اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اسلام سيفلايزيشن -السيد فالح آل الحجية الكيلاني

الحضارة الاسلامية باشراف المهندس خالدصبحي الكيلاني والباحث جمال الدين فالح الكيلاني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شذرات من السيرة النبوية المعطرة\ 14 - بقلم فالح الحجية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

فالح الحجية

فالح الحجية
Admin


شذرات من السيرة النبوية المعطرة

14

بسم الله الرحمن الرحيم

في الحلقة السابقة تحدثت عن بيعتي العقبة الاولى والثانية لاهل يثرب للنبي صلى الله عليه وسلم وما حدث فيهما من امور .
رجع المسلمون المبايعون الى يثرب واخذوا ينشرون الاسلام وقد بدات هجرة عامة المسلمين الى يثرب وقد هاجر بعض الصحابة اليها قبل البعثة وجاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله وسلم رأى دار هجرة المسلمين فاخبرهم بها فقال :
- ( رأيت اني اهاجر من مكة الى ارض بها نخل فذهب ظني ال ى اليمامة او هجر فاذا هي المدينة يثرب) وفي رواية ( اريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرتين فاما ان هجر او يثرب ).
ان اول من هاجر من المسلمين الى يثرب هو ابو سلمة المخزومي مع زوجته ام سلمة فمنعها قومها من السفر بعد ما علموا بذلك وانتزعوا ولده من زوجته الا انه هاجر بمفرده ثم اطلقوا زوجته وابنه فلحت به مع ولدها وذلك قبل بيعة العقبة الثانية بنحو سنة . ثم هاجر عامر بن ربيعة مع زوجته ليلى بنت ابي حثمة وكذلك هاجر عبد الله بن مكتوم . ثم تتابعت هجرة المسلمين من مكة الى يثرب فلما هاجر عمر بن الخطاب خرج علنا وتحديا لقريش حيث لم يجرء احد ان يمنعه او يقف بوجهه ثم هاجر قرابة عشرين من الصحابة من مكة الى المدينة ثم هاجر المسلمون جميعا من مكة الى يثرب وفي نفس الوقت عاد المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة في او ل الدعوة الاسلامية رجعوا الى المدينة مباشرة ولم يبق احد في مكة من المسلمين الا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وصهيب وزيد بن حارثة وبعض من فقراء المسلمين حيث لم يقدروا على الهجرة .
اما ابو بكرالصديق فقد تجهز للهجرة فلما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك قال له :
- على رسلك فاني ارجو ان يؤذن لي.
فقال ابو بكر : وهل ترجو ذلك ؟؟
قال النبي صل ى الله عليه وسلم : نعم
فترك الهجرة انتظارا للنبي صلى الله عليه وسلم وهيأ راحلتين استعدادا للسفر .
فلما شاهد مشركو قريش ورؤساؤها هجرة المسلمين الى يثرب وعرفوا انها ستكون لهم دار منعة وان القوم اهل حرب وبأس فخا فوا ان يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم بعدهم اليها فيشتد بذلك جمعهم فاجتمعوا في دار الندوة وهي الدار التي تحدث فيها كل الاجتماعات المهمة لاهل مكة كما سبق وان شرحتها في اول الحلقات فلما اجتمعوا حضر معهم ابليس لعنه الله تعالى في صورة شيخ نجدي .
تذاكر المجتمعون امر النبي صلى الله عليه وسلم واخذ كل واحد يدلو بما عنده من رأي وكان الشيخ النجدي ( ابليس) يرده ولا يرضاه فلما جاء دور ابي جهل في الكلام قال :
- قد فرق لي فيه براي ما اراكم وقعتم عليه
- قالوا : وما هو.
- قال ابو جهل : اراى ان نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا ثم نعطيه سيفا صارما ثم يضربونه ضربة رجل واحد في وقت واحد فيتفرق دمه في القبائل . فلا تدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولا يمكنها من معاداة القبائل كلها عند ئذ نسوق ديته اليها .
فقال الشيخ النجدي ( ابليس) : لله در هذا الفتى هذا والله الراي الصائب .
فتفرقوا على هذا المقترح الذي اقترحه ابو جهل وباركه ابليس لعنهما الله . واخذوا يعملون على تنفيذه.
نزل جبريل عليه السلام فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وطلب منه ان لا ينام تلك الليلة في فراشه .
قصد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ابا بكر في منتصف النهار في ساعة لم يأته فيها احد – اي عند الظهيرة – متخفيا فقال له:
-( اخرج من عندك )
-فقال ابو بكر ( انما هم اهلك يارسول الله )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ان الله قد اذن ليس بالخروج.
فقال ابو بكر : الصحبة يارسول الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم
فقال ابو بكر: بابي انت وامي فخذ احدى راحلتي هاتين
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بثمن
وهكذا ابرم النبي صلى الله عليه وسلم مع ابي بكر امور الهجرة فجهزا راحلتين افضل الجهاز واستأجرا عبد الله بن اريقط الليثي دليلا لهما في سفرهما وكان - على دين قريش- فاستأمناه وسلما اليه الراحلتين وكان خبيرا بمعرفة كل الطرق فواعداه جبل ثور بعد ليال ثلاث .
واستمر النبي صلى الله عليه وسلم في اعماله اليومية كي لا يشعر احدا انه نوى السفر من قريش وكان من عادته صلى الله عليه وسلم ان ينام في اوائل الليل بعد صلاة العشاء ويخرج في النصف الاخر من الليل الى المسجد الحرام ليقيم صلاة التهجد او القيام فامرعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه ان يبيت تلك الليلة في فراشه كما علمه جبريل عليه السلام واخبره ان لا يصيبه مكروه .

في هذه الليلة ( ليلة الهجرة المباركة ) اجتمع نفر من قريش يتطلعون الى باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم يرصدون مبيته في بيته وطوقوا البيت الا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من بيته اخذ حفنة من التراب فذرها على رؤسهم من حيث لا يشعرون وهو يقرأ( وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون *) يس\9 ومضى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الى بيت ابي بكرالصديق وخرجا من خرجة في بيت ابي بكر ليلا . فجاء رجل والقوم محيطون ببيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم :
- ماذا تنتظرون ؟؟؟
- فقالوا : محمدا
- فقال لهم : خبتم وخسرتم والله قد خرج من بينكم وحثى على رؤوسكم التراب
- -فقالوا والله ما ابصرنا ه
واخذوا ينفضون التراب عن رؤوسهم ثم اقتحموا البيت فشاهدوا عليا نائما في فراش النبي صلى الله عليه وسلم فقا م من الفراش فقالوا له:
- اين محمد؟؟
- فقال : لا علم لي به .
وفي رواية اخرى انهم لما قال لهم علي لا علم لي به ضربوه وسحبوه الى الكعبة وحبسوه ساعة من نهار ثم تركوه .
وهكذا ذهب مكرهم سدا قال تعالى ( واذ يمكر بك الذين كفروا لثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الانفال \30
مضى النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه ابو بكر قاصدين غار ثور فوصلاه قبل الفجر فجائوا الى بيت ابي بكر وسألوا عنه اسماء ابنته فقالت : لا ادري
فلطمها ابو جهل لطمة طرح عنها اقراطها ثم جدوا في طلبه صلى الله عليه وسلم ورفيقه
فلما وصلا الغار دخل ابو بكر فيه اولا ليتفقده ان كان فيه شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصيبه هو دون رسو ل الله صلى الله عليه وسلم فوجد فيه ثقوبا وقد قام بسدها بخرق من ازاره وبقي ثقب او ثقبين وضع قدميه فيهما ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غلبه النوم فنام في حجر ابي بكر وكان العنكبوت قد جاء ونسج على باب الغار بيته وقيل ان حمامة بنت عشها في تلك الساعة وباضت فيه ونامت على بيضتيها فلما وصل القرشيون وهم يبحثون عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه الى الغار وجدوا نسيج العنكبوت و عش الحمامة فقالوا لبعضهم البعض :
- لم يدخل احدا هنا ولو دخل احد هنا لتمزق نسيج العنكبوت وسقط عش الحمامة فرجعوا خائبين وقد جعلوا لمن ياتي بهما احياءا او امواتا مائة بعير .
- فقال ابو بكر الصديق:
يارسول الله لو ان احدهم نظر الى ما تحت قدميه لابصرنا .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ماظنك باثنين الله ثالثهما . لا تحزن ان الله معنا . فنزلت الاية الكريمة( ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا *) ال عمران \ وقد لدغ ابو بكر من احدى قدميه التي يسد بهما الجحر لكنه آثر ان لا يتحرك لئلا يستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ سأله ما به فقال :
لدغت فداك امي وابي
فمسح النبي صلى الله عليه وسلم مكان اللدغ واضعا عليه من لعابه شيئا فانزاح الالم وكانا يسمعان كلامهم الا ان الله تعالى اعمى ابصارهم فغم عليهم امرهما .
قالت عائشة فجهزناهما احث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت اسماء قطعة من نطاقها فاوكت به فم الجراب – اي شدته- وقطعت الاخرى عصاما للقربة فشدتها لذلك لقبت اسماء- ذات النطاقين
بقي النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر ثلاث ليال في غار ثور حتى خمد البحث عنهما قليلا فجاء اليهما( اريقط ) ذلك الرجل الذي استأجراه واسلماه الراحلتين بهما فارتحلا قاصدين يثرب .

فالح نصيف الحجية
الكيلاني
8\3\2012

https://falih.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى