحدة مستقلة عن الاخرين وهذه الشروط هي كالاتي :
1- المسلمون من قريش ويثرب ومن تبعهم وجاهد معهم امة واحدة من دون الناس الاخرين
2- اداء واجبات دينهم وفداء الاسرى يكون كما كانوا عليه قبل هذا اليوم وعلى المؤمنين والمسلمين النصر في الدية والفداء بعضهم للبعض الاخر.
3- يكون المسلمين يد واحدة على الظالم والمفسد والباغي ولو كان مسلما.
4- لا يجوز قتل مؤمن بكافر ولا يجوز نصر كافر على مسلم باي حال من الاحوال.
5- ان سلم المسلمين واحدة
6- ذمة الله واحدة فيجير عليهم ادناهم
7- لليهود حق النصر والاسوة اذا تبعوا المسلمين وواثقوهم .
8- لايحق لمؤمن ان ينصر محدثا او ايوائه
9- من يقتل مؤمنا متعمدا او قصدا يقتص منه الا ان يرضي ولي امرالقتيل
10- يجب على المؤمنين الوقوف ضد القاتل و المعتدي
11- اذا حدث اختلاف بين السلمين فان مرده الى الله والى الرسول .

وجعل هذه البنود ثابتة في الامة الاسلامية فللمسلمين حق الاخوة الاسلامية والوقوف معهم في كل الامور والتكاتف والتعاون والتناصر والمؤآساة واسداء النصح والارشاد الى الخير والايمان وقد تاكد فيما مضى من الزمن ان هذه الاخوة سمت شموخا على مدى الحقب الزمنية التي عرفها التاريخ الاسلامي ولحد اليوم .
ثم التفت الى المشركين فرتب امورهم حيث كان كيانهم على وشك الانهيار حيث اسلم اغلبهم سواء كانوا رعاعا او سوقة ورؤساء وكبراء واصبحوا لايستطيعون الوقوف امام المسلمين فقرر النبي صلى الله عليه وسلم مايلي:
(لايجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن .)
بذلك انتهى كل شيء يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم منهم اذ جعلهم دون المسلمين درجة .
اما اليهود فقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم معهم اتفاقا حسب للبنود التالية :
1- اليهود امة مع المؤمنين . لهم دينهم وعليهم نفقتهم وللمسلمين دينهم وعليهم نفقتهم .
2- يجب على كل منهم نصرالطرف الاخر في حالة الحرب وفي اي مداهمة للمدينة من اي طرف من الاطراف وكل يدافع او يحمي جبهته
3- بين المسلمين واليهود النصح والنصيحة والبر بدون اثم
4- لايؤخذ الحليف باشم حليفه.
5- نصر للمظلوم على الظالم
6- اليهود ملزمين بالانفاق على المؤمنين مادامو ا محاربين
7- كل يثرب حرام على اهل هذه الصحيفة
8- اذا حدث حادث او شجار بين المسلمين واليهود فان مرده الى الله ورسوله
9- انه لاتجار قريش ولا من نصرها
10- لا يحول هذا الكتاب دون ظالم اوآثم

ولو تفحصنا هذه الامور والمواثيق لوجدناها قد رجحت فيها كفة المسلمين اذ تحولت المدينة المنورة الى دولة ذات سيادة الكلمة النافذة فيها للمسلمين ويرأس هذه الدولة الصغيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا اصبح المسلمون سادة الموقف .
تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم الى الدعوة الالهية الاسلامية ونشرها يعاونه المسلمون في ذلك فقد كان يحضر مجالس المسلمين وغيرالمسلمين من اليهود والمشركين يتلو عليهم القرآن الكريم ويدعوهم للايمان بالله تعالى ونبذ الشرك دون ان يستطيع احد ان يرده او يمنعه او يقف بوجهه صلى الله عليه وسلم .

سمع المشركون بهذه الامور والاحداث فازدادوا حقدا وكراهة ليس على شخص النبي صلى الله عليه وسلم وحسب وانما عليه وعلى المسلمين كافة . واخذوا يحرضون المشركين في المدينة بقتال المسلمين فيها واخراجهم من المدينة المنورة فقد شعر المسلمون- بعد ان ارتاحوا في المدينة من خبائث المشركين في مكة – بملاحقتهم لهم الى المدينة المنورة فقد هدد مشركو مكة مشركي المدينة المنورة بقتلهم واستباحة نسائهم ان هم لم يقاتلوا المسلمين ويطردونهم وهددوهم بمنعهم من دخول مكة ويقطعوا علاقاتهم بهم مما اضطر بعض منهم بالتجمع لقتال المسلمين في المدينة المنورة . الا ان النبي صلى الله عليه وسلم علم بذلك فاجتمع بهم ووعظهم ونصحهم فتفرقوا وغيروا رايهم عن قتال المسلمين . كما ان خطر المشركين في مكة احدق بالسلمين الذين يذهبون الى مكة فمشركو مكة قرروا الوقوف بالمرصاد لكل مسلم تطأ رجله ارض مكة . فقد اراد سعد بن معاذ رضي الله عنه وهو رئيس الاوس ان يخرج الى مكة معتمرا فلما ذهب اليها وبينما هو يطوف حول الكعبة ومعه ابو صفوان امية بن خلف لقيهما ابو جهل فلما تعرف على سعد بن معاذ هدده وتوعده بالقتل لمن يصل الى مكة من المسلمين وقال له :
- تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصبأة وصبأتم معهم اما والله لولا انك مع ابي صفوان ما رجعت الى اهلك سالما . فعرف المسلمون ان هذا خبر لهم بصدهم عن المسجد الحرام وتحريم دخوله على المسلمين ومن دخله سيعرض نفسه للقتل والاذى . وكان عبد الله بن سلام حبر اليهود الاعظم في المدينة قد اسلم وبينما
لم يسلم بقية اليهود وبقوا على يهوديتهم رغم دعوته لهم الى الاسلام . وكان لرجال قريش وسادتها صلات وعلاقات بيهود المدينة فاوعزوا اليهم فعل اي شيء ضد المسلمين – واليهود مشهود لهم بخلق الفتنة ونشر الضغائن عبر التاريخ – فاخذوا يثيرون الفتنة والحقد والكراهية والضغينة القديمة بين المسلمين منها اثارة الفتنة بين الاوس والخزرج ومحاولتهم خلق جو مضطرب بينهم . وكان في المدينة ثلاث قبائل يهودية هم بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وقد نقضوا عهدهم بعد اسلام عبد الله بن سلام فحاربهم النبي صلى الله عليه وسلم و قرر المن على بني قينقاع فعفى عنهم و بينما اجلى بني النضير عن المدينة وقتل بني قريظة .

وشاع نوع من الخوف والفزع بين المسلمين فكان المسلمون لا ينامون الا وبايديهم السلاح حتى قيل انهم كانوا ينامون فيه واخذوا يحرسون النبي صلى الله عليه وسلم خوفا عليه . فانزل الله تعالى الاية ( والله يعصمك من الناس ) فخرج اليهم وقال لهم :
( ايها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ) .
في هذه السنة وهي الثانية للهجرة المباركة فرض الله تعالى صيام شهر رمضان على المسلمين وبهذا نسخ صوم عاشوراء واصبح صومه نافلة مستحبة . و اصبح صوم رمضان فرضا على المسلمين وركنا من اركان الاسلام فانزل الله الايات ( كتب عليكم الصيام كما كتب على ا لذين من قبلكم لعلكم تتقون * اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فديو طعام مسكين . فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون * شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون *) البقرة 183- 185
وفي هذا العام الثاني للهجرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابته فاطمة الزهراء الى علي بن ابي طالب رضي الله عنهما .
كان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة ونورها الله تعالى به جعل القبلة الى بيت المقدس وبيت المقدس كان قبلة اليهود وقبلة النصار ى واصبح قبلة المسلمين ايضا وبقي كذلك ستة عشرا شهرا . وكان اليهود يقولون : ان محمدا يستقبل قبلتنا ويعبد غير ديننا فاستكثرها النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحب ان يجعل القبلة الى الكعبة فاخبر جبريل عليه السلام بذلك فقال له:
- انا انما انا عبد فادعو ربك وسأله.
وجعل يقلب وجهه في السماء يرجو رحمة الله بذلك . فانزل الله تعالى الايات المباركة ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون * ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين * الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك فلا تكونن من الممترين * ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات اين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شيء قدير* ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس حجة الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم وتهتدون *) البقرة 144- 150 . فحول النبي صلى الله عليه وسلم القبلة الى المسجد الحرام تنفيذا لامر الله تعالى . وكان هذا التغيير لحكمة عظيمة وحل محنة للناس المسلمين والكافرين فاما المسلمون فقالوا ( آمنا به كل من عند ربنا ) ال عمران \6 وهم الذين هداهم الله للايمان .
اما المشركون فقد قالوا( ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) البقرة\142 اما المنافقون فقالوا ان كانت القلبلة الاولى حقا فقد تركها فلماذا عاد اليها واما اذا كانت الثانية هي الحق فانه كان على باطل وهكذا كان الخلاف .
وعلى كل حال فقد عادت الكعبة البيت الحرام قبلة للمسلمين فهو يتوجهون اليها في صلاتهم لئلا يكون للناس حجة عليهم اتماما لنعم الله تعالى عليهم ولعلهم يزدادون هداية وايمانا الذين ارهم الله تعالى بذكره وشكره ولا يتم الا بهما والا ستعانة بالصبر والصلاة لانه تعالى مع الصابرين .

يتبع

فالح نصيف الحجية
الكيلاني
13\3\2012



******************************


https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى